
في الوقت الذي تخلى فيه أغلب قادة وحكومات الدول العربية عن سكان قطاع غزة، في الحرب المستعرة منذ أكثر من عام ونصف ضد الكيان الصهيوني، لا تزال جماعة الحوثي في اليمن هي الداعم الأكبر لحركة حماس، والتي تبنت منذ الوهلة الأولى استهداف السفن الإسرائيلية والأمريكية في البحر الأحمر وخليج عدن، لقطع سبل الإمدادات عن حكومة بنيامين نتنياهو.
وتعهدت جماعة الحوثي -مرارا- بمواصلة هجماتها ضد الاحتلال الإسرائيلي، ما دامت حرب الإبادة الإسرائيلية مستمرة على قطاع غزة، مؤكدة في الوقت نفسه أن هجماتها ضد تل أبيب تأتي في إطار نصرتها للفلسطينيين في غزة.
كاتس يتوعد
في المقابل، توعد وزير دفاع الاحتلال الصهيوني يسرائيل كاتس، يوم أمس الجمعة، باغتيال عبدالملك الحوثي، زعيم الجماعة في اليمن.
وقال كاتس، في تغريدة على موقع “X”: سنلاحق زعيم الحوثيين عبدالملك الحوثي وسنقضي عليه مثلما قتلنا السنوار في غزة ونصر الله في لبنان وهنية في طهران”.
وبالأمس، شن طيران جيش الاحتلال الإسرائيلي، سلسلة هجمات استهدفت مينائي الحديدة والصليف في اليمن، وألحقت بهما أضرارًا جسيمة.
ونقلت وسائل إعلام عبرية عن جيش الاحتلال قوله :” إذا استمر الحوثيون في إطلاق الصواريخ على تل أبيب، فسوف يتلقون المزيد من الضربات المؤلمة وسنقطع رؤؤس قادة الجماعة”.
صعوبات بالغة
وتواجه تل أبيب، صعوبة بالغة في جمع المعلومات الاستخباراتية داخل اليمن، لا سيما فيما يتعلق بالمواقع العسكرية وأماكن وجود قادة الحوثيين، ما يجعل استهداف المناطق والمنشآت الحيوية التابعة لها هدفا سهلًا لحفظ ماء وجهها، بحسب مواقع عبرية.
جغرافيا معقدة
ويرى مراقبون أن امتداد الجغرافيا اليمنية المعقدة من جبال وهضاب ووديان، تصعب بالضرورة مسألة اغتيال عبدالمبك الحوثي، إذ تتوه أغلب طائرات التجسس الأمريكية باهظة الكلفة ويتم إسقاطها.
ولذا فإن الجغرافيا اليمنية تساعد جماعة الحوثي على التخفي والتضليل الأمني، مع سعة أفق وهامش مناورة في حفظ الترسانة العسكرية والأمن الشخصي للقيادات ومراكز التصنيع ومرابض القصف، بخلاف الواقع اللبناني أو الفلسطيني المحصور.
جرادات يقلل من تصريحات كاتس
الصحفي والمحلل الفلسطيني محمد جرادات، قلل من أهمية التهديدات الصهيونية التي توعدت باغتيال عبدالملك الحوثي، لعدة اعتبارات أبرزها البعد الجغرافي بين اليمن وتل أبيب، بخلاف صعوبة الحصول على معلومات استخباراتية عن أماكن تواجد زعيم الحوثيين.
البعد الجغرافي أبرز العوائق
وأضاف :” ورغم البعد الجغرافي، دخلت صنعاء معركة طوفان الأقصى، وقدمت قسطا يفوق عملية الإسناد لغزة في حربها المصيرية، نظراً إلى نجاحها المبهر في القبض على شريان البحر الحيوي، وتصديها غير المتردد للبحرية الأمريكية، وهي هنا تتحرك وفق متطلب ميدان محور المقاومة، فكيف إذا تجرأت “تل أبيب” على التورط في قتال مباشر معها أو محاولة اغتيال رمزها وقائد ثورتها عبد الملك الحوثي؟.
وتابع جرادات، في تصريحات نقلتها صحيفة الميادين التابعة للحوثين، إن عملية الإسناد التي تقوم بها جماعة الحوثي، تأتي من منطلق رؤيتها العقائدية والفكرية باعتبار أن فلسطين قضية الأمة المركزية الأولى.
هجمات صهيونية
القناة 12 العبرية الخاصة، عبر منصة إكس، بأن جيش الاحتلال الإسرائيلي بدأ هجوماً بأكثر من 10 مقاتلات وعشرات الذخائر على 3 موانٍ بحرية غربي اليمن، هي: الحديدة، ورأس عيسى، والصليف.
وذكرت صحيفة معاريف العبرية أن جيش الاحتلال الإسرائيلي نفَّذ، هجمات على 10 أهداف (على الأقل) في المواني الثلاثة باليمن، لكنَّ إذاعة جيش الاحتلال الإسرائيلي أوضحت أن الهجمات اقتصرت على ميناءي الحديدة والصليف فقط، دون استهداف ميناء رأس عيسى.
وأشارت معاريف إلى أن جيش الاحتلال الإسرائيلي امتنع عن تنفيذ أي ضربات على اليمن خلال وجود الرئيس الأمريكي دونالد ترمب في الشرق الأوسط، تفادياً لتأجيج التوتر في المنطقة، لكنه حصل اليوم على الإذن بالهجوم عقب مغادرة ترمب المنطقة.
ويُعد هذا الهجوم الإسرائيلي الجوي التاسع على اليمن منذ بدء حرب الإبادة على قطاع غزة في 7 أكتوبر 2023، والثالث منذ استئناف تلك الحرب على القطاع في 18 مارس الماضي، عقب توقف دام نحو 60 يوماً، حسبما أوردت صحيفة معاريف.
القناة 12 العبرية، قالت في تقرير لها، إن الهجوم الإسرائيلي الأخير على اليمن، بدأ بأكثر من 10 مقاتلات وعشرات الذخائر على 3 موانٍ بحرية غربي اليمن، هي: الحديدة، ورأس عيسى، والصليف.
وذكرت صحيفة معاريف العبرية أن جيش الاحتلال الإسرائيلي نفَّذ، هجمات على 10 أهداف في المواني الثلاثة باليمن، لكنَّ إذاعة جيش الاحتلال الإسرائيلي أوضحت أن الهجمات اقتصرت على ميناءي الحديدة والصليف فقط، دون استهداف ميناء رأس عيسى.
وبخلاف المعتاد وجهت حكومة الاحتلال إنذارين يوم الأحد والأربعاء الماضيين، إلى الموجودين في مواني الحديدة ورأس عيسى والصليف، طالبتهم خلالها بإخلاء المواقع فورًا دون أن يعقب ذلك هجوم فوري كما جرت العادة.
صحيفة معاريف العبرية، قالت إن جيش الاحتلال الإسرائيلي امتنع عن تنفيذ أي ضربات على اليمن خلال وجود الرئيس الأمريكي دونالد ترمب في الشرق الأوسط، تفاديا لتأجيج التوتر في المنطقة، لكنه حصل على الإذن أمس الجمعة، بالهجوم عقب مغادرة ترمب المنطقة.