الأمة الثقافية

“وداعًا د. حلمي القاعود”.. شعر: رأفت عبيد أبو سلمى

إلى الأستاذ الدكتور المفكر الإسلامي والأديب "حلمي محمد القاعود":

سَلامًا مِن أسَى قلبٍ أسيفِ

يُوَدِّعُ صاحبَ الخُلُق العفيفِ

تراءى نجمُهُ بين الدياجي

يعانقُ شِرعَةَ الدِّينِ الحنيفِ

وما “القاعودُ” إلا نهْرُ  عِلْمٍ

شِفاءُ العِيِّ سَقَّاءُ العَرِيفِ

أدِيبٌ ما هَوَى إلا المَعَالي 

تفيضُ بنورِ أحرُفِهِ اللطيفِ

وذاك عطاؤهُ غَدَقًا جوادًا

بنور الحقّ وهَّاجَ الحروفِ

وَضِيئًا لَمْ يَزلْ يَزهو سَنَاهُ

كَشَمْسٍ دون ظاهِرةِ الكُسُوفِ

تَعَالَى ساميًا مُذ أنْ تَرَقَّى

سَنَامَ الصِّدقِ والفِكْرِ الحَصِيفِ

فمَا صَاغَ العلومَ لأجْلِ دُنيا

ولا أدَبًا، وَذَا دَأَبُ الشريفِ

يعافُ وقارُهُ الميمونُ هذا

ولا بيعَ المَكَارمِ بالرَّغيفِ

تَعَلَّمْنا العُلا مِن كُلِّ حَرْفٍ

يخطُّ سناهُ بالقلمِ الطريفِ

على دَرْبِ الأوائلِ مِن رِجَالٍ

على قبَسٍ مِن الخُلُق العفيفِ

وَيَنصَحُ  للقويّ..بِكُلِّ وُدٍّ

وَيَرفُقُ في النصيحةِ بالضغيفِ

وَلَمْ يَكَ ناقدًا إلا بصيرًا

لِيَجمَعَ ما تفَرَّق مِن صُفوفِ

وَيَقطفُ للعروبةِ مِن تُرَاثٍ

عظيمٍ وافرٍ أندَى القُطوفِ

جَنَى مَجْدٍ يَطِيبُ لِناظِرَيْهِ

وغُصْنٍ مِن حدائقهِ وريفِ

قضايانا التي عاشَ فيها

يُجَلَّيهَا، وفي حَدَبٍ عَطوفِ

شغوفٌ نقدُهُ بالحَقِّ يزهو

ليُعلِيَ قِيمَةَ النقْدِ النظيفِ

يَغَارُ على حِياضِ الحَقِّ حُرًّا

بقلبٍ مُشْرِقٍ هادٍ أسِيفِ

وما “القاعودُ” إلا ذو بَيَانٍ

لَكَمْ أحيَا الفَضِيلةَ مِن حُتُوفِ

سلامًا للذي ما شَذَّ يومًا

عن الإيمانِ.. والخُلُقِ العَفِيفِ

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى