مقالات

المقصود الأول والأخير هو إسقاط التجربة الإسلامية في سورية.

دردشة صباحية مع فنجان قهوة.. في فضاء الحركات العربية!

مضر أبو الهيجاء

قصة وحكاية إيقاف طلال ناجي الأمين العام للجبهة الشعبية- القيادة العامة في دمشق هي ليست أكثر من مدخل للطعن بالتجربة الإسلامية في سورية، والتشكيك بالقائمين عليها من الثوار والمجاهدين الذين وصلوا للحكم واستردوا دمشق من حضن الصليبيين والطائفيين والصفويين والعلمانيين.

كذب كذب كذب وافتراء لا يستحق التوقف أمامه ولا حتى النقاش، كل ما يروج بين الناس من اعتقال طلال ناجي والتحقيق معه في دمشق من خلال ضباط إسرائيليين في إطار الحكومة السورية الجديدة وبتنسيق بين الأردن وإسرائيل!

المقصود والمقصود فقط، هو تشويه التجربة الإسلامية الواعدة في أرض الشام المباركة، لاسيما ومشاريع الباطل المعادية تكاد تصاب بجنون البقر وهستيريا البشر، منذ لحظة امتلاك المسلمين لدولة، كانت محظورة عليهم منذ قرن باتفاق بين المعسكر الشرقي والغربي، وبرضا تام من الطوائف، ودعم وتخادم كبير من المشروع العلماني القومي واليساري والليبرالي العربي، وهو عين ما حصل في مصر العظيمة زمن مرسي القائد المنتمي والشهيد.

أيها الفلسطينيون والعرب والمسلمون من كان منكم يؤمن بالله ورسوله واليوم الآخر، ومن كان صادقا في حرقته على الأقصى وشغفه لتحرير فلسطين فلا يمدن يديه للطواغيت ولا يصغي بأذنيه أو يروج بكلامه للمتآمرين، وليكن عونا لإخوانه السوريين في كل خطوة تحدث وتصنع تمكينا لهذا الدين، ونصرة لشعوب المنطقة المقبلة على الله، والكارهة لصنوف الظلم والقهر والتطبيع مع المحتلين.

إن اليهود الصهاينة المحتلين يحاسبون إخوانكم في الحكومة السورية الجديدة وشعب الشام الكريم على نواياهم، فهم على يقين من كنه وعقل وحلم وأمل وتطلع السوريين، فلا تكونوا عونا للظالمين، وادفعوا ودافعوا عن تجربة عظيمة إن تمكنت في أرض الشام، فإنها ستشق طريق نهضة العرب والمسلمين.

أيها السوريون سددوا وقاربوا واعقلوا شكل التعامل الواجب أمام العواصف الزائلة، فقريبا لن يجد الغرب متسعا أو وقتا زائدا للتفكير والانشغال بكم -علاوة على حصاركم وعضلكم- حيث ستشغله طامات قادمة بتدبير الله القائل سبحانه: إنا من المجرمين منتقمون.

فإياكم وإياكم أن تفلتوا من أيديكم مكون الدولة ومفاصله السيادية حتى لو خضتم حروبا متلاحقة، فبدون تلك الوسيلة والشوكة ستستعبدون وتصبحون عند أعدائكم كالرقيق تقادون من جديد إلى حتفكم.

واعتصموا بحبل الله ودين الله وأمة الله والموقف الصحيح واثبتوا على الطريق جميعا، وتقبلوا منا النصح والتسديد والتقويم أولا بأول، وذلك حتى لا تكبر كرة الأخطاء فتتعاظم في تجربتكم وتلون المسار.

مضر أبو الهيجاء فلسطين-جنين 19/5/2025

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى