تقارير

ملايين الإيرانيين بين مطرقة ديكتاتورية خامنئي وسندان الأزمات الاقتصادية

أغرق نظام خامنئي الديكتاتوري الفاسد والناهب إيران في براثن الفقر والبؤس والغضب. فالتضخم وانقطاع المياه والكهرباء والأجور الزهيدة، دفعت ملايين الإيرانيين إلى حافة اليأس،

وأصبحت أصوات الإنذار المدوية التي تتحدث عن “الأوضاع المزرية” وآفاق “اضطرابات كبرى” (آرين منش – عضو سابق في مجلس النظام) أعلى من أي وقت مضى داخل النظام.

مجرد نظرة على ست أزمات اقتصادية واجتماعية كبرى تقدم صورة لهذا الوضع “المزري” والظروف الانفجارية:

العملة الإيرانية في أدنى مستوى منخفض مقابل الدولار
العملة الإيرانية في أدنى مستوى منخفض مقابل الدولار

لقد أذلّ تضخم المواد الغذائية الناس وجعل حياتهم كابوسًا. فقد أفاد البنك الدولي بأن تضخم المواد الغذائية تجاوز 40% ووصل إلى 168% خلال ثمانية أشهر من حكومة بزشكيان. وارتفع سعر كيلو الفاصوليا إلى 175 ألف تومان، وأصبح اللحوم ومنتجات الألبان حلمًا بعيد المنال بالنسبة للكثيرين.

وقد حذرت وكالة أنباء “خبر أونلاين” الحكومية من أن “ناقوس الخطر لعودة التضخم ثلاثي الأرقام” قد دق، مما أدى إلى تأجيج غضب الشعب.

تضخم الإسكان وأزمة التشرد

لقد دمر تضخم الإسكان حتى حلم امتلاك منزل. فقد وصل سعر المتر المربع الواحد في طهران في أبريل 2025 إلى 110 ملايين تومان، وارتفعت فترة انتظار شراء منزل إلى “أكثر من 580 عامًا” (عصر إيران).

وأفاد مركز البحوث التابع لمجلس النظام بـ “انتشار 8 نماذج من التشرد: النوم على الأسطح، والنوم في غرف المحركات، والنوم في السيارات، والنوم في القبور، والنوم المشترك في غرفة واحدة، والتنقل المستمر، وتعدد الأسر في المسكن الواحد، والسكن في الضواحي”. إنها كارثة ناتجة عن نهب مافيا الإسكان تحت إشراف شخص خامنئي.

لقد احتجز ارتفاع أسعار الأدوية أرواح الناس كرهائن وحول أمل المرضى إلى يأس. فقد ارتفع سعر أدوية مرضى الأمراض المستعصية بنسبة تصل إلى 400%، وحُرم الكثيرون من العلاج.

وتصرخ التقارير المؤلمة بأن “الوصفات الطبية باهظة الثمن تدفع المرضى نحو الموت” وأن “صدمة ارتفاع أسعار الأدوية؛ في بعض الأحيان، يمتنع 3 من كل 10 زبائن صيدلية عن الشراء بعد رؤية السعر” (إيرنا).

فقراء إيران تضاعفوا 3 مرات منذ 1979

لقد شلّ انقطاع التيار الكهربائي حياة الناس ووصل بالغضب الاجتماعي إلى ذروته. ففي مايو 2025، زادت حكومة بزشكيان انقطاع التيار الكهربائي من ساعتين إلى أربع ساعات، وتحذر التقارير من أن “الانقطاعات ستزداد حدة في الصيف”.

وفي الوقت نفسه، تصاعدت احتجاجات الناس بسبب انقطاع التيار الكهربائي وتدمير أعمالهم وحياتهم بشكل كبير، وتنتشر يوميًا مقاطع فيديو غاضبة للمواطنين على وسائل التواصل الاجتماعي. والأسباب الجذرية لهذه الأزمة هي النهب الواسع النطاق للكهرباء من قبل مزارع تعدين العملات الرقمية الكبيرة التابعة لحرس النظام الإيراني.

ولقد حولت أزمة المياه حياة الناس إلى جحيم وأججت الغضب الاجتماعي. ففي مايو 2025، أدى انقطاع المياه على نطاق واسع في طهران والمدن الأخرى إلى تعطيل الحياة، ولجأ سكان بلوشستان إلى “هوتك” الخطرة للحصول على كوب من الماء. لقد بلغت الكارثة حدًا جعل وسائل الإعلام الحكومية تتحدث عن “جحيم صيف 2025” (وکالة الانباء الحكومية تسنيم).

فقر مدقع وأجور تقل عدة مرات عن خط الفقر:

لقد وصل خط الفقر إلى “47 إلى 50 مليون تومان”، و”يمكن القول إن 90% من الإيرانيين فقراء”، و”أكثر من 45 مليون إيراني يعيشون بأجور دنيا تقل أربعة أضعاف عن خط الفقر” (بحسب صحيفة انديشه نو). إن أجر العامل الذي يتراوح بين 10 و12 مليون تومان بعيد كل البعد عن خط الفقر، والفجوة بين الأجور والتكاليف “حولت قضية الأجور في البلاد إلى أزمة وطنية”.

إن مجموع هذه الأزمات حول المجتمع الإيراني إلى برميل بارود من الغضب، لكن كل واحدة من هذه الكوارث بمفردها يمكن أن تكون شرارة لتفجير هذا البرميل.

من المهم الإشارة هنا إلي إن خامنئي، بسبب الفساد الهيكلي، ليس قادرًا على الحد من هذه الأزمات فحسب، بل إن أداء نظامه يزيد من حدتها باستمرار.

لذلك، يمكن التنبؤ بأنه لا شك في وقوع انفجار اجتماعي هائل. وخاصة شباب الانتفاضة بعملياتها النارية وممارساتها الثورية، توجه غضب هذا المجتمع المتفجر في مسار الانتفاضة والنار، وتظهر لهذا المجتمع الذي بلغ السكين عظمه أن: الطريق الوحيد للخلاص هو استئصال نظام ولاية الفقيه، هذا الجرثومة من الفساد والنهب

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى