الموضوع عندي ليس تكفيرًا أو تفسيقًا أو تخوينًا أو عمالةً، ولكن تصوُّرًا وتقديرًا واستشرافًا للمستقبل؛ أمّا جماعة تُهمة التّكفير والتّفجير والتّناقُض فهؤلاء مُشفَقٌ عليهم، ولا يشغلني التّفكير فيكم، ولو ثوانيَ على مدار اليوم الواحد.
ومن أوّل يوم للحرب الخلاف بيني وبين أيّ مكون سياسيّ إسلاميّ أو مذهبيّ أو قوميّ أو حتى علمانيّ إنّما على جغرافيا الحرب وجبهاتها الحقيقيّة بينما الأغلبيّة لم ينظروا إلّا إلى غزّة فقط، وعدد الضحايا والخراب والتّدمير الحاصل؛ أمّا أنا فأرى جغرافيتها لن تستثني أيّ جغرافيا، ولا أيّ قطاع اقتصاديّ أو ثقافيّ أو قِيَميّ أو حتى مسار وسرديات المستقبل التي تحكم ميكانيزمات السّياسة العالميّة التي تخص منطقتنا. صحيح قد لا نجني ثمارها في القريب العاجل، ولكنها ستُؤتي أكلها حتمًا ولو بعد حين؛ ولهذا كنتُ هدفًا للجميع، ولمَن أحبُّهم أكثر ممّن أبغضهم على الحقيقة.
فخلافي ليس على الوقائع الجارية ومأسويّتها؛ فهذه تدركها العجموات مثلها مثل البشر. ولكن على ما استشرفه مستقبلًا؛ وهذا سيظل رهن الأيام القادمة لا أدلة مادّيّة عليه اليوم؛ ولهذا لستُ غاضبًا من أيّ أحدٍ اختلف وسَبّ وشتم أو اتهمنى بشيء، وأُشفِق عليهم اليوم وأترك الأيّام تُصَدّق أو تُكذّب ما ذهبتُ إليه.