الكتاب “عرفت السادات”
المؤلف: الدكتور محمود جامع
يتناول الكتاب الجوانب الشخصية والسياسية والفكرية للرئيس أنور السادات كما رآها المؤلف، الذي عايشه عن قرب، خاصة في فترة ما قبل وبعد توليه رئاسة مصر:
أولًا: خلفية الكتاب وسياقه
“عرفت السادات” هو شهادة سياسية / شخصية من محمود جامع، الذي كان قريبًا من السادات منذ خروجه من السجن في الأربعينيات وحتى بداية حكمه.
الكتاب يتجاوز الجانب التوثيقي إلى تقديم تحليل نفسي وسلوكي للسادات.
يعكس نظرة “من الداخل” تختلف عن الرواية الرسمية التي ظهرت في الإعلام والمؤسسات.
ثانيًا: السادات الإنسان (كما رآه جامع)
كان يحب الظهور ويحرص دائمًا على تسليط الضوء عليه.
يجيد تقمص الأدوار حسب المواقف: من البساطة الشديدة إلى الرسمية الباهرة.
تميز بـ قدرة تمثيلية عالية، وكان مؤلفًا جيدًا للقصص التي تخدم صورته العامة.
يتسم بـ ذكاء فطري وسرعة بديهة، لكنه كان ميالًا للمراوغة والخداع.
جامع وصفه بأنه كان يعيش في “عالم من التصورات والأساطير الخاصة به”.
ثالثًا: دوره في ثورة يوليو
شارك السادات في الثورة، لكن ليس كقائد بارز.
الكاتب يرى أن السادات لعب دورًا هامشيًا واستفاد من قربه من بعض الضباط.
لم يكن ضمن من خططوا أو نفذوا العمليات الأساسية للثورة.
رابعًا: علاقته بجمال عبد الناصر
كانت علاقة متوترة وخفية التنافس، خاصة بعد تولي عبد الناصر السلطة.
لم يكن السادات من دائرة الثقة العميقة لدى عبد الناصر.
السادات ظهر كمجرد “ظل سياسي”، لكنه كان يعد نفسه لمستقبل أكبر.
خامسًا: صعوده إلى الحكم
بعد وفاة عبد الناصر، توقع الجميع أن يكون السادات مجرد رئيس انتقالي.
فاجأ الجميع بـ “ثورة التصحيح” عام 1971، فأزاح رجالات عبد الناصر (شعراوي جمعة، سامي شرف…).
أظهر دهاءً سياسيًا كبيرًا في الإطاحة بالخصوم واستغلال اللحظة.
سادسًا: سياساته الداخلية والخارجية
1. الانفتاح الاقتصادي
وصفه جامع بأنه انفلات اقتصادي لا انفتاح، أدى إلى ظهور طبقة من “المستفيدين الجدد”.
أدى إلى إفقار الطبقة الوسطى وزيادة الفوارق الاجتماعية.
2. معاهدة السلام مع إسرائيل
رآها الكاتب تنازلًا غير مبرر، رغم الانتصار في أكتوبر.
اعتبر أن السادات انقلب على روح العروبة، وأدى إلى عزلة مصر عن محيطها العربي.
سابعًا: الشخصية السلطوية للسادات
كان يميل إلى الاستبداد بالرأي وعدم الاستماع للنقد.
اعتمد على البطانة والمقربين أكثر من المؤسسات الرسمية.
قمع المعارضين بوسائل متعددة، ومنها الاعتقالات الواسعة عام 1981.
ثامنًا: نقد مباشر من محمود جامع
جامع لم يكن معاديًا للسادات، لكنه كان ناقدًا صريحًا له.
وصفه بأنه ذو وجهين: أحدهما وطني وشجاع، والآخر مراوغ وذاتوي.
أشار إلى أنه كان يتحدث باسم الدين، لكنه يستخدمه كأداة سياسية.
تاسعًا: أهمية الكتاب ومكانته
وثيقة نادرة في الأدب السياسي المصري، لأنها تأتي من شاهد عيان داخلي.
تعكس كيف كان السادات يُنظر إليه من قبل من عرفوه عن قرب، لا من خلال الإعلام.
تكشف عن صراع السلطة في مصر ما بعد عبد الناصر، وأسرار لم تظهر في كتب التاريخ الرسمية.
عاشرًا: تقييم ختامي
الكتاب ليس موضوعيًا بالكامل، بل يحمل نبرة شخصية وحكمًا أخلاقيًا في كثير من المواضع.
رغم ذلك، يستحق القراءة كوثيقة سياسية وشهادة إنسانية نادرة، تساعد على فهم حقبة السادات من زاوية غير مألوفة.
المؤلف:
الدكتور محمود جامع
وُلد في محافظة الغربية، وتحديدًا في مدينة طنطا
طبيب بالأساس (مارس مهنة الطب)، لكنه كان ناشطًا سياسيًا واجتماعيًا أيضًا
تلقى تعليمه الجامعي في كلية الطب – جامعة الإسكندرية
المسار المهني والطبي
مارس مهنة الطب وذاع صيته كطبيب ناجح في طنطا
كان على علاقة وثيقة بعدد من الشخصيات العامة في الوسط الطبي والسياسي
النشاط السياسي
كان له دور بارز في العمل العام في مصر منذ الستينيات
عضو سابق بمجلس الشعب المصري
انتمى فكريًا إلى التيار القومي والإسلامي المعتدل، لكنه لم يكن عضوًا رسميًا في أي حزب إيديولوجي صارم
كان قريبًا من بعض رموز الإخوان المسلمين، لكنه لم يكن منهم، ما جعله حلقة وصل بين السلطة والتيارات الإسلامية في بعض الفترات
علاقته بالرئيس أنور السادات
تعرف على السادات في أربعينيات القرن الماضي، بعد خروجه من السجن في قضية “مقتل أمين عثمان”
رافقه في فترات متعددة من حياته، وكان من الشخصيات القليلة التي عايشته عن قرب قبل الرئاسة
ظل قريبًا منه حتى توليه الرئاسة، لكنه اختلف معه لاحقًا بسبب سياسات الانفتاح والسلام مع إسرائيل
كتابه “عرفت السادات” هو شهادة شخصية ناقدة من الداخل، وليست كتابًا تأريخيًا تقليديًا
أعماله الأدبية والفكرية
أشهر مؤلفاته:
“عرفت السادات” (والذي نال شهرة واسعة بسبب ما فيه من كواليس وشهادات)
لم يكن (غزير الإنتاج)، لكن كتابه كان ذا وقع كبير في الأوساط السياسية والثقافية
رؤيته ومواقفه
عُرف بأنه صريح في نقده للسادات، خاصة فيما يتعلق بالتحول من القومية إلى التحالف مع الغرب
دافع عن القيم القومية والعروبية
كان يحذر من الانحراف عن المشروع الوطني الذي بدأ مع ثورة يوليو
الوفاة
توفي في يوم 14 يناير 2019م (87 عاما)