موعدنا القادم مع تحرير أرض الأنبياء فلسطين، ولكن بشروط، أولها أن تثبت دمشق على الصراط المستقيم، وثانيها أن تدخل مصر على الخط، ويتحرك فيها المارد العظيم.
يا مسلم يا موحد، يا عباد الله هل ترون كيف تحررت دمشق.. فلا تقنطوا من رحمة الله في غزة والقدس وجنين وحيفا وعكا ويافا والضفة وعسقلان وخليل الرحمن.
إن لحظات سقوط الطاغوت، فرعون الشام، ذراع أمريكا وحارس إسرائيل، المستخذي للملالي الإيرانيين المجرمين، العبد الآبق بشار الأسد.. هي لحظات لا تنسى، ولا ينبغي أن تمر مرور الكرام أمام أعين المؤمنين الذين يبصرون الحقائق بشكل لا يبصره الذين على قلوبهم أقفال المعاصي والتيه والضلال.
لا زالت عيناي تدمعان فرحا وقلبي يرفرف طربا كلما سمعت صوت الإمام يصدح في مساجد دمشق مهللا ومبشرا، أن سقط الطاغية فكبروا يا رجال الله وزغردي يا إماء الله.. فقد جاءتكم البشرى كما وعدكم الله، وأهلك الطاغية.
أقولها وبيقين مطلق، إن لم نكن نحن فأولادنا سيشهدون تكبيرات المساجد في القاهرة وبغداد ودمشق واسطنبول والمغرب والجزيرة، وهي تصدح بالقول إن كبروا يا رجال الحق وزغردي يا إماء الله، فقد سقط المشروع الصليبي الغربي الأمريكي الجاثم على صدور الأمة، وتفككت أذرعه في المنطقة، سواء الكيان الإسرائيلي الحقير، أو النظم العربية التي تعمل كوكيل للغرب منذ لحظة نشوؤها وحتى اليوم.
أيها الثوار الأحرار في أرض الشام المباركة، قد وهبكم الله نعمة عظيمة، فلا تتهاونوا برعايتها والمحافظة عليها والعمل باستحقاقاتها، وإياكم إياكم ثم إياكم أن يستزلكم شياطين الإنس، وتضعوا أيديكم بأيدي الصهاينة تحت أي عنوان وظرف، واعلموا أنكم لو فعلتموها -لا سمح الله- فسوف تسحب منكم نعمة النصر ويزهق التحرير وتعاد الكرة من جديد، وستعودون لعهد العبودية وتذوقون مراراته بألوان شتى وصنوف جديدة، تماما كما ذاقه بنو إسرائيل بعد أن نجاهم الله من فرعون فتركوا نبيهم وطلبوا المال وعبدوا العجل!
إن سنن الله لا تحابي أحدا، وإن كتاب الله مليء بقصص بني إسرائيل، وهي موجهة لنا نحن المسلمون، وهو كلام الله العظيم الذي جاء مستعرضا ما وقع فيه بنو إسرائيل فاستحقوا اللعنة والطرد من رحمة الله، فإياكم وإياكم أيها السوريون الأحرار أن تعبدوا العجل، وتتوهموا أن السعادة والأمان في رفع العقوبات الاقتصادية إذا كان مقابلها تنازل عن دينكم وعقائدكم وأحكام شريعتكم وثوابتكم كمسلمين.
والله سبحانه وتعالى يقول: ( ٱلَّذِينَ إِن مَّكَّنَّٰهُمْ فِى ٱلْأَرْضِ أَقَامُواْ ٱلصَّلَوٰةَ وَءَاتَوُاْ ٱلزَّكَوٰةَ وَأَمَرُواْ بِٱلْمَعْرُوفِ وَنَهَوْاْ عَنِ ٱلْمُنكَرِ ۗ وَلِلَّهِ عَٰقِبَةُ ٱلْأُمُورِ ) الحج : 41
إن الاختبار الأصعب لأهل الشام الكرام قد بدأ للتو وبعد التحرير، حيث وصل الثوار والأحرار عطاشى للنهر والماء العذب، فهنيئا لمن سيكمل الطريق خلف طالوت، ويكتفي بغرفة ماء بيده، ويا لخسارة من سيستعذب الشرب فيهنأ لحظة يعقبها خسران مبين وعذابات مريرة!
يقول سبحانه وتعالى: ﴿ فَلَمَّا فَصَلَ طَالُوتُ بِالْجُنُودِ قَالَ إِنَّ اللَّهَ مُبْتَلِيكُم بِنَهَرٍ فَمَن شَرِبَ مِنْهُ فَلَيْسَ مِنِّي وَمَن لَّمْ يَطْعَمْهُ فَإِنَّهُ مِنِّي إِلَّا مَنِ اغْتَرَفَ غُرْفَةً بِيَدِهِ ۚ فَشَرِبُوا مِنْهُ إِلَّا قَلِيلًا مِّنْهُمْ ۚ فَلَمَّا جَاوَزَهُ هُوَ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ قَالُوا لَا طَاقَةَ لَنَا الْيَوْمَ بِجَالُوتَ وَجُنُودِهِ ۚ قَالَ الَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُم مُّلَاقُو اللَّهِ كَم مِّن فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ اللَّهِ ۗ وَاللَّهُ مَعَ الصَّابِرِينَ﴾ البقرة:249
أيها الثوار والدعاة والمجاهدين والمصلحين الكرام، إن سألتم عن السبيل فهو صراط واحد وغيره ضلال، فعليكم به واستجيبوا لقول الله سبحانه وهو العليم الخبير: ﴿ وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُم بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ ۖ وَلَا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ۖ وَلَا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَن ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطًا﴾ الكهف: 28
مضر أبو الهيجاء فلسطين-جنين 31/5/2025