في تصعيد جديد، وجهت الصين اتهامات مباشرة للولايات المتحدة بانتهاكها لاتفاق تجاري وقعت عليه أكبر اقتصادين في العالم الشهر الماضي، وأعلنت عن نيتها اتخاذ “إجراءات حاسمة وقوية” ردًا على ذلك، وفقًا لبيان رسمي أصدره مكتب وزارة التجارة الصينية صباح الإثنين.
أهمية الحدث
يمثل هذا الاتهام أحدث مؤشر على تدهور العلاقات بين بكين وواشنطن، خاصة بعد اللقاء التاريخي بين الزعيمين في سويسرا الشهر الماضي، والذي أسفر عن اتفاق مؤقت لتخفيض الرسوم الجمركية لمدة 90 يومًا، في إطار محاولة التوصل إلى توافق حول قضايا التجارة والخلافات التجارية المستعصية.
تصعيد توتري جديد
اتهمت وزارة التجارة الصينية الولايات المتحدة بـ”تقويض” و”خرق” الالتزامات في الاتفاق من خلال إصدار إرشادات لضوابط التصدير على رقائق الذكاء الاصطناعي، ووقف بيع برامج تصميم الشرائح الإلكترونية (EDA) إلى الصين، بالإضافة إلى الإعلان عن سحب تأشيرات دخول الطلبة الصينيين إلى البلاد.
وردًا على هذه التطورات، قال المتحدث باسم الوزارة إن الصين “تستنكر بقوة هذه الاتهامات غير المبررة”، موضحًا أن الجانب الأمريكي “قام بشكل خطير بتقويض” الاتفاق التجاري، وذلك عبر خطوات تصعيدية أدت إلى الإضرار بالمصالح الصينية، دون أن يتطرق إلى تفاصيل إضافية.
رد واشنطن
من جانبها، ردت المتحدثة باسم البيت الأبيض، كارولينا ليفيت، على تصريحات بكين، موضحة أن الإدارة الأمريكية تتجه بشكل جدي نحو توطين سلاسل الإمداد الحيوية داخل الولايات المتحدة، بما في ذلك إنتاج المغناطيسات، وأنها تراقب عن كثب التزام الصين بالاتفاق التجاري الموقع في جنيف، وأن الرئيس ترامب سيتحدث قريبًا مع الرئيس الصيني شي جين بينغ لحل الخلافات.
وفيما لم يتطرق ترامب إلى تفاصيل حول مزاعمه بأن بكين “خالفت بشكل كامل” شروط الاتفاق، أشار المسؤولون الأمريكيون إلى تأخر الصين في إرسال المعادن الضرورية لصناعة السيارات والإلكترونيات والدفاع، والتي تشكل جزءًا من الاتفاق.
موقف الطرفين
قال سكوت بيسنت، المسؤول الأمريكي، إن الصين تماطل في تسليم منتجات حيوية لسلاسل التوريد الصناعية في الهند وأوروبا، مما يعكس عدم التزام الشريك الموثوق، وأضاف خلال مقابلة على شبكة CBS أن “الطرفين على وشك حل الخلافات بعد اتصال ترامب مع شي”، لكنه أشار إلى احتمال أن يكون ذلك تأخيرًا متعمدًا أو خللاً فنيًا من الجانب الصيني، وأن الأمر سيُوضح بعد الحديث المباشر بين الرئيسين.
يذكر أن التوترات بين الصين والولايات المتحدة تتصاعد مع استمرار الاتهامات المتبادلة بانتهاك الاتفاقيات، وسط إشارات إلى أن المرحلة القادمة قد تشهد مزيدًا من الإجراءات التصعيدية من الطرفين، مع توقعات بمزيد من الاتصال بين ترامب وشي لمحاولة احتواء الأزمة وتجنب تصاعدها إلى صراع اقتصادي أوسع.