إنَّ كل يوم يجيء يُؤكِّد – بضرورة ملحَّة – حاجة العالَم إلى الإسلام، دينِ الأمن والأمان، والسِّلم والسَّلام، الذي يُمثِّل رحمةً وحصانةً للعالَم أجمع، فيرده إلى إنسانيته، وينقذه من الزيغ والضلال، وينشله من التردي في هذا المستنقع المروِّع المأساوي العبثي، غير المسبوق في الحضارات الإنسانية، الذي أحال عالَمنا برِكةً من الدماء، وتسبَّب في موت الآلاف من الأبرياء، وإصابةِ آلاف آخرين بالعاهات الجسدية، وتجويع وتشريد الملايين عن بيوتهم وأرضهم!!
إنَّنا – ونحن نستقبل بعد أيام قليلة عيد الأضحى المبارك «عيد التضحية والفداء» – نُذكِّر العالَم أجمع بالبون الشاسع بين المأساة الكبرى الحقيقية للحضارة الغربية، التي تُنفق أكثر أموالها على الأسلحة التي تفتك بالناس، وتصيبهم بالكوارث والمصائب، بدلًا من إنفاقها على صحة البشرية ونفعها..، وبين دين الإسلام الذي أرسله الله رحمةً للعالمين؛ ليسعد الناس جميعًا، على اختلاف أديانهم وألوانهم وجنسياتهم، ويرسم البسمة على شفاههم، ويدخل الفرحة والسرور على قلوبهم!!
عن عبد الله بن عمرو – رضي الله عنه – أنَّه ذُبحت له شاة، فجعل يقول لغلامه: أهديتم لجارنا اليهودي؟ أهديتم لجارنا اليهودي؟ سمعت رسول الله ﷺ يقول: «ما زال جبريل يوصيني بالجار حتى ظننتُ أنه سيُورِّثه». [أخرجه الترمذي وأبو داود بسند صحيح].
فأين حضارة اليوم التي تضخّمت وتورّمت على حساب تجويع الناس وسلب خيراتهم، وأصبحت لا همَّ لها إلا الطواف حول ذاتها، ولا غاية لها إلا إشباع غرائزها، وتحقيق مآربها – من دين الإسلام، دين التضحية والفداء، الذي جعل خير الناس أنفعهم للناس، وجعل التعاون بينهم أساس كل خير، كما جاء في الأحاديث الصحيحة، وجعل العمل الصالح في حقيقته تجرُّدًا وتضحية، بل وتعظَّم قيمة العمل الصالح وتعلو درجته، كلما تجاوز الأثرة والأنانية إلى التجرد والتضحية، من أجل سائر الخلق، وعامّة الناس؟!!
د. إبراهيم التركاوي
2 يونيو 2025م