استيقظت مدينة صبراتة الليبية، صباح أول أيام عيد الأضحى، على أصوات الرصاص والانفجارات، بدلًا من تكبيرات العيد وبهجة اللقاءات العائلية. ففي منطقة الدبابشة الواقعة غرب المدينة، اندلعت اشتباكات عنيفة بين تشكيلات مسلحة محلية، استخدمت فيها الأسلحة المتوسطة والثقيلة، لتعمّ أجواء القلق والحزن بدلًا من الفرح والسكينة.
وأسفرت المواجهات، التي اندلعت منذ ساعات الفجر الأولى، عن مقتل نوري الفتحلي، وسط استمرار التوتر وغياب الأمن في الشوارع. فيما كانت المدينة قد شهدت في وقت سابق مقتل الشاب عمر مراد الدباشي، بعد إصابته برصاصة طائشة خلال اشتباكات مماثلة، ما زاد من حجم الغضب الشعبي والخوف بين السكان.
ورغم الجهود المبذولة لتهدئة الأوضاع، عاش سكان صبراتة ليلة دامية ونهار عيدٍ حزين، في ظل استمرار التوتر الميداني. وأكد المجلس البلدي صبراتة في بيان رسمي، أنه على تواصل مباشر مع مديرية الأمن، وجهاز مكافحة التهديدات الأمنية، والجهاز الوطني للقوة المساندة، موضحًا أن المساعي تكللت بالنجاح في التوصل إلى وقف لإطلاق النار وتهدئة مؤقتة بين الأطراف المتنازعة.
وفي خضم الأحداث، وجّه الهلال الأحمر فرع صبراتة نداءً عاجلًا إلى المواطنين بضرورة البقاء في منازلهم والابتعاد عن مواقع الاشتباكات، محذرًا الأطراف المسلحة من استهداف المدنيين أو تعريضهم للخطر، مشددًا على أن “سلامة المواطنين خط أحمر لا يمكن تجاوزه”.
وبينما يستعد ملايين المسلمين حول العالم للاحتفال بعيد الأضحى، يعيش الليبيون في صبراتة لحظات خوف وقلق، يتساءلون خلالها: بأي حالٍ جئت يا عيد؟ فالعيد الذي يفترض أن يأتي بالسلام والسكينة، لم يحمل معهم هذا العام سوى الدخان والدماء، في مشهد يلخص معاناة مدينة عانت طويلًا من تداعيات الانقسام الأمني وانتشار السلاح خارج إطار الدولة.
ويبقى الأمل أن تصمد التهدئة التي أُعلنت، وأن تتوقف دائرة العنف التي تحرم الليبيين عامًا بعد عام من حقهم الطبيعي في الفرح، خاصة في أيام يفترض أن تجمعهم لا أن تفرّقهم.