أوقع هجوم شنه مسلحون يقدر عددهم بين 60 و 70 علي موقعً أمنيً عسكريي جنوب البلاد وفقًا لمصادر محلية وأسفر الهجوم عشرات عدد من الجنود الماليين بين قتيل وجريح كما أضرمت النار في مركبات عسكرية تابعة لقوات المسلحة المالية بمنطقة سيكاسو جنوب مالي.
من جانبه تحدث مصدر عسكري عن مقاومة قتالية قامت بها القوات المسلحة المالية أدت إلى سقوط عدد من المهاجمين قبل فرار البقية عن أسلحتهم وذخائرهم وأشار المصدر أن الوضع تحت السيطرة .
و بحسب بيان نشره الجيش على مواقع التواصل الاجتماعي، دون تقديم تفاصيل حول الهجوم، جاء فيه أن السلطات في مالي تجري “الترتيبات العسكرية اللازمة لإرسال تعزيزات برية وجوية إلى المنطقة”.
في المقابل الرواية المحلية والتي أكدها مصدر محلي من بينها شهود عيّان كما يؤكد المحلل السياسي الموريتاني سلطان البان خلال تغريدة له علي “إكس “أن العشرات من الجهاديبن هاجموا الموقع العسكري بالسلاح و سيطروا عليه في ظرف زمني قصير بينما انسحب الجنود الماليون ما أتاح للمهاجمين السيطرة و الاستيلاء على أسلحة وذخائر تابعة للجيش المالي بحسب الشهود والمصدر.

وبحسب مراقبين فإن هذه الهجمات المتسلسلة سعت لتحقيق عدد من الاهداف إلى إضعاف قدرات جيوش هذه الدول وبثّ الرعب في صفوف جيشها ومواطنيها، من خلال استهداف القوات العسكرية والاستلاء على معداتها العسكرية .
-ووفقا للبان فإن بث الرعب والشعور الدائم بعدم الأمان في المناطق التي يعيش فيها السّكان وذلك من خلال عمليات هجومية ممنهجة واسعة للقرى والمناطق السكنية في الدول الثلاث يشكل هدفا رئيسيا للمسلحين .
-ومن بين الهداف إحباط جهود الاستقرار الأمني الذي تعمل حكومات الدول الثلاث ذات الحكم الانتقالي على توفيرها، مما يضعف مستوى الثقة لدى الأطراف الساعية لبناء تحالفات إقليمية جديدة.
وفي هذا السياق يبرز اتحاد دول الساحل الافريقي كمبادرة ضرورية لمواجهة التهديدات الأمنية لكن يبقى نجاحه مرهون بتعزيز التنسيق العسكري وتوفير دعم دولي فعال ومستدام،
ويبدو واضحا بحسب المحلل السياسي الموريتاني فأن الوضع الأمني في دوّل الساحل يتجه نحو مزيد من التعقيد بسبب تحالفات الجماعات المتشددة الذي يصاحبه تراجع واضح عن الدعم الدولي، ما يتطلب استجابة أقليمية و دولية أكثر فاعلية لمواجهة الخطر المتزايد وضمان استقرار المنطقة.
وتابع البان قائلا : عندما نحلل البيان الصادر عن هيئة الأركان العامة للجيش المالي، نجد أنّه يشير بوضوح إلى تصاعد وتيرة الهجمات الجهادية في منطقة الساحل الإفريقي وتحديدا بين؛ مالي، النيجر، بوركينا فاسو والتي تُشكل ما يعرف بكونفدرالية الساحل، وتستهدف هذه الهجمات السّكان والقواعد العسكرية مما يؤكد على قلق بالغ وخطير.

تشهد منطقة الساحل في السنوات الأخيرة تصاعدا في الهجمات المسلحة التي تقوم بها مجموعات مثل؛ “جماعة نصرة الإسلام والمسلمين” التابعة لتنظيم القاعدة و ” داعش” في الصحراء الكبرى، وغالبا ما تتعاون هذه الجماعات فيما بينها لتشكل قوّة هجوم مسلحة فتّاكة، ثم تفك رباطها لاحقآ بعد تنفيذها لأهداف عسكرية استراتيجية ضد معسكرات ومناطق في الدول الثلاث.
يأتي هذا الهجوم عقب الهجوم الذي وقع يوم الأحد مطلع الشهر الجاري على معسكر بولكيسي، أحد أهم معسكرات الجيش في وسط مالي. وأسفر الهجوم عن “30 قتيلاً” و”اختفاء” عدد من الجنود، وفقًا لمصدر أمني. وأشار مصدران عسكريان ومحليان آخران إلى ارتفاع عدد القتلى.
يوم الاثنين الماضي ، تعرّض أيضاً معسكرا آخرا للجيش المالي في تمبكتو شمال البلاد لهجوم شنّه “إرهابيون”. كما أشارت هيئة الأركان العامة المالية إلى أنها “أحبطت محاولة تسلل” و”حيّدت” اثني عشر مهاجمًا، دون تحديد ما إذا كان هناك ضحايا آخرون.