كتبَ الأديب “فكري أباظة” في سنة 1938م، بمجلة الهلال محذّرًا من التليفون:
(آه يا تليفون.. كم نكبت الأُسر، وكم فضحت العائلات، وكم دمّـرتَ وخرّبتَ، وكم هَدَمت..آه يا تليفون.. كم أفسدتَ من فتاةٍ طاهرة، وكم لوَّثتَ من زوجةٍ بريئة، وكم لعبتَ بـ لُبّ الشيوخ والشباب، وكم فـرّقتَ بين الرفاق والصحاب، آه يا تليفون.. يا آلة المدنية الجهنمية.. خيرك كثير، وشرك كثير).
ويضيف فكري أباظة: “فلئن كنتَ في الأسواق عامل رواج، ولئن كنتَ في المصالح عامل مصلحة، ولئن كنتَ في الظروف الدقيقة عامل إنقاذ، فأنتَ في البيوت والصالونات عامل خراب، أي والله خراب خلقي ومادي واجتماعي، لا تتسع المساحة لإيفاء التليفون حقه من الثناء والهجاء، ولكني كخبير وكمجرب أنصح كل أم وكل أب وكل ولي أمر وكل غيور بالحذر منه”
(الراجل بيحذّر الناس من التليفون المنزلي أبو بطاريتين.. البطارية كان طولها رُبع متر.. ومنفلّة وتحويلة السنترال)
الحمد لله أن الرجل مات سنة 1979م، ولم يعش لزماننا هذا، ويقرأ عن (التحرّش الجماعي)، ويرى الآيفون، وآخر صيحات: ريلمي، وريدمي، وأوبو، وشاومي، وسامسونج، وهواوي، والذكاء الاصطناعي، وما بعد الجيل الخامس،
ولم ير الفضائيات، ومواقع التواصل الاجتماعي، والمحمول، والآيباد، والتابلت، والتكنولوجيا الحديثة، ولم يرَ البنطلون الساقط والممزّق والملزّق…