بعد شهر من تحرير دمشق نبهت اخواني الكرام في أرض الشام بالإقلاع عن مصطلح التكويع، وعدم الاستخفاف بأهمية التوصيف الصحيح، والكف عن المزاح غير الجاد ولا اللائق!
إن ولوج رجالات المنظومة الأسدية المتوحشة لمفاصل الدولة الجديدة أمر مختلف بالكلية عن العفو العام، فإذا كان الإمام الدائم أو المؤقت يرى المصلحة راجحة في العفو العام بما يعود بالخير على البلاد والعباد، فرأيه معتبر حتى لو خالف مزاج البعض المعتبر.
وإذا كان العفو العام مبررا ومعقولا وراجح المنافع، فإن خطوة تموضع رجالات فرعون السابقين في دولة العدل الجديدة، لا يقوم بها إلا من فقد عقله ودينه وانتماءه!
وأكرر وأقول إن المصطلح الصحيح والأصيل في محل المصطلح الخطأ والدخيل، هو النفاق والمنافق، وليس التكويع والمكوع!
وفرق كبير بين دلالات المصطلحين، فقد حذر القرآن من المنافقين واعتبرهم ركنا رئيسيا في هدم الدين وتدمير المجتمعات وإشاعة الرذيلة، الأمر الذي يوجب سلوكا شرعيا سياسيا أخلاقيا، يتجاوز وجهة نظر المغردين واليوتيوبر والحكام القائمين، فالأمر دين وليس طينا يعبث به المغامرين!
أضع بين يديكم رابط مقالتي حول رفض مصطلح التكويع، والتحذير من دلالاته العملية سياسيا واجتماعيا وثقافيا، كما أدعو لضرورة العودة لمصطلح وتوصيف النفاق والمنافق، والذي يبنى عليه سلوك مغاير سياسيا واجتماعيا وأخلاقيا … وهو ما يحقق جوهر العدالة الاجتماعية مهما اختلفت قرارات الحكومة الظرفية.
مضر أبو الهيجاء فلسطين-جنين 10/6/2025