الدولة المارقة يطلق بحسب القوي الكبري على الدول التي تعتبرها الدول الوازنة في المجتمع الدولي ،أنها تهديدًا للسلام العالمي عبر دعم جماعات متطرفة او إثارة المتاعب للدول الكبري أو لشركائها الإقليميين والدوليين.
. وهناك شروط تضعها القوي الكبرى والدول الغربية لهذه الدول حتي يطلق عليها مارقة في مقدمتها ،تكون تحت حكم حكومات استبدادية أو شمولية تُقيد حقوق الإنسان بشدة ، أو ترعى جماعات العنف ، أو تسعى إلى نشر أسلحة الدمار الشامل .
ولعل أكثر الدول التي تستخدم هذا المصطلح منذ عقود طويلة هي الولايات من قِبل الولايات المتحدة حيث ،كانت تطلقها إدارة رونالد ريجان وجورج بوش الأبن علي ليبيا وكوريا الشمالية وكوبا وفيتنام الشيوعية.
واستخدم السياسيون الأمريكيون هذا المصطلح لوصف دول أخري مثل إيران وكوريا الشمالية وأفغانستان وكوبا وفنزويلا .

كما حصلت جمهورية يوغوسلافيا الاتحادية ،صربيا ومونتجرو والسودان ، وإمارة أفغانستان الإسلامية، تحت حكم طالبات ، عوملت كدول مارقة أيضًا خلال تسعينات القرن الماضي والعقد الأول من الالفية الحالية .
وقد دوامت وزارة الخارجية الأمريكية علي وصف جمهورية يوغوسلافيا في بعض الأحيان بأنها “دولة مارقة” لأن زعيمها، سلوبودان ميلوسيفيتش ، اتُهم بانتهاك حقوق مواطني بلاده، وتورط في جرائم إبادة جماعية في البوسنة الهرسك وكرواتيا في مقدمتها مذبحة سربرينيتشا. .
وقد توسعت الإدارات الأمريكية المتتالية في فرض عقوبات علي “الدول المارقة”. حيث فُرضت عقوبات اقتصادية صارمة أحادية الجانب لما تحصل علي دعم الأمم المتحدة ومجلس الأمن ، سواء على العراق إيران وليبيا وكوبا والسودان وأفغانستان، أو شُدّدت ضدها. بعد انتهاء حرب الخليج عام ١٩٩١
، استخدمت الولايات المتحدة القوة الجوية بشكل أحادي ضد العراق لسنوات خلال مناطق حظر الطيران العراقية لإجباره على الامتثال لقرارات مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة المختلفة المتعلقة بنزع السلاح وهو ما تكرر في السودان وصربيا بعد تصاعد التجاوزات في إقليم كوسوفا
وخلال السنوات الأخيرة اخضعت الولايات المتحدة الأمريكية الأمر لإبعاد سياسية حيث خففت الولايات المتحدة خلال حكم الديمقراطيين ضغوطها علي كوبا وليبيا بعد سقوط نظام القذافي فيما تراجعت الضغوط علي كوريا الشمالية خلال حكم ترامب بعد اللقاء الذي جمع بين ترامب وزعيم كوريا الشمالية كيم يونج أون

تجاه فنزويلا فيم استمرت الإدارة الأمريكية في تبني نهج أكثر تشدد الآونة الأخيرة، وصفت إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب فنزويلا بأنها “دولة مارقة”و تهديد للنظام العالمي و” دولة مخدرات خطيرة “.
ومنعت السلطات الأمريكية عددا من المسئولين من دخول الأراضي الأمريكية، بسبب تورطهم في انتهاكات حقوق الإنسان وعصابات المخدرات.
وبحسب مراقبين لازالت الولايات المتحدة من اكثر المستفيدين من مصطلح الدولة المارقة ، حيث المصطلح الكثير من الانتقادات من أولئك الذين يختلفون مع السياسة الخارجية الأمريكية .
وقد تعرض كل من مفهومي الدول المارقة ومحور الشر لانتقادات من العلماء، بمن فيهم الفيلسوف جاك دريدا واللغوي نعوم تشومسكي ، الذين اعتبروه إلى حد كبير مبررًا للإمبريالية وكلمة مفيدة للدعاية .
ويسود إجماع بين المراقبين علي أن مصطلح تطلق دائما علي أي دولة معادية للولايات المتحدة بشكل عام، أو حتى دولة تعارض الولايات المتحدة دون أن تشكل بالضرورة تهديدًا أوسع بل ربما تقف ضد ضد مشاريع أمريكية في مناطق مختلفة من العالم دون ان تشكل تهديد للمصالح الأمريكية .
في هذا السياق يعتبر الكثيرون أن الولايات المتحدة هي أكبر دولة مارقة في العالم فهي من اطلقت القنبلة النووية علي هيروشيما ونجازاكي وهي من ارتكبت المذابح في العديد من دول امريكا اللاتينية وهي من احتلت جرينادا والعراق وافغانستان واحتلت أراض في سوريا بشكل يجعلها الدولة المارقة في العالم