رفعت الولايات المتحدة حالة التأهب في قواعدها وسفاراتها بالشرق الأوسط، تحسبًا لضربة إسرائيلية محتملة تستهدف منشآت نووية إيرانية، بحسب ما كشفته مصادر مطلعة لصحيفة “واشنطن بوست”.
في هذا السياق، سمحت وزارة الخارجية الأميركية بإجلاء بعض الموظفين من العراق، كما وافق البنتاغون على مغادرة عائلات العسكريين من عدة مواقع في المنطقة، بما في ذلك البحرين والكويت، في إجراء احترازي مؤقت.
استعدادات لإخلاء السفارات وسط التوترات
أشارت مصادر أميركية وعراقية إلى أن واشنطن تتحضّر لإخلاء جزئي لسفارتها في بغداد، تزامنًا مع تصاعد التهديدات الأمنية. كما تم إصدار أوامر لجميع السفارات الأميركية القريبة من “الأصول الإيرانية” في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا وأوروبا الشرقية، بتشكيل لجان طوارئ وتقديم تقارير فورية حول إجراءات تخفيف المخاطر.
خلافات حول الملف النووي الإيراني
يأتي هذا التحرك الأمني الأميركي بالتزامن مع تعثّر المفاوضات النووية مع طهران، حيث عبّر الرئيس الأميركي دونالد ترامب عن شكوكه بشأن إمكانية التوصل لاتفاق جديد للحد من برنامج إيران النووي.
فيما كان من المفترض أن تعقد جولة سادسة من المحادثات بين الطرفين في سلطنة عمان، أفادت مصادر مطلعة بإمكانية إلغائها نتيجة التصعيد الحالي.
إسرائيل تلوّح بالخيار العسكري
تشير تقارير استخباراتية أميركية إلى تزايد احتمالات تنفيذ إسرائيل ضربة عسكرية ضد المنشآت النووية الإيرانية دون تنسيق مسبق مع واشنطن، وهو ما قد يؤدي إلى تصعيد إقليمي خطير. وترى الإدارة الأميركية أن مثل هذا الهجوم قد يقوّض المساعي الدبلوماسية، ويدفع إيران إلى تنفيذ هجمات انتقامية ضد المصالح الأميركية في المنطقة.
طهران تحذّر وواشنطن تراقب
بدورها، حذّرت إيران من أن أي هجوم إسرائيلي سيجلب عواقب مباشرة على الولايات المتحدة، باعتبارها الداعم العسكري والسياسي الأكبر لتل أبيب.
وأكد مسؤول في القيادة المركزية الأميركية أن هناك تنسيقًا متواصلًا بين الجيش ووزارة الخارجية الأميركية لضمان الجاهزية التامة لدعم السفارات والقوات المنتشرة في المنطقة عند الحاجة.
الموقف العراقي: لا مؤشرات أمنية خطيرة
من جانبها، نفت الحكومة العراقية وجود أي تهديد أمني يستدعي إجلاء الموظفين الأميركيين من بغداد، رغم استعدادات واشنطن لعملية الإخلاء، بحسب تقارير أميركية وعراقية.