يُعدّ الوزيران الإسرائيليان اليمينيان المتطرفان بتسلئيل سموتريتش وايتمار بن غفير، اللذان يواجهان عقوبات من المملكة المتحدة وأستراليا وكندا ونيوزيلندا والنرويج، عنصرين أساسيين في بقاء بنيامين نتنياهو على رأس السلطة السياسية.
في عام 2022 شكّل نتنياهو أكثر الحكومات يمينية وتطرفاً في تاريخ إسرائيل، في ائتلاف مع بتسلئيل سموتريتش، الذي يمتلك حزبه “الصهيونية الدينية” 14 مقعدًا في الكنيست المؤلف من 120 مقعدًا، وإيتمار بن غفير، الذي يمتلك حزبه “القوة اليهودية” ستة مقاعد.
يشغلان معاً 20 مقعدًا فقط من أصل 67مقعدًا في ائتلافه البرلماني، لكنهما يتمتعان بنفوذ كبير، إذ إن استقالتهما – وهو ما يهدّد به كلاهما مرارًا وتكرارًا – ستؤدي إلى سقوط الحكومة.
يُحاكم نتنياهو حاليًا بتهمة الفساد، ويقاوم دعواتٍ لإجراء تحقيق رسمي في هجمات 7 أكتوبر ٢٠٢٣، وهو حريص على تجنّب الانتخابات المبكرة.
سموتريتش وزير المالية مستوطن، وُلد في مرتفعات الجولان المحتلة عام 1980ويعيش الآن في الضفة الغربية المحتلة، وقد دعا مرارًا وتكرارًا إلى عودة المستوطنين الإسرائيليين إلى غزة.
يؤمن سموتريتش بحقّ إلهي لليهود في جميع الأراضي التي يزعم أنها تُشكّل إسرائيل التوراتية. ويتجلى التزامه بتوسيع المنطقة التي يسيطر عليها الإسرائيليون اليهود – سواءً بحكم الواقع أو من خلال الضم القانوني – في حياته الشخصية والسياسية.
في عام 2005 اعتقله جهاز الأمن العام (الشاباك) واستجوبه لأسابيع حول دوره في الاحتجاجات على خطط إسرائيل للانسحاب من غزة، بزعم الاشتباه في تخطيطه لإغلاق الطرق وتدمير البنية التحتية لمحاولة عرقلة الانسحاب.
أُطلق سراحه دون توجيه أي تهم إليه، وأنشأ منظمة غير حكومية يمينية مؤثرة تُركز على السيطرة على الأراضي المحتلة، وفاز بأول مقعد برلماني له عام 2015.
سموتريتش هو شخص يُعلن نفسه “فاشيًا ودعم أقسام الولادة المنفصلة التي تفصل الأمهات اليهوديات عن العربيات، ودعا الحكومة إلى شن هجمات انتقامية على الفلسطينيين.
إيتمار بن غفير، وزير الأمن اعتنق التطرف في سن مبكرة لدرجة أن قوات الأمن الإسرائيلية منعته من الخدمة في جيش البلاد في سن المراهقة.
وُلد عام 1976لعائلة من أصل عراقي في بلدة صغيرة خارج القدس، وأصبح ناشطًا يمينيًا متطرفًا وهو لا يزال في المدرسة، واستمر في دراسته للقانون.
في أوائل الثلاثينيات من عمره، أُدين بالتحريض على العنصرية ودعم منظمة إرهابية. لم تمنعه هذه الإدانات من أن يصبح محاميًا، وتخصص في تمثيل الإسرائيليين اليهود المتهمين بجرائم تتعلق بالإرهاب.
لسنوات، زُيّنت غرفة معيشته بصورة القاتل الجماعي باروخ جولدشتاين، الذي قتل 29 فلسطينيًا في مسجد بالخليل عام 1994. كان جولدشتاين، مثل بن غفير، معجبًا بالحاخام المتطرف مئير كاهانا.
بعد أن قضى بن غفير معظم حياته كشخصية هامشية في الساحة السياسية الإسرائيلية، مُنح حقيبة الأمن عندما انضم إلى حكومة نتنياهو. وهو الآن يسيطر على قوات الشرطة التي اعتقلته سابقًا، وعلى السجون التي كان محتجزًا فيها.