في الساعات الأولى من الجمعة، 13 يونيو 2025، هزت إسرائيل الشرق الأوسط بعملية عسكرية ضخمة استهدفت مواقع عسكرية ونووية إيرانية في طهران، تبريز، وقم، تحت اسم رمزي “الأسد الصاعد” أو “عم كلافي” (شعب كالأسد). استخدمت العملية أكثر من 300 صاروخ وقنبلة منزلقة، نفذتها حوالي 200 طائرة مقاتلة، مما أثار تساؤلات حول دور القواعد الأمريكية في المنطقة، خاصة قاعدة العديد في قطر، وسرعة وتكلفة الصواريخ، ومساراتها عبر دول المنطقة. هذا التقرير يقدم تحليلًا مهنيًا شاملًا، يعتمد على مصادر موثوقة ومنشورات إكس، مع التركيز على التفاصيل التقنية، السياق الجيوسياسي، والجدل حول الدور الأمريكي.
خلفية الضربة
السياق السياسي والعسكري
تصاعد التوترات: بدأت التوترات بالتصاعد بعد اغتيال إسماعيل هنية في طهران يوليو 2024، في عملية نُسبت لإسرائيل، تلاها هجوم إيراني مباشر على إسرائيل في أكتوبر 2024 بعنوان “الوعد الصادق 2″، شمل صواريخ وطائرات مسيرة من إيران ووكلائها. ردت إسرائيل بضربات على منشآت دفاع جوي ونووية إيرانية في بارشين.
البرنامج النووي الإيراني: بحلول مايو 2025، أفادت تقارير استخباراتية أن إيران جمعت يورانيوم مخصبًا يكفي لـ15 سلاحًا نوويًا، مع تخصيب بنسبة 60%. أعلنت الوكالة الدولية للطاقة الذرية في 12 يونيو 2025 عدم التزام إيران بالتعهدات النووية، مما شكل ذريعة للضربة الإسرائيلية.
الدور الأمريكي المزعوم: رغم نفي واشنطن المشاركة العسكرية المباشرة، تشير منشورات إكس إلى علم مسبق أمريكي بالعملية، مع تكهنات حول دعم استخباراتي أو لوجستي.
أهداف العملية
العسكرية: تدمير منشآت نووية (نطنز، فردو)، وقواعد الحرس الثوري، ومراكز قيادة وسيطرة.
الاستخباراتية: اغتيال قادة بارزين، مثل حسين سلامي (رئيس الحرس الثوري)، محمد باقري (رئيس الأركان)، ومحمد مهدي طهرانجي (مهندس نووي).
الاستراتيجية: إضعاف القدرة النووية الإيرانية وإعادة فرض الردع الإسرائيلي.
تفاصيل العملية العسكرية
عدد الصواريخ ونوعها
العدد: استخدمت إسرائيل أكثر من 300 قنبلة وصاروخ منزلق، بما في ذلك صواريخ باليستية وكروز، نفذتها حوالي 200 طائرة مقاتلة (F-15، F-35).
أنواع الصواريخ:
رامبيج (Rampage): صاروخ جو-أرض فوق صوتي، مداه 250-300 كم، سرعته 2-3 ماخ (2460-3690 كم/ساعة)، دقة عالية بفضل GPS/INS.
بلو سبارو (Blue Sparrow): صاروخ باليستي تكتيكي، مداه 2000 كم، سرعته 7-10 ماخ (8600-12,300 كم/ساعة).
قنابل موجهة: مثل GBU-31 JDAM، تُطلق من طائرات مقاتلة.
وقت الإطلاق
بدأت العملية الساعة 03:00 صباحًا بتوقيت إسرائيل (02:00 صباحًا بتوقيت طهران)، 13 يونيو 2025. أعلن وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس حالة الطوارئ تزامنًا مع بدء العملية.
مكان الإطلاق
من إسرائيل: تشير التقارير إلى أن معظم الصواريخ أطلقت من طائرات إسرائيلية، إما من الأراضي الإسرائيلية أو المجال الجوي لدول مجاورة (الأردن، العراق). لا دليل على إطلاق صواريخ باليستية من الأراضي الإسرائيلية مباشرة، حيث تتطلب المسافة طائرات حاملة.
دور القواعد الأمريكية: نفى وزير الخارجية الأمريكي أي تدخل عسكري مباشر، لكن منشورات إكس تشير إلى علم واشنطن المسبق، مع تكهنات حول دور قواعد مثل قاعدة العديد في قطر (أكبر قاعدة أمريكية في المنطقة، تبعد 800-1000 كم عن طهران) أو دييغو غارسيا في المحيط الهندي.
تكهنات الدعم الأمريكي: قد تكون واشنطن قدمت دعمًا استخباراتيًا (بيانات أقمار صناعية، تشويش إلكتروني) أو أسلحة أمريكية المنشأ (مثل قنابل JDAM).
قاعدة العديد: تستضيف 11,000 جندي أمريكي وأكثر من 100 طائرة، وهي مركز القيادة المركزية الأمريكية (CENTCOM). قربها من إيران يجعلها مرشحة لدور لوجستي، لكن لا دليل مادي على إطلاق صواريخ منها.
زمن الوصول
من إسرائيل إلى إيران:
المسافة: 1800-2000 كم (تل أبيب إلى طهران).
رامبيج (3 ماخ): [ \text{الزمن} = \frac{2000 , \text{كم}}{3690 , \text{كم/ساعة}}} \approx 32.5 , \text{دقيقة} ]
بلو سبارو (10 ماخ): [ \text{الزمن} = \frac{2000 , \text{كم}}{12,300 , \text{كم/ساعة}}} \approx 9.76 , \text{دقائق} ]
ملاحظة: المسارات الفعلية قد تطيل الزمن بسبب تجنب أنظمة دفاع جوي أو مجالات جوية.
من قاعدة العديد في قطر:
المسافة: 800-1000 كم.
توماهوك (Tomahawk) (سرعة شبه صوتية، 880 كم/ساعة): [ \text{الزمن} = \frac{1000 , \text{كم}}{880 , \text{كم/ساعة}}} \approx 68.2 , \text{دقيقة} ]
صاروخ باليستي (15 ماخ، 18,400 كم/ساعة): [ \text{الزمن} = \frac{1000 , \text{كم}}{18,400 , \text{كم/ساعة}}} \approx 3.26 , \text{دقائق} ]
مسارات الصواريخ وعدد الدول
من إسرائيل:
المسار المحتمل: عبر الأردن والعراق، وربما سوريا إذا اختير مسار شمالي لتجنب أنظمة دفاع.
عدد الدول: 2-3 دول.
من قاعدة العديد:
المسار المحتمل: فوق الخليج العربي، مع إمكانية المرور عبر السعودية أو الإمارات.
عدد الدول: 0-2 دول (مسار بحري ممكن).
تكلفة الصواريخ: تحليل الدويري
استنادًا إلى تحليل اللواء فايز الدويري، يبرز الفارق في سرعة وتكلفة الصواريخ من إسرائيل مقابل القواعد الأمريكية:
من إسرائيل:
تكلفة الصاروخ:
رامبيج: 500,000-1 مليون دولار/صاروخ.
بلو سبارو: 1-2 مليون دولار/صاروخ.
تكاليف إضافية: تشغيل F-35 (36,000 دولار/ساعة)، التزود بالوقود، دعم لوجستي. التكلفة الإجمالية لعملية تضم 300 صاروخ/قنبلة قد تصل إلى 500 مليون دولار.
السرعة: 9-33 دقيقة، مع تعقيدات لوجستية (تحليق طائرات، تنسيق مع دول).
التحديات: المسافة الطويلة تزيد المخاطر السياسية (عبور دول أخرى) وتكاليف التشغيل.
من قاعدة العديد:
تكلفة الصاروخ:
توماهوك: 1.5-2 مليون دولار/صاروخ.
صاروخ باليستي: حتى 10 ملايين دولار/صاروخ.
تكاليف إضافية: أقل بسبب القرب الجغرافي، عدم الحاجة إلى طائرات حاملة، والبنية التحتية الجاهزة في العديد.
السرعة: 3-68 دقيقة، مع ميزة الوصول السريع للصواريخ الباليستية (3 دقائق).
الميزة الاستراتيجية: القرب يقلل زمن الاستجابة، مما يحد من فرص إيران للتصدي (مثل أنظمة S-300 أو صواريخ فتاح-2 بسرعة 13-15 ماخ).
حسابات المتخصصين:
زمن الاستجابة (Time to Target): الصواريخ من العديد تصل في 3-5 دقائق (باليستية)، مقابل 30-40 دقيقة من إسرائيل، مما يقلل فرص الاعتراض الإيراني.
تكلفة الفرصة البديلة: إطلاق من إسرائيل يتطلب تنسيقًا مع دول الجوار، مما يزيد المخاطر السياسية. العديد تتيح عملية أقل تعقيدًا وأكثر كفاءة.
الكفاءة الاقتصادية: العديد تقلل التكاليف اللوجستية بنسبة 20-30% بسبب القرب والبنية التحتية.
دور القواعد الأمريكية: جدل وتكهنات
النفي الرسمي: أكد وزير الخارجية الأمريكي أن واشنطن لم تشارك عسكريًا، لكن إسرائيل أبلغتها مسبقًا.
تكهنات الدعم غير المباشر:
استخباراتي: منشورات إكس تشير إلى بيانات أقمار صناعية أمريكية أو تشويش إلكتروني ساعد إسرائيل.
أسلحة: إسرائيل ربما استخدمت ذخائر أمريكية (مثل JDAM أو أنظمة توجيه).
لوجستي: قاعدة العديد، بموقعها الاستراتيجي وتجهيزاتها (طائرات، صواريخ، CENTCOM)، مرشحة لدور دعم غير مباشر.
قاعدة دييغو غارسيا: تستضيف قاذفات B-2 وB-52، مما يثير تساؤلات حول استعداد أمريكي لدعم إسرائيل في حال التصعيد.
الجدل: إذا كانت واشنطن على علم مسبق، فلماذا لم تعترض؟ هل كان هناك “ضوء أخضر” ضمني؟
توصيات موسعة لمتابعة ردود إيران وتصريحات واشنطن وتل أبيب
- رصد التصريحات الرسمية بشكل يومي:
- إيران: متابعة بيانات المرشد الأعلى آية الله علي خامنئي، الرئيس مسعود بزشكيان، ووزارة الخارجية عبر وكالة الأنباء الإيرانية (إرنا) وقنوات مثل برس تي في. تصريحات قادة الحرس الثوري، خاصة بعد مقتل قادة بارزين مثل حسين سلامي، قد تكشف عن نية طهران للرد العسكري أو التصعيد.
- واشنطن: تتبع تصريحات البيت الأبيض، وزارة الخارجية (خاصة ماركو روبيو)، ووزارة الدفاع عبر المؤتمرات الصحفية أو منصة Truth Social الخاصة بالرئيس دونالد ترامب. التركيز على أي تغيير في لهجة النفي الأمريكي أو تلميحات لدعم إسرائيل.
- تل أبيب: مراقبة تصريحات رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، وزير الدفاع يسرائيل كاتس، وهيئة الأركان العامة عبر قنوات مثل القناة 12 أو صحيفة هآرتس. هذه التصريحات قد تكشف عن خطط إسرائيل لضربات إضافية أو استراتيجية الردع.
- تحليل ردود الفعل العسكرية الإيرانية:
- الرد المباشر: إيران أطلقت أكثر من 100 طائرة مسيرة باتجاه إسرائيل بعد الضربة، حسب تقارير إسرائيلية. يجب متابعة ما إذا كانت طهران ستكثف هجماتها بصواريخ باليستية مثل “فتاح-2” (سرعة 13-15 ماخ) أو ستستخدم وكلاء مثل حزب الله أو الحوثيين.
- استهداف القواعد الأمريكية: تهديدات إيران باستهداف قواعد أمريكية (مثل العديد في قطر أو قواعد في العراق) تستدعي مراقبة أي تحركات عسكرية إيرانية قرب هذه المواقع، خاصة مع وجود 55-60 قاعدة أمريكية في المنطقة ضمن مدى صواريخها.
- مصادر المعلومات: متابعة تقارير وكالة تسنيم الإيرانية وتحركات القوات عبر منصات مثل إكس، مع الحذر من المعلومات المغلوطة.
- تتبع الدور الأمريكي عبر المؤشرات غير المباشرة:
- الإجراءات الدبلوماسية: سحب الولايات المتحدة دبلوماسيين من العراق وتقليص وجودها في المنطقة يشير إلى توقع رد إيراني. يجب مراقبة أي تحركات إضافية، مثل إجلاء موظفين من قواعد مثل العديد أو البحرين.
- الدعم الاستخباراتي: منشورات إكس تشير إلى أن الولايات المتحدة ربما قدمت بيانات أقمار صناعية أو تشويشًا إلكترونيًا. تحليل أي تسريبات استخباراتية أو تقارير عن تعاون أمريكي-إسرائيلي قد يكشف عن هذا الدور.
- تصريحات ترامب: ترامب دعا إيران إلى “عقد صفقة” قبل تصعيد إسرائيلي أكبر، مما يشير إلى تنسيق ضمني مع تل أبيب. متابعة منصته Truth Social قد تكشف عن تفاصيل إضافية.
- مراقبة التداعيات الإقليمية والاقتصادية:
- دول الخليج: السعودية، الإمارات، وقطر (مضيفة قاعدة العديد) قد تصدر بيانات حول موقفها من التصعيد، خاصة مع ارتفاع أسعار النفط 8% بعد الضربة.
- حزب الله والوكلاء: حزب الله أدان الضربة دون التهديد برد عسكري مباشر، مما يعكس ضعف “محور المقاومة”. يجب متابعة أي تحركات من الحوثيين أو الميليشيات العراقية.
- الأسواق العالمية: مراقبة أسعار النفط والغاز، حيث قد يؤدي رد إيراني إلى إغلاق مضيق هرمز، مما يؤثر على 20% من إمدادات النفط العالمية.
- استخدام مصادر متعددة لضمان الدقة:
- إعلام دولي: صحف مثل نيويورك تايمز، واشنطن بوست، ونبسي نيوز لتغطية التصريحات الأمريكية والإسرائيلية.
- إعلام إقليمي: قناة الحدث، الجزيرة، ووكالات إيرانية لفهم الروايات المحلية.
- منصة إكس: تحليل المنشورات لقياس الرأي العام والتكهنات، مع التحقق من مصداقيتها.
- تقارير استخباراتية: متابعة مراكز أبحاث مثل تشاتام هاوس أو المعهد الملكي للخدمات المتحدة (RUSI) لتحليلات معمقة.
- إطار زمني مقترح:
- 48 ساعة القادمة (حتى 15 يونيو 2025): التركيز على رد إيران الأولي، خاصة مع وعد الرئيس بزشكيان بـ”رد قوي”.
- الأسبوع القادم (16-22 يونيو 2025): مراقبة أي تصعيد عسكري أو دبلوماسي، مثل استهداف قواعد أمريكية أو عقد جلسات طارئة في مجلس الأمن.
- شهر يونيو 2025: تقييم التداعيات طويلة الأمد، بما في ذلك تأثير الضربة على المفاوضات النووية واستقرار المنطقة.
- 48 ساعة القادمة (حتى 15 يونيو 2025): التركيز على رد إيران الأولي، خاصة مع وعد الرئيس بزشكيان بـ”رد قوي”.
إطار عملي للتنفيذ
- إنشاء فريق متابعة: يضم محللين سياسيين وعسكريين لتتبع الأخبار والتصريحات عبر مصادر متعددة.
- استخدام أدوات الرصد: مثل Hootsuite أو TweetDeck لمتابعة منشورات إكس، وGoogle Alerts لتتبع الأخبار.
- تحليل البيانات: إعداد تقارير يومية تلخص التصريحات، التحركات العسكرية، والتداعيات الاقتصادية.
- التحذير من المعلومات المغلوطة: التحقق من مصداقية الأخبار، خاصة على إكس، عبر مقارنتها مع مصادر رسمية.
- رصد التصريحات الرسمية بشكل يومي: