: أَنَا الإِلَهُ..
الوُجُودُ يَشْهَدُ لِي
وَيَرْتَضِينِي..
لَوْ يُوجَدُ الْعَدَمُ
بِي َيُؤْمِنُ الأَصْدِقَاءُ عَن ثِقَةٍ..
وَيَسْتَجِيبُ العِدَا إِذَا انْهَزَمُوا
لِي الصَّلَوَاتُ..
العَبِيدُ تُنشِئُهَا..
مُنتَثِرٌ بَعْضُهَا..
وَمُنتَظِمُ..
وَلِي الرَّجَاءَاتُ..
عُقْبُهَا نِعَمٌ
وَاليَأْسُ مِنِّي جَزَاؤُهُ النِّقَمُ
كَذَا أَبِي كَانَ أَمْسِ..
ثُمَّ غَدًا يَكُونُ لِي ابْنٌ..
تَعْنُو لَهُ الأُمَمُ..
أَنَا الإِلَهُ..
**************
الظُّنُونُ أَخْرَسَهَا حَزْمِي..
فَلَمْ يَنفَتِحْ لَهُنَّ فَمُ..
دَفَنتُ عَرَّافًا..
قَالَ: إِنَّ عَصًا يَمَسُّنِي شَرُّهَا فَأَنقَصِمُ
ذَبَّحْتُ ذُكْرَانَ المَارِقِينَ..
فَفِي النِّسَاءِ صِنْوَانِ العُقْمُ وَالرَّحِمُ
أَلْجَمْتُ مِن خَيْلِ الظَّنِّ أَفْصَحَهَا..
فَانغَرَسَتْ فِي أَشْدَاقِهَا اللُّجُمُ
غَيْرَ ظُنُونٍ مِنْ أَسْرِهَا هَرَبَتْ..
فِي غَوْرِ رُوحِي البَعِيدِ تَضطَّرِمُ
تَقَولُ:
لَوْ أَنَّكَ الإِلَهُ..
فَكَيْفَ يَعْتَرِيكَ النُّعَاسُ وَالأَلَمُ؟!
**********
هَذَا الْفَتَى مَوسَى..
عَادَ فَوْقَ عَصَا..
كَمْ غَيَّرَتْهُ الصَّحْرَاءُ وَالغَنَمُ!!!
مَا زَالَ عَقْلِي بِاللَّوْمِ يَقْرَعُنِي..
وَيَسْتَعِيدُ الرُّؤى..
فَيَتَّهِمُ
: كَيْفَ تَرَكْتُ الحَيَاةَ تَسْكُنُهُ..
وَهْوَ الَّذِي عَنْهُ أَخْبَرَ الْحُلُمُ؟!
مِنْ أَيْنَ تِلْكَ الْمَحَبَّةُ انسَكَبَتْ..
وَلَمْ تَزَلْ في الصَّمِيمِ تَحْتَدِمُ؟!
هَا هُوَ ذَا بِالعَدَاءِ يَجْهَرُ لِي..
وَمِلْءُ سَمْعِي مِنْ حُبِّهِ نَغَمُ
: “لا تَقْتُلُوهُ”..
انْتَشَتْ بِنَظْرَتِهِ صَاحِبَتِي..
وَالكُهَّانُ عَنْهُ عَمُوا
مَا كَانَ أَغْنَى هَوَايَ..
عَن وَلَدٍ أَحْيَتْهُ “لا”..
حِينَ أَبْطَأَتْ “نَعَمُ”!!!
أَقْسَى مِنَ الجُرْحِ وَهْوَ يَنزِفُ..
أَنْ يُؤْلِمَنَا الْجُرْحُ وَهْوَ مُلْتَئِمُ
************
يَا سَيِّدِي الشَّعْبَ..
“إِنَّ ذَيْنِ لَسَاحِرَان”..
يَحْدُو خُطَاهُمَا نَهَمُ..
لِيُخْرِجَاكُم مِنْ أَرْضِكُمْ قَدِمَا..
لِيَهْدِمَا دِينَكُم..
فَتَنْهَدِمُوا
فَلْتُصْغِ لِي يَا هَامَانُ..
عَالَمُنَا فِيهِ الَّذِي لا يَهُمُّ يُلْتَهَمُ
أَوْقِدْ عَلَى طِينِ النَّهْرِ..
فَابْنِ بِهِ صَرْحًا..
لَعَلِّي أَرَى الَّذِي زَعَمُوا
فَإنْ بَدَا لي في أَمْرِهِ كَذِبٌ..
مِن كُلِّ أَشْيَاعِهِ سَأَنتَقِمُ
وَإن إِلَيْهِ اطَّلَعْتُ..
نَقْتَسِمُ:
لَهُ السَّمَا؟!
عِندِي مِصْرُ وَالْهَرَمُ
************
وَيْحَكَ يَا هَامَانُ..
السَّمَاءُ عَظِيمَةٌ..
كَأَنِّي في جَوِّهَا قَزَمُ!!!
لا رَبُّ مُوسَى أَرَادَ يَشْخَصُ لي..
و َلا جُدُودِي مِن سَقْفِهَا هَجَمُوا
لَكِنَّ في الرَّأْسِ فِكْرَةً خَطَرَتْ..
إِن صَدَقَت..
مُلْكُنَا سَيَنْحَطِمُ
فِي رِحْلَتِي لِلسَّمَاءِ..
لِي انكَشَفَتْ حَقائِقٌ لَمْ يَخُطَّهَا قَلَمُ
لَسْتُ أَنَا مَن يُضِيءُ أَنجُمَهَا..
أَوْ يُشْعِلُ الشَّمْسَ حِينَ تَضطَرِمُ
وَالأَرْضُ..
هَلْ ظَهْرُهَا صَنِيعُ يَدِي؟!
سَلْ بَطْنَهَا:
كَيْفَ حَالُهَا َالرِّمَمُ؟!
وَالنَّاسُ..
هَلْ هُمْ عَبِيدُ خَالِقِهِمْ؟!
أَمْ لِهَوًى فِي خَيَالِهِمْ وَهَمُوا؟
كُلُّ انكِشَافٍ يَلُوحُ يُؤلِمُنِي..
مَاذَا عَنِ العَيْنِ تَحْجُبُ الأَكَمُ؟!
***********
وَيْحَكَ يَا هَامَان..
الأُمُورُ تَسُوءُ..
في حُضُورِي يُهَمْهِمُ الْخَدَمُ
بِأَنَّ مُوسَى وَرَبَّهُ انتَصَرَا..
وَأَنَّنِي مَن زَلَّتْ بِهِ الْقَدَمُ..
مُعَلِّمُو السِّحْرِ كُلُّهُمْ سَجَدُوا..
كَأَنَّهُم في ظِلِّ الْعَصَا غَنَمُ
السَّاذَجُونَ الزُّرَّاعُ قَدْ فُتِنُوا..
وَالحَاذِقُونَ الكُهَّانُ مَا سَلِمُوا
وَأَهْلُ بَيْتِي:
جَمْعٌ يُجَاهِرُنِي بِحُبِّ مُوسَى..
وَقِلَّةٌ كَتَمُوا
وَيْحَكَ يَا صَاحِبِي..
أَلَيْسَ لَنَا مَكْرٌ بِهِ نَسْتَرِدُّ مَا غَنِمُوا؟!
أَنَا إِلَهٌ..
عِبَادُهُ كَفَرُوا..
حِينَ بِسَهْمِ الظُّنُونِ فِيهِ رُمُوا..
لَمْ يَبْقَ لِي غَيْرُ الجُنْدِ مِن شِيَعٍ..
بِحَبْلِ مَجْدِي في الأَرْضِ تَعتَصِمُ
يَا جُندُ..
يَا أَخْلَصَ العَبِيدِ..
تَأَهَّبُوا..
وَفِي سَاحاتِ الوَغَى ازْدَحِمُوا
لأَنصُرَنكُمْ عَلَى الْعَدُوِّ..
لأَسْحَقَنَّهُم إِذ مَوْجَيْنِ نَلْتَطِمُ
*************
هَاهُمْ بَنُو إِسْرَائِيلَ..
قَدْ خَرَجُوا يسُوقُهُمْ لِلهَلاكِ مَا اعْتَزَمُوا
فَلْتُدْرِكُوا الصَّيْدَ يَا أُسُودُ مَعِي..
لا تُظْهِرُوا رِفْقًا حِينَ نَقْتَحِمُ
هَا نَحْنُ مِن خَلْفِهِم سُيُولَ لَظًى..
نَفْثَاتُهُنَّ العَذَابُ وَالْحُمَمُ
وَفي غُبَارِ الأَمَامِ..
يَرْقُبُهُم مِن لُجَّةِ البَحْرِ “مَرْتَعٌ وَخِمُ”
هَا هُمْ هُنَاكَ المِيَاهُ تَشْرَبُهُمْ..
يَا وَيْحَهَا..
أًيْنَ مَوْجُهَا العَرِمُ؟!
صَبْرَكَ يَا جَيْشُ..
البَحْرُ مُنفَلِقٌ..
وَفِيهِ يَجْتَازُ القَوْمُ وَالنَّعَمُ
فَلْنَمْضِ فِي إِثْرِهِمْ..
تُصَاحِبُنَا قُلُوبُنَا الوَاثِقَاتُ وَالهِمَمُ
***************
وَيْحِي..
أَهَذِي الأَمْوُاجُ تُغْمُرُنِي؟!
أَيْنَ جُنُودِي؟!
أَكُلُّهُمْ رُدِمُوا؟!
يَا أَيُّهَا البَحْرُ..
كَيَفَ تَخْذُلُنِي..
وَفي دَمِي مِنكَ قُرْبَةٌ وَدَمُ؟!
لُعِنتَ مِن خَائِنٍ وَثِقْتُ بِهِ..
وَلا أَغَاثَتْ أُجَاجَكَ الدِّيَمُ!
***********
مِلْحُكَ..
يَا وَغْدُ..
لَيْسَ يَقْتُلُنِي..
وَلا انقِطَاعُ الأَنفَاسِ وَالأَلَمُ
يَقْتُلُنِي أَن فَتَحْتَ بَابَكَ لِلعِدَا..
وَلَمَّا وَلَجْتُ تَلْتَئِمُ
مِلْحُكَ يَنسَابُ الآنَ فِي رِئَتِي..
وَفِكْرَتِي لا يُغِيثُهَا الكَلِمُ
لَيْسَ سِوَى الغَرْغَرَاتِ..
يَسْمَعُهَا حَتَّى الَّذِي سَدَّ أُذْنَهُ صَمَمُ
تُعْلِنُ:
أَنِّي خَسِرْتُ مَعْرَكَتِي..
وَلَمْ يَعُدْ لِي في دَوْلَتِي عَلَمُ
مَا هَزَمَتْنِي عَصَا وَنِصْفُ لِسَانٍ..
لِفَتًى “شَحْمُ جَيْشِهِ وَرَمُ”
بَلْ هَزَمَتْنِي الأَضْغَاثُ فِي حُلُمٍ..
عَنْ حَرَمٍ..
فِيهِ تُرْتَعَى غَنَمُ
حُلْمٌ قَصِيرٌ أَضَاعَ مَا سَطَرَتْ أَقْلامُ آبَائِنَا وَمَا رَسَمُوا
*************
هَا أَنَا مِنْ عَرْشِ الْوَهْمِ أَنزِلُ..
لا تَتْبَعُ خَطْوِي الجُيُوشُ وَالخَدَمُ
الآنَ بَيْنَ الأَمْوَاجِ أُعْلِنُهَا..
وَلانكِسَارِي أَرْنُو وَأَبْتَسِمُ:
لَسْتُ إِلَهًا..
وَلا الأُلَى سَبَقُوا مُنذُ اعْتَلَت عَرْشَ مَجْدِهَا إِرَمُ
آمَنتُ أَنَّ الإِلَهَ مَنْ عَبَدَ العَبِيدُ مِن إِسْرَائِيلَ مَا الْتَزَمُوا
الآنَ في هَدْأَةٍ أُقِرُّ بِهَا..
لا في ضَمِيرِي أَسًى وَلا نَدَمُ
مَنْ أَصْدَقُ الكَافِرِينَ؟
قِيلَ: أَنَا!!!
مَنْ أَكْذَبُ المُؤْمِنِينَ؟
قُلتُ:
هُمُ