نعلم جميعا أن الأرنب حيوان أسرع من السلحفاة، وهي حقيقة لا يمكن تجاهلها، فأردتُ ربط هذه الحقيقة بالوضع الراهن والاستعداد للمشاركة في الانتخابات البرلمانية العراقية المقرر إجراؤها في 11 نوفمبر/تشرين الثاني 2025.
في أحد الأيام، قال الأرنب للسلحفاة: “هيا نتسابق، من يصل إلى الهدف يفوز بالجائزة”. وقفت السلحفاة تنظر إليه بدهشة، فقد كانت تعلم نتيجة السباق. تسابقا كلاهما، وبالطبع فاز الأرنب. سألته السلحفاة: “ماذا رأيت في الطريق؟” أجاب الأرنب: “لم أرَ شيئا، كنت مهتما فقط بالنظر إلى الهدف”، وماذا عنكِ؟ أجابت السلحفاة: “كنت أعلم أنني سأخسر السباق ولكنني فكرت في أشياء أخرى تجعلني أسرع منك على الرغم من أنني كنت بطيئا، نعم، لقد فزت بالسباق، لكنك خسرت الحيوانات من حولك، بينما فزتً بمودة العديد منهم. رأيت أرنبا صغيرا تائها في الغابة يبحث عن أمه، فساعدته في العثور عليها. رأيت طائرا صغيرا لا يستطيع الطيران بسبب كسر جناحه، فعالجته. رأيت سنجابا دمر الغراب عشه، فساعدته في إعادة بنائه. ماذا فعلت انت يا أرنب؟” أجاب الأرنب: “كنت أقفز فرحا لأني كنت أعلم أنني سأهزمك، ولم أكن أرى ما حولي ولم أكترث لأحد”. هنا قالت السلحفاة للأرنب: “لقد فزت بالسباق، ولكنك خسرتَ أصدقاءك في الغابة بسبب تهورك وغرورك”.
يمكننا أن نتعلم دروسا كثيرة من هذه القصة عند تطبيقها على الساحة السياسية التركمانية، لا سيما مع اقتراب موعد الانتخابات البرلمانية العراقية. من يسعى لمصالحه الشخصية ولا يكترث لمصلحة الشعب سيخسره حتى لو فاز في الانتخابات. أما من يتبع سياسة السلحفاة، فحتى لو خسر الانتخابات، فسيفوز فيها لأنه كسب ثقة الشعب ووقف إلى جانبه في محنته. فعلى المعنيين بالسياسة أن يستعدوا للانتخابات على أكمل وجه، وأن ينحوا جانبا مصالحهم الشخصية. يجب عليهم أن يُرضوا الشعب ويقنعوه بالمشاركة، فهناك أكثر من 55 ألف ناخب لم يُحدّثوا بطاقاتهم الانتخابية بعد، وهناك ضعف هذا العدد ممن يمتنعون عن المشاركة بسبب تجاربهم السابقة مع السياسيين السابقين.
أتساءل: ما مصير التركمان إذا استمر الوضع على ما هو عليه؟
ما أسعد من يداوي جراح المظلومين، ويساعد الفقراء والمحتاجين. ما أسعد من يفكر في مستقبل الشباب وهم يبحثون عن عمل أو دخل ليعيشوا على سجيتهم. ما أسعد من يفكر في مصير هذا الشعب.