في خضم التوترات الأمنية والعسكرية المتصاعدة بين طهران وتل أبيب، نشرت وكالة “إيران بالعربية” الرسمية مقطع فيديو يُظهر لحظة مطاردة مثيرة قالت إنها استهدفت شاحنة تابعة لجهاز الاستخبارات الإسرائيلي (الموساد)، من قبل قوات الأمن الإيرانية، وسط إطلاق كثيف للنيران.
ويُظهر الفيديو شاحنة تسير بسرعة بينما تلاحقها دراجة نارية، مع سماع صوت تبادل إطلاق نار في الخلفية. ولم تحدد الوكالة الموقع الدقيق للحادث، كما لم توضح مصير الشاحنة أو ما إذا كانت المطاردة قد أسفرت عن توقيف أو تصفية العناصر المستهدفة.
اعتقالات واسعة وضبط متفجرات وطائرات مسيّرة
ويأتي هذا التطور الأمني بالتزامن مع إعلان الشرطة الإيرانية، في وقت سابق من يوم الأحد، عن إلقاء القبض على عنصرين من الموساد جنوب شرقي طهران، بحوزتهما أكثر من 200 كيلوجرام من المتفجرات، إلى جانب 23 طائرة مسيّرة، وقاذفات، وأجهزة توجيه إلكترونية.
وفي بيان منفصل، أعلنت الأجهزة الأمنية عن توقيف شخصين آخرين يشتبه بتعاونهما مع الشبكة ذاتها، ليصل عدد الموقوفين خلال الساعات الأخيرة إلى أربعة.
وذكرت وكالة “تسنيم” الإيرانية شبه الرسمية، نقلًا عن متحدث باسم الشرطة، أن العنصرين الأساسيين “كانا يعملان ضمن فريق تابع للموساد، ومتورطان في تصنيع قنابل وأجهزة تفجير متقدمة”، وقد جرى اعتقالهما في محافظة ألبرز الواقعة إلى الغرب من العاصمة طهران.
تفكيك شبكة كاملة في سمنان
وفي تطور لافت يعكس حجم التمدد الاستخباراتي المفترض، كشفت وسائل إعلام إيرانية عن التعرف على 21 شخصًا في مدينة سمنان شمالي البلاد، متهمين بالارتباط بجهاز الموساد الإسرائيلي. وبحسب الجهات الرسمية، فإن هؤلاء الأفراد متورطون في “نشر الشائعات وإثارة الفوضى العامة عبر الفضاء الإلكتروني”، وهي اتهامات ترتبط، بحسب محللين، بجهود إسرائيلية مفترضة لتأجيج التوترات الداخلية في إيران من خلال حرب معلومات موازية.
وأكدت المصادر أن “التنسيق جارٍ مع الجهاز القضائي الإيراني، وتم إدراج أسماء المتهمين على جدول أوامر الاستدعاء والاعتقال”، ما يشير إلى موجة موسعة من التحقيقات والاستدعاءات خلال الأيام المقبلة.
تصعيد أمني متزامن مع المواجهات العسكرية
وتأتي هذه التطورات الأمنية الميدانية في وقتٍ تشهد فيه الجبهة العسكرية بين إيران وإسرائيل تصعيدًا غير مسبوق، مع تبادل الضربات الصاروخية والغارات الجوية بين الطرفين منذ يوم الجمعة الماضي، واستهداف متبادل لعواصم ومدن استراتيجية.
ويرى مراقبون أن التصعيد العسكري الخارجي لإيران ترافقه حملة أمنية واستخباراتية داخلية تهدف إلى تحصين الجبهة الداخلية من أي اختراقات أو عمليات تخريبية تنفذها أطراف موالية لإسرائيل، في وقت تتزايد فيه المخاوف من اتساع رقعة الصراع إلى دول الجوار والمنطقة بأكملها.