عندما نتأمل حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إنّ أحدكم يُجمع خلقُه في بطن أمه أربعين يومًا، ثم يكون علقة مثل ذلك، ثم يكون مضغة مثل ذلك، ثم يُرسَل الملَك فينفُخ فيه ويؤمر بأربع كلمات: بكتْب رزقه، وأجله، وعمله، وشقيّ أو سعيد) رواه مسلم
ندرك أنّه ليس كل الأجسام الحيّة تسري فيها الروح، فمن خلال الحديث السابق يتأكد لنا أنّ الجنين كان يحيا وينمو ويكبر في بطن أمه أربعة أشهر كاملة ولكنْ لا روح فيه، وندرك أيضًا أنّ الحيوانات المنويّة فيها حياة قد تستمر طويلاً لكنْ لا روح فيها، وأنّ البويضة التي تنتجها الأنثى فيها حياة ولكنْ لا وجود للروح.
ومثل ذلك كل النباتات في البر والبحر فيها حياة وحركة، فهي تنمو وتكبر وتتكاثر، لكنْ لا روح فيها، وكذلك كل الخلايا نجد فيها الحياة والنمو والتكاثر، لكنْ بلا روح..
كل هذا يجعلنا نسأل ونتساءل:
متى نعرف أنّ جسمًا ما فيه حياة وروح؟
ومتى نعرف أنّ جسمًا ما فيه حياة فقط؟
من خلال ما سبق يمكننا استخلاص العلامات التي تدل على وجود الحياة فقط، وهي كما يلي:
أولاً: النمو
ثانيًا: التكاثر
ثالثًا: الحركة
فوجود النمو والتكاثر والحركة في أيّ جسم يدل على وجود الحياة فيه، وهذا كله نجده في الجنين في أشهره الأولى، وفي النباتات والخلايا.
ويمكننا استخلاص العلامات التي تدل على وجود الروح في أيّ جسم من خلال:
أولاً: الإدراك
ثانيًا: الإرادة
ثالثًا: الفِعل (القوة)
رابعًا: الشعور (الحب، البغض، الخوف، الرحمة، الألم….)
وهذا كله نجده في الإنسان والحيوان على حدّ سواء، ولا نجده في النبات، فإذا وُجد الإدراك فهذا دليل وجود الروح، وإذا وُجدت الإرادة فإنّ في الجسم روحًا تحرك هذه الإرادة، وإذا وُجد الفِعل والقوة فإنّ هذا دليل وجود الروح، وإذا وُجدت المشاعر فإنّ الروح هي صاحبة هذه المشاعر، فعناصر الأجسام عناصر جامدة لا مشاعر لها، وإنّما الروح هي التي تحس وتشعر.
ومما يدل على وجود الروح في الحيوان ما رواه ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم وقد رأى قومًا يتخذون طيرًا يرمونه بالسهام والنبال، فقال: (لا تتخذوا شيئًا فيه الروح غرضًا) رواه مسلم، مما يدل على أنّ الحيوانات والطيور من ذوات الأرواح.
والله تعالى أعلى وأعلم
نصر فحجان – غزة