كتاب “عندما تفشل النبوءة” (When Prophecy Fails)
للمؤلفين: ليون فيستنغر، هنري رايكم، شاختر
سنة النشر: 1956
النوع: دراسة نفسية اجتماعية ميدانية
فكرة الكتاب الرئيسية:
يتناول الكتاب دراسة نفسية فريدة لحالة جماعية تتعلق بإيمان ديني ونبوءة نهاية العالم، تركّز على ما يحدث عندما تفشل هذه النبوءة، وكيف يتعامل المؤمنون بها مع خيبة الأمل. اعتمد المؤلفون على تجربة واقعية لأتباع طائفة تؤمن بنهاية وشيكة للعالم، وقاموا بمراقبتهم وتحليل ردود أفعالهم بعد أن لم تتحقق النبوءة.
الفرضية النفسية الأساسية:
استند الكتاب إلى مفهوم “التنافر المعرفي” الذي طوره ليون فيستنغر، ويعني:
“الشعور بعدم الارتياح الناتج عن وجود أفكار أو معتقدات متناقضة لدى الإنسان، أو بين معتقده وسلوكه.”
فعندما لا تتحقق النبوءة التي يعتقد بها الإنسان بعمق، فإن هذا يؤدي إلى تنافر نفسي مؤلم، يسعى الشخص لحلّه إما بتغيير إيمانه أو بإعادة تفسير الأحداث.
أحداث القصة الواقعية:
تابع الباحثون جماعة دينية صغيرة تقودها امرأة تُدعى “ماري”، ادعت أنها تتلقى رسائل من كائنات فضائية تخبرها بأن فيضانًا مدمّرًا سيجتاح الأرض يوم 21 ديسمبر 1954، وأن أتباعها سينجون وحدهم.
عندما مرّ التاريخ دون أي كارثة:
لم يتخلّ المؤمنون عن إيمانهم!
بل ازدادوا تشبثًا بمعتقداتهم وبدأوا ينشطون لنشر رسالتهم، معتبرين أن إيمانهم القوي هو السبب في “إنقاذ العالم”.
ردود الفعل بعد فشل النبوءة:
قسّم المؤلفون ردود الأتباع إلى أنواع:
- المنسحبون: شعروا بخيبة أمل وتركوا الجماعة.
- المتشبثون: أعادوا تفسير الحدث ليحافظوا على إيمانهم (قالوا إن النبوءة نجحت لأنها أنقذت الأرض بسبب صلواتهم).
- النشطون: بدؤوا ينشرون معتقدهم بحماسة أكبر، لتقوية إيمانهم وكسب تأييد جديد يقلل من شعورهم بالتنافر.
الدروس والاستنتاجات:
الفشل في التنبؤ لا يؤدي دائمًا إلى التخلي عن الإيمان، بل قد يزيده.
كلما كان الاستثمار العاطفي والعملي في العقيدة أكبر، كان أصعب التخلي عنها.
الجماعات تلجأ إلى تأويل جديد أو توسيع النشاط التبشيري لتقليل الألم النفسي الناتج عن “التنافر المعرفي”.
الإنسان لا يبحث فقط عن الحقيقة، بل أيضًا عن الاتساق الداخلي حتى لو خالف الواقع.
أهمية الكتاب:
يمثل أحد أوائل التطبيقات العملية لنظرية التنافر المعرفي.
يستخدم أسلوبًا يجمع بين الملاحظة الميدانية والتحليل النفسي والسوسيولوجي.
له تأثير كبير في علم النفس، والدين، ودراسة الطوائف والمعتقدات الحديثة.
يدرس الكتاب كيف يتصرف الناس عندما تفشل نبوءة دينية أو كارثية كانوا يؤمنون بها بشدة.
النتائج والاستنتاجات:
فشل النبوءة لا يؤدي بالضرورة إلى فقدان الإيمان.
كلما زاد الاستثمار النفسي والاجتماعي في المعتقد، زاد التمسك به عند الفشل.
الناس يستخدمون التبرير العقلي لتخفيف الصدمة النفسية.