يقول الله تعالى:
(والذين اتّخذوا مسجدًا ضِرارًا وكفرًا وتفريقًا بين المؤمنين وإرصادًا لمن حارب الله ورسوله من قبل وليحلِفُنّ إنْ أردنا إلا الحسنى والله يشهد إنهم لكاذبون)
ما كان لأحدٍ أنْ يتصور أنْ تصِلَ الجرأة بالمنافقين وأعداء الإسلام في زمن النبي صلى الله عليه وسلم أنْ يستخدموا شعاراتِ الإسلام، ورموزَ المسلمين للمخادعة، وخلط الأوراق، وتزوير الحقائق، فقد قاموا ببناء مسجدٍ يُؤذِّن فيه المؤذنون، وتُقام فيه الصلوات من أئمة الضَّلال، بهدف الإضرار بالمسلمين وطعنهم وضربهم من ظهورهم.
ولولا عنايةُ الله تعالى بدعوته ورسالته، وحمايته لدينه، لظلَّ المنافقون يستخدمون هذا المسجد لنَفْث السّموم والخديعة في صفوف المسلمين، ليَنفَضُّوا من حول نبيّهم عليه السلام.
إنه مسجد الضِّرار، أي (الإضرار)..
لكنّ الأمر لم يقف عند استخدام المنافقين لمسجد ضِرار في زمن النبي صلى الله عليه وسلم، بل إنهم لا يزالون يستخدمون كل شيء للإضرار بالمسلمين، وتشويه صورتهم وصورة الإسلام في كل العصور.
وعلى سبيل المثال فإننا نجِد في هذا العصر، وفي أماكن مختلفة الكثير من مؤسسات الضرار، مثل:
فضائيات ضرار عربية وإسلامية هدفها محاربة الإسلام من خلال نشر الإلحاد والتشكيك في الدين.
جامعات وكليات ومدارس ضرار تدُسُّ السُّم في العسل لإبعاد الناس عن عاداتهم الطيبة المحافظة.
جمعيات ومؤسسات ضرار تحارب المقاومة والمقاومين.
عِمامات ضرار، وعلماء ضرار، يُفتُون بحِلِّ التطبيع مع الاحتلال والتعاون معه.
مواقع إلكترونية ضرار..
صحف ومجلات وكتب ضرار..
حسابات ضرار، وصفحات ضرار، ومجموعات ضرار.
وغير ذلك كثير..
والله المستعان…
د. نصر فحجان – غزة