تمتلك إسرائيل نظامًا متطورًا من الملاجئ العامة والخاصة، تشمل غرفًا محصنة داخل المنازل تعرف بـ”مماد”، وهي مجهزة بوسائل الراحة الأساسية مثل الكهرباء والمياه والاتصالات. وتوفر الدولة دعمًا تقنيًا وماليًا لتأمين الحماية للمواطنين في زمن الحرب. بحسب ما أفادت به صحيفة هآرتس الإسرائيلية.
على النقيض، تفتقر غزة إلى أي منظومة حماية مدنية فاعلة، إذ لا توجد ملاجئ عامة، ويضطر السكان إلى الاحتماء في المدارس، أو المستشفيات، أو الزوايا الداخلية للمنازل. هذه الأماكن غير مؤهلة لمقاومة الصواريخ، ما يرفع من عدد الضحايا بين المدنيين. وفقا لتقارير صدرت عن منظمة هيومن رايتس ووتش.
من الجانب الإسرائيلي، يُنظر إلى الملاجئ كثمار “حسن الإدارة الأمنية”. وقد صرح نتنياهو بأن “إسرائيل تستثمر في حماية المدنيين، بينما حماس تبني أنفاقًا بدلًا من ملاجئ لشعبها.” بحسب ما صرح به لقناة كان العبرية.
أما في غزة، فيؤكد الناجون أن الملاجئ غير موجودة، وأنهم يلجأون إلى القدر. أحد سكان حي الشجاعية قال: “ننام في الممرات ونموت في الصباح.” وفقا لما أوردته قناة الجزيرة في تحقيق ميداني.
يرى محللون أن وجود ملاجئ في إسرائيل هو نتاج دعم عسكري دولي، بينما يحرم سكان غزة من أبسط حقوق الحماية بسبب الحصار المفروض منذ سنوات. ويتعامل الإعلام الدولي بازدواجية حينما يبرز خوف الإسرائيليين داخل ملاجئ حديثة، ويتجاهل موت الفلسطينيين المكشوفين في بيوتهم. بحسب تحليل صادر عن مركز الميزان لحقوق الإنسان في غزة.
الفرق بين ملاجئ الصهاينة وملاجئ غزة ليس تقنيًا فقط، بل يُجسد خللاً أخلاقيًا عالميًا، حيث يُحاسب الضحية على افتقاره للحماية، بينما يُكافأ القامع على حسن تنظيمه. حسب ما خلص إليه تقرير مشترك لمؤسسة العفو الدولية ومنظمة أوكسفام.