منذ سنوات، يتّبع رئيس الوزراء الصهيوني بنيامين نتنياهو نهجًا سياسيًا قائمًا على المراوغة واللعب على التناقضات الداخلية والخارجية. فهو يقدّم نفسه في المحافل الدولية كمدافعٍ شرس عن “أمن إسرائيل”،
بينما في الداخل يتبنى خطابًا شعبويًا يمزج بين التخويف والادعاء بالقوة المطلقة. هذه السياسة تستند إلى تضليل الشعوب، سواء داخل إسرائيل أو خارجها، وتسعى لتوريط الحكومات الأخرى في صراعات تخدم رؤيته الضيقة، بحسب صحيفة “هآرتس”.
هو مراوغ في كل الأحوال حتى في التنصل من مسؤوليته عن الفشل في ٧ اكتوبر وغيره او في دفاعاته في المحاكمات ضده او في التهرب من المحاكمة الدولية او في ابتزاز امريكا وجرها للحروب واخيرا يدعي انه يقي العالم كله شر الخطر الإيراني وكذا حكام العرب.
نتنياهو يكثر من إطلاق التصريحات النارية بشأن إيران، ويصوّر نفسه كحاجز وحيد ضد “التهديد النووي”، بينما يضخم التهديدات ويوظفها في حملاته الانتخابية. وفي الوقت ذاته، يعقد تفاهمات غير معلنة مع دول خليجية أو يناور بين واشنطن وموسكو بما يحقق مصلحته السياسية، بحسب تقرير لـ”يديعوت أحرونوت”.
المفارقة أن هذا النهج يعتمد على احتكار المعلومات الاستخباراتية وتسريب ما يخدم أهدافه، سواء داخليًا لكسب دعم الجمهور أو خارجيًا لتبرير التحركات العسكرية. يلوّح بالضربات الوقائية، لكنه لا يقدم أدلة ملموسة للرأي العام الدولي، بحسب ما أوردته “الواشنطن بوست”.
مراوغة نتنياهو لم تعد مجرد تكتيك انتخابي، بل تحولت إلى أسلوب حكم دائم، يعتمد على تضليل الإعلام، وتحريض الداخل، وتخويف الخارج. وهو ما يجعل من سياساته عامل عدم استقرار دائم في المنطقة، بحسب تحليل سياسي موسع نُشر في “هآرتس”.
سياسة نتنياهو القائمة على الخداع والمراوغة بدأت تؤثر بوضوح على الرأي العام داخل إسرائيل، حيث تتزايد الانتقادات من قطاعات واسعة من المثقفين والأمنيين السابقين الذين يرون أن نتنياهو يُقحم البلاد في مواجهات غير محسوبة ويعزلها عن العالم تدريجيًا. كما بدأت صورته تتآكل دوليًا،
حيث تُتهم إسرائيل بتقويض فرص السلام وتجاهل القانون الدولي، وهو ما انعكس سلبًا على علاقاتها مع عدد من الدول الأوروبية وحتى بعض الأصوات في الكونغرس الأمريكي، بحسب ما نشرته “الواشنطن بوست” و”هآرتس”.