للأسف أثارت الحرب الدائرة بين الكيان الصهيوني وإيران، خلافاً ممقوتاً -من وجهة نظري- لأنه استخدمت فيه اتهامات متبادلة، بالتسفيه، والكبر، والتخوين، والنعت بالغباء، والغفلة، والبدعة، والضلال، والإضلال، والتصهين، والتشيع، بين بعض المنتسبين للعلم الشرعي، سواء من العلماء، وطلبة العلم، أو المفكرين أو المهتمين بالشأن السياسي.
وبدلاً من أن يكون هؤلاء قدوة للعامة، والشباب، في الجدال بالتي هي أحسن، والتوعية، والإرشاد، والنصح، ومناقشة الرأي الآخر، بالحجة، والمنطق، والواقع، ساروا على درب لا يليق بهم، واستخدموا مصطلحات تسيء لهم، ولا تسهم في جمع الرأي، ولم الشمل، بل العكس تماماً، أظهروا الأمر وكأنه ثأر، شخصي، أو إنه انتقام من أشخاص.
لذلك أجد أنه من الأهمية بمكان، السعي لإيجاد رؤية، أو مقاربة، جامعة للمسلمين، للتعاطي والتفاعل مع الصراع الصهيوإيراني الحالي، وفي حال تجدده، حتى لا تتكرر هذه الحالة من التفرق والتمزق الممقوت بين المسلمين.
ولقد انقسم هؤلاء وشتتوا العامة، حول التفاعل مع هذه الحرب الدائرة إلى آراء أربعة، وهي على النحو التالي:
الرأي الأول:
“يدعو ويتمنى أن يدمر الله الطرفين وهو يشاهد يشجع اللعبة الحلوة ”
الرأي الثاني:
“يدعو ويتمنى أن ينتصر الصهاينة”
الرأي الثالث:
“يدعو ويتمنى أن تستمر الحرب بينهما لأطول فترة ممكنة ويتدمر الطرفان”
الرأي الرابع:
“يدعو ويتمنى أن تنتصر إيران على الكيان الصهيوني”
والصواب، أن يتم مناقشة هذه الآراء، أو غيرها، والترجيح بينها، أو إهمالها وترجيح غيرها، ولكن خشية الإطالة لن أناقش هذه الآراء.
ولكن لكي نصل إلى الرأي الأصوب، أو الصواب، أو لرؤية، أو مقاربة، على أسس صحيحة، من الشرع، والمنطق، والواقع، لابد وأن نناقش عدداً من العناصر، يمكن أن تساعدنا في الإجابة على بعض التساؤلات، وفهم الواقع بصورة مطابقة، وتؤدي بنا إلى الاتفاق على رؤية، أو مقاربة، تجاه الصراع الصهيوإيراني، وهذه العناصر نتناولها على النحو التالي:
أولاً:
“طبيعية العلاقات بين طرفي الصراع من التوظيف إلى التدهور”
المتابع للعلاقات الصهيونية الإيرانية، يجد أنها مرت بمرحلتين، وهما على النحو التالي:
المرحلة الأولى:
– من الثورة الخمينية حتى طوفان الأقصى:
هذه المرحلة تميزت بأنها كانت مرحلة توظيف متبادل، بشكل غير مباشر بين الطرفين:
**من جهة إيران:
وظفت الكراهية للاحتلال والأمريكان، في بناء شعبية، وشرعية، داخلية، وإقليمية، وإسلامية، لكنها كانت ترسل رسائل تطمينية، غير مباشرة، بسلوكها السياسي، والعسكري، تدل على أنها لم ولن تهدد أمن إسرائيل أو مصالح أمريكا في المنطقة.
** ومن جهة إسرائيل وأمريكا:
وظفتا إيران كفزاعة، حالية، ومستقبلية، تخيف دول المنطقة وتبتزهم بها، اقتصاديا، وعسكرياً، وأمنياً، كما استخدمتها لمواجهة حركات الإسلام السياسي، والقوى العربية المناهضة لإسرائيل، كالتنظيمات الإسلامية، ودول كالعراق.
(وكانت العلاقات بينهما ظاهرياً متوترة، بسبب الحرب الكلامية، ولكن في الحقيقة، كان هناك تناغم في التوظيف، والاستفادة المشتركة، فقد رُسمت لإيران الخطوط الحمراء، وتُركت لها مساحات خضراء للنفوذ، ترتع بها دون مزاحمة، من اسرائيل أو أمريكا)
ب- تدهور العلاقات من الطوفان حتى الآن:
(في هذه المرحلة، كَسرت إيران الحواجز، وتَخطت الخطوط الحمراء، ولم تُهدد أمن إسرائيل فقط، ومن ثَم مصالح أمريكا، بل هددت وجود إسرائيل، بدعمها طوفان الأقصى علنا، والمشاركة في الدفاع عن غزة عن طريق حلفائها وأذرعها، كالحوثيين، وحزب الله، والميليشيات العراقية، وإعلان دعمها السابق، المادي، والتقني، والسياسي، لفصائل المقاومة الفلسطينية، بل تجرأت وردت العدوان الإسرائيلي عليها، بعدوان مباشر.
وإلى هنا، وهنا فقط، تيقن الصهاينة والأمريكان، أن إيران خطر على الكيان، خطر يهدد وجوده، وبالتالي يهدد مصالح أمريكا القومية في المنطقة، إضافة للدعم الإيراني لروسيا في حربها مع أوكرانيا، الذي أزعج أمريكا)
ثانياً:
“الصراع الحالي صراع وجود وليس لتوسيع النفوذ”
لقد أجريت بحثاً حول هذه الإشكالية، وخلصت إلى أن الصراع الحالي، ترى إسرائيل فيه أن إيران بدعمها لطوفان الأقصى، عن طريق أذرعها، وحلفاؤها، تهدد وجودها، خاصة في ظل امتلاك إيران أسلحة متقدمة، ثم عقب الضربة الإسرائيلية لإيران، تيقنت إيران بأن وجود النظام الحاكم مهدد، بشكل جدي الآن.
لماذا هو صراع وجود وليس نفوذ؟
لأن أمريكا وإسرائيل، لم يعرقلوا أي نفوذ لإيران منذ عقود، لا في العراق، ولا سوريا، ولا لبنان، ولا اليمن، ولا أفغانستان، ولا أفريقيا، ولا غيرها.
أيضاً: إيران لم تعرقل أو تمنع أي نفوذ لإسرائيل، ولا أمريكا، في أي من الدول.
( كان بينهما تناغم مشترك في الخفاء، رغم كل الحروب الكلامية، إذن المتغيرات الجديدة، طرأت بعد الطوفان، وهي السبب الرئيسي، والتي جعلت الصهاينة يتيقنون من خطر الإيرانيين )
ثالثاً:
“الأسباب الحقيقة والمباشرة لعزم إسرائيل وأمريكا القضاء على قدرات إيران العسكرية، وإنهاء نفوذها في المنطقة العربية”
باختصار:
{أن ما حدث من إيران، وحلفاؤها، وأذرعها، ومن المقاومة الفلسطينية، في طوفان الأقصى، وما بعده حتى الآن، جعل الصهاينة والأمريكان، يرون أن النظام في إيران خطراً يهدد أمن إسرائيل، ويهدد وجودها، خاصة في ظل امتلاكه أسلحة متقدمة، وبالتالي يهدد مصالح أمريكا في المنطقة}
رابعاً:
” الأيديولوجية الدينية لطرفي الصراع وصراعهما الديني ”
١- إسرائيل:
“النظام الحاكم فيها،ديني، متطرف، إرهابي، يسعى لتحقيق معتقدات دينية، سياسية، توسعية، ببناء دولة من النيل إلى الفرات، وهذه الحرب بهدف إزاحة عدو يحتمل أن يعرقل هذا المشروع، أو يهدد وجوده، إذن الحرب لحماية كيان نشأ بمعتقدات دينية، ويريد أن يتوسع لمعتقدات دينية”.
٢-إيران:
“يحكمها نظام يسعى لبناء دولة وطنية عرقية(فارسية)ذات توجهات طائفية(شيعية).
أي: أن ما يهمه في المقام الأول، هو الدولة الإيرانية ذات الأصول الفارسية، ثم التوجهات الطائفية الشيعية، ولكن لن يضحي بالنظام والدولة، من أجل الطائفة الشيعية، في خارج إيران أو للدفاع عنها، لذلك، لم تتدخل إيران للدفاع عن حزب الله، أو الحوثيين، وأيضاً لم تقف بجوار أذربيجان الشيعية، ووقفت بجوار أرمينا النصرانية، لأن ذلك يخدم مصالح الدولة الإيرانية.
لكن ما يجعل الصراع ديني بالنسبة لنا كمسلمين هو:
{أن الكيان الصهيوني قيادة، وشعباً، هم يهود كفار، يخضون حرباً دينية، ضد ((شعوب مسلمة)) في غزة وسوريا ولبنان واليمن وإيران}
خامساً:
“أوجه الشبه والاختلاف في العقيدة التوسعية للنفوذ واحتلال الأرض لدى طرفي الصراع”
١- أوجه الشبه بين إيران والكيان الصهيوني:
أن كل منهما يسعى لتوسيع نفوذه في المنطقة، على حساب الدول الإسلامية، فإيران بنشر التشيع، وإسرائيل بنشر التطبيع، والتصهين، وكلاهما يسعى لتحقيق مصالح اقتصادية، وسياسية، وأمنية، في المنطقة على حساب دولها.
٢- أوجه الخلاف بينهما في التوسع الحدودي بالرغبة في احتلال أراضي الدول الإسلامية:
** إسرائيل:
هي كيان لا حدود له حتى الآن، ويستهدف إقامة دولة من النيل إلى الفرات، أي أنه كيان توسعي، يسعى بقوة السلاح، لأن يستولي على أراضي عدد كبير من الدول العربية، وهذا لاشك فيه.
** إيران:
لا تسعى لاحتلال أراضي خارج حدودها، لأن النظام الحاكم الشيعي فيها لا يرى مشروعية جهاد الطلب خارج حدودها، ولم يسبق لها احتلال أراضي دولة مجاورة مسلمة أو غيرها، وتنتظر الإمام الغائب، فعندما يعود من سردابه، لكي تجاهد خلفه.
سادساً:
“أوجه الشبه والاختلاف بين طرفي الصراع في علاقتهما بالدول الإسلامية”
أ- العلاقات الإيرانية مع الدول الإسلامية:
{ إيران تسعى لعلاقات طبيعية بينها وبين الدول العربية، والإسلامية – مع تنبيهنا لرغبتها في نشر المذهب الشيعي- وهي تُقيم علاقات عديدة، وطبيعة مع أغلب الدول الإسلامية}
ب- العلاقات الصهيونية مع الدول العربية:
{علاقاتها المحدودة مع العديد من الدول العربية غير طبيعية، وعلى خلاف رغبة الشعوب، وهي قائمة بشكل قصري، وقهري، مع هذه الدول، وتحت حماية، وضغوط أمريكية، وتسعى من خلال علاقتها بالدول الإسلامية، إلى القضاء على حق الشعب الفلسطيني في أرضه، وتحيك المؤامرات لتدمير البيئة الاقتصادية، والعلمية، والثقافية، والاجتماعية، والسياسية، والأمنية، والعسكرية، في الدول التي تقيم علاقات معها.
كما أن الكيان الصهيوني، شريك أساسي لكل الدول التي تحارب المسلمين، والتي تسلبهم حقوقهم، كالهند، وبورما، وغيرها، كما أنه حليف أساسي لكل الأنظمة المستبدة، والدكتاتورية في العالم الإسلامي}
سابعاً:
“أوجه الشبه والاختلاف بين شعبي طرفي الصراع”
١- وجه الشبه:
(أن الشعبين لهما توجهات دينية)
٢- أوجه الخلاف:
– أن شعب الكيان كافر، والشعب الإيراني مسلم.
– أن شعب الكيان كل فرد فيه مجرم يحتل أرض ومقدسات المسلمين، بخلاف الشعب الإيراني.
ثامنا:
“المقارنة بين خطورة الطرفين على الدول الإسلامية”
{الصهاينة أخطر على الدول الإسلامية، لأنهم يملكون القوة، والقدرة، والإرادة، والأدوات، والحلفاء، والموارد، والخطط، لاحتلال أراضي المسلمين، ولهم سوابق حالية، وتاريخية، وأطماع مستقبلة، وكأن لا حدود لهم، بخلاف إيران كما نُبين لاحقاً}
تاسعاً:
“مجموعة الأسئلة التفسيرية والترجيحية”
السؤال الأول:
هل يستوي نتنياهو وحكومته وجيشه، مع المرشد وحكومته وجيشه؟؟
الإجابة:
(حقيقة)
(يستويان من وجوه، ويختلفان من وجوه)
** فهما يستويان في:
“أن كل منهما قتل المسلمين، وأوغل في دماءهم بلا رحمة”
** وهما يختلفان في:
١- أن الصهاينة مازالوا يقتلون المسلمين، في غزة، وسوريا، ولبنان، واليمن، والعراق، ويريدون احتلال أراضي المسلمين، والتوسع في القتل والاحتلال.
٢- أن إيران توقفت عن ذلك مجبرة، ولا تريد احتلال أرضي المسلمين.
٣- كما يختلفان في أن الصهاينة يقودون شعباً، مجرماً، قاتلاً، مثل قادته.
٤- أما الإيرانيون، يقودون شعباً مسلماً، بعضه جاهلاً وبعضه رافضاً لسلوك قادته كمسلمي إيران السنة على أقل والبالغ عددهم أكثر من 20 مليون.
السؤال الثاني:
هل خلافنا الشرعي مع اليهود كخلافنا الشرعي مع الشيعة؟
الإجابة:
(بالقطع لا)
لأن خلافنا مع اليهود، خلاف مع كفار أصليين، كل فرد منهم، كافر بعينه، أما خلافنا مع الشيعة، خلاف مع مسلمين مبتدعين، نعم يفعلون الشرك، وينطقون الكفر، ويقولون زوراً، ويأتون فجوراً، لكن لا نكفر أحداً منهم بعينه إلا بعد استيفاء شروط وانتفاء موانع.
السؤال الثالث:
هل يستوي الشعب الإيراني وشعب الكيان الصهيوني في نظرنا؟
الإجابة:
(بالتأكيد والقطع لا)
فالشعب الإيراني مسلم حوالي من 70: 80٪ من الشيعة وحوالي من 20: 30٪ منهم من السنة، أغلبهم لا يرغبون في قتل المسلمين، ولا احتلال أرضهم، فكيف نساويهم بشعب الكيان الذي يبلغ 10 مليون (كافر) (محتل) (مختل) (قاتل)؟؟؟!!
السؤال الرابع:
من الذي جعل إيران قوية، وسمح لها والنفوذ؟
الإجابة:
أمريكا وإسرائيل، لكي يحققوا أهدافهم ومصالحهم، إذن بإضعاف اسرائيل وهزيمتها، يتم إضعاف إيران، ويُحد من قدرتها ونفوذها في المنطقة.
السؤال الخامس:
لماذا تركت أمريكا وإسرائيل إيران تمتلك كل هذه القوة العسكرية وكل هذا النفوذ ولم تمنعها كما فعلت مع العراق وليبيا وغيرهم؟
الإجابة:
لأنها كانت تحقق أهدافهم في ابتزاز النظم الحاكمة في المنطقة، وتواجه بها الحركات والقوى، التي تشكل خطراً على أمن إسرائيل، ولأنها لم تكن تشكل خطراً على أمن إسرائيل أو مصالح أمريكا في المنطقة.
السؤال السادس:
لماذا انقلبت الآن أمريكا وإسرائيل على إيران، ويحاولان تجريدها من كل قواتها التي سمحا لها بها من قبل؟؟
الإجابة:
لأن إيران خدعت أمريكا وإسرائيل، وخرجت عن الحدود المرسومة لها منذ طوفان الأقصى، وأصبحت تهدد أمن ووجود اسرائيل، ومصالح أمريكا في المنطقة.
السؤال السابع:
إذا استطاع الكيان الصهيوني هزيمة إيران والقضاء على قدراتها العسكرية هل يشكل خطراً على دول إسلامية أخرى؟
الإجابة:
(نعم بالتأكد)
والدليل على ذلك، هو تصريحات صريحة، وواضحة، أصدرها الرئيس التركي إردوغان، ووزير الخارجية الباكستاني، حيث قال كل منهما تصريحات مفادها، أنه إذا لم يتم إيقاف إسرائيل فالخطر قد يطال دولاً أخرى، سواء في المنطقة أو غيرها، فهتان الدولتان الكبيرتان، تشعران، بأن خطر الصهاينة قادم، قادم.
{وأتصور أن كل الدول العربية توقن بذلك، خاصة مع امتلاك إسرائيل القدرة والإرادة والأدوات والحلفاء}.
عاشراً:
“المقارنة بين خطر إيران وخطر الكيان الصهيوني على الدول الإسلامية”
عند الذهاب إلى المقارنة بين إيران والكيان الصهيوني، نجد الفرق هائلاً بينهما، فعند حساب مدى الخطورة، والتهديد، لأي وحدة دولية، لابد وأن نستخدم مقاييس وأدوات محددة، ولا نستخدم توهمات، أو تصورات لا أصل لها في الواقع، فعلى سبيل المثال لمقاييس الخطورة مايلي:
١- مقياس امتلاك القوة والموارد بأنواعها، والقدرات، والحلفاء:
فإسرائيل تمتلك القوة النووية، والعسكرية، والاقتصادية، والسياسية والحلفاء، بل تمتلك دعم لا محدود، من أكبر قوة في العالم، تحميها من أي دولة في العالم.
(بخلاف إيران الذي تستطيع أي دولة من دول الجوار لها هزيمتها هزيمة منكرة، ولا يوجد لديها مثل ما لدى إسرائيل من قوة وموارد وحلفاء)
٢- مقياس العقيدة التوسعية:
اسرائيل لها عقيدة، وأطماع معلنة، لاحتلال أراضي المسلمين، ولديها خطط لدخول حروب مع دول المسلمين، ومدى الاختراق الذي أظهرته اسرائيل لإيران يثبت أنها أعدت سيناريوهات عديدة لإيران ولدول أخرى في المنطقة حال إرادتها دخول حرب معها.
(بخلاف إيران ليس لها خطط لاحتلال أراضي دولة أخرى، وعقيدتها الشيعية تمنعها من السعي للقتال خارج أرضها للتوسع والاحتلال).
٣- السوابق التاريخية:
اسرائيل لها سوابق تاريخية، وحالية، لاحتلال أراضي المسلمين.
(بخلاف إيران)
٤- السلوك الحالي:
اسرائيل محتلة أراضي ومقدسات المسلمين وتقتل الشعوب المسلمة.
(بخلاف إيران)
٥- الخطط الاستراتيجية:
اسرائيل لها خطط على المستوى الاستراتيجي، لاحتلال أراضي المسلمين لإقامة اسرائيل الكبري.
(بخلاف إيران)
إذن:
خلاصة المقارنة هو:
أن إسرائيل هي الخطر الحقيقي، والأول، والأكبر، وهو أولى بالمواجهة، لأنها تمتلك القوة، والقدرة، والموارد، والدعم اللامحدود، والخطط والإرادة لتنفيذ عدوانها على أي من الدول الإسلامية.
وأن هزيمتها أو خسارتها هي مكسب للمسلمين ودعماً للمقاومين في غزة.
الحادي عشر:
” الترجيح بمرجحات شرعية ومنطقية وواقعية وإنسانية ”
١- من الناحية الشرعية:
الشعب الإيراني مسلم، سواء الشيعة منهم أو السنة، ولا يجوز شرعاً أن ندعو لتدميرها والقضاء عليه.
٢- أن الكيان الصهيوني، مجرم ومحتل لأراضي، ومقدسات المسلمين، ومازال يُبيد إخواننا في غزة، ويطمع في احتلال أراضي المسلمين، فلا يجوز أن نتمنى انتصاره بأي حال من الأحوال.
٣- من الناحية المنطقية:
السبب الرئيسي لضرب إيران الآن هو موقفها ودعمها للمقاومة، فالمنطق، والمروءة، تدفعنا لتمني هزيمة الصهاينة، ولا يوجد ما يبرر إظهار الشماتة في قتل الشعب المسلم في إيران.
٤- من الناحية السياسية والعسكرية:
نحن في حاجة لوجود قُوى تشغل، أو تعطل، أو تستنزف اسرائيل، حتى لا تقوم بمخططاتها بأريحية وسهولة، ويخفف عن أهلنا في غزة، حتى ييسر الله لنا من يوقفها عند حدها، ويلقنها درساً، يدفع بني صهيون للرحيل لموطنهم الأصلي في الشتات، وترك فلسطين لأهلها، وإيران وأذرعها وحلفائها كانوا يقومون بذلك.
٥- المرجح الإنساني:
إسرائيل كيان مجرم، والشعب الإيراني الآن شعب مسلم مظلوم، يقع عليه ظلم، وإجرام، وتريد إسرائيل أن تستعبده، بلا جرم، ولا ذنب، حتى الحكومة الإيرانية لم تقم بفعل مباشر ضد إسرائيل يستدعي هجومها عليها، لذلك الإنسانية، والمروءة، تستدعي نصرة المظلوم أياً كان دينه أو عقيدته، فما بالكم بالمسلم؟
الحادي عشر:
(ترجيح الرأي الرابع)
المتمني انتصار إيران، وهزيمة الكيان الصهيوني، وذلك لما قدمنا فيما سبق من العناصر، والفروق، والاجابات، على التساؤلات الهامة، والتي تجعلنا ننحاز إلى هذا الرأي.
ملاحظة:
لماذا لم يترجح لدي الرأي الثالث مع قربه للرأي المرجح؟
لأنه يتمنى إطالة الحرب وتدمير الطرفين، وهذا يعني أن نتمنى مقتل عدد كبير من الشعب المسلم في إيران.
نعم:
قد تطول الحرب ويتسع التدمير، وقد تنهزم إيران ويدمر شعبها، لكن هذا شيء، وتمنياتي هذا أنا كمسلم شيء آخر.
الثاني عشر:
“الوعي الاستراتيجي للمسلمين تجاه الصراع الصهيوإيراني الحالي والمستقبلي”
ويتمثل هذا الوعي، في أن يكون خطابنا الرسمي والسياسي، بعيداً كل البعد عن الشماتة في قتل المسلمين في إيران سواء سنة أو شيعة.
أيضاً:
أن يكون بعيداً كل البعد عن إظهار الفرحة بأي انتصار يحققه الكيان، في مواجهة إيران، أو حلفائها، حال مواجهتهم اسرائيل، أو تمني ذلك، إظهار التعاطف مع المسلمين الشيعة، عند تعرضهم لأي عدوان من قبل الكيان الغاصب، والتعامل معهم في الأزمات كمسلمين، لأنهم أرضاً خصبة للدعوة، ولقبول الحق خاصة حال ما يظهر لهم تعاطف المسلمين السنة معهم.
هذا فيما يخص الشعوب، أما الدول فالذي يجب عليها هو نصرة أهل غزة أولاً، فإن فشلت في ذلك فلا تنتظر منها موقف مشرف.
اللهم: دمر الكيان الصهيوني الغاصب وانصر المسلمين في إيران عليهم