أكد المحلل السياسي العراقي حسين السبعاوي، أن قصف واشنطن لمنشآت إيرانية نووية في مقدمتها فوردو يضع أمن المنطقة ومصير النظام الإيراني على المحك ويخلط جميع الأوراق ويفتح الباب أمام جميع السيناريوهات.
ومضي للقول في حوار له مع جريدة الأمة الإليكترونية، أن واشنطن لا ترغب في إسقاط النظام الإيراني حاليا، حيث تسعي من خلال إضعافه وانتزاع تنازلات منه تمهيدا للعمل على إسقاطه، وتكرار سيناريو النظام العراقي معه.
ولفت الي ان النظام الإيراني فقد كل أوراقه القوية خلال الفترة الأخيرة بعد أضعاف كل أذرعه في المنطقة وإخراج حزب الله من المعادلة وسقوط نظام الأسد حيث لم يعد أمامه الا عامل الوقت وتوظيفه هذا الأمر لاستنزاف إسرائيل ودفعها لوقف الحرب.
عزا تحفظ المعارضة الإيرانية عن الترحيب بالضربة الإسرائيلية لإيران بعدم رغبتها في التحول لشريك في العدوان، وفقدان حاضنتها الشعبية في الداخل.
الحوار مع المحلل السياسي العراقي، حسين السبعاوي، تطرق القضايا عديدة /نسردها بالتفصيل في السطور التالية
* كيف تري تطورات المواجهة الحالية بين طهران وتل أبيب والي اين ستصل وما احتمالات دخول واشنطن الحرب؟
** بالنسبة للمعركة بين إسرائيل وإيران، أصبح واضحا لدى الجميع، بأن هناك تفوقا جويا «الطيران» لإسرائيل، بينما هناك تفوق في الصواريخ لدى إيران، مما أدى التوازن في المعركة باستثناء الضربة الأولى لإسرائيل التي كانت مباغتة وتدميرية…
واشنطن لا تريد إسقاط النظام الإيراني بالضربة القاضية
أما دخول واشنطن الحرب لصالح إسرائيل، فمن الثابت والمعلوم بأن أمريكا داعم لإسرائيل وبقوة، أما دخولها الحرب مباشرة، فأعتقد أن ترامب اتخذه بعد تمسك إيران بالمشروع النووي ورفضها تقديم تنازلات وفشل الجولة التي جمعت عراقجي مع وزراء خارجية الترويكا الأوروبية ضاربا عرض الحائط بتهديدات حلفاء إيران، ومن ثم تتوسع دائرة الحرب،
* ما هي السيناريوهات المتوقعة بعد استهداف المقاتلات الأمريكية للمنشآت النووية الإيرانية الثلاث؟
** أعتقد بعد تنفيذ الضربة الأمريكية وبعد تواصلها مع إيران بأن هذه الضربة ستكون الوحيدة وكذلك أمريكا لا تريد إسقاط النظام… سينحصر الرد الإيراني على إسرائيل وتزيد من القصف الصاروخي عليها؛ لأن إيران تدرك بأن الرد على أمريكا سيكون ثمنه غالي وإيران لا تريد الانتحار…
وفي نفس الوقت إيران فقدت الثقة بما يقوله الأمريكان بعدما أعطى ترامب فترة أسبوعين ليتخذ قرار الحرب ثم نكث العهد من هنا إيران في ورطة سيما أن حلفاء إيران الإقليميين والدوليين لم يكونوا بالمستوى المطلوب أو بعبارة أخرى لم يكونوا بمستوى حلفاء إسرائيل.
ترامب يسعي بقوة لتجريد إيران من كل أوراقها وشل قدرتها علي أي مواجهة
أعتقد مهما طال الزمن فإيران سوف ترضخ للمطالب الأمريكية وتخضع لمفاوضات “استسلام” بمعنى تكون مجردة من السلاح النووي والصاروخي مقابل حماية أمريكية وضمان بقاء النظام وهذا على الأقل لفترة متوسطة وليست طويلة لأن وجود المشروع الإيراني المتعارض مع الهيمنة الإسرائيلية مقترن ببقاء النظام.
* دعا ترامب إيران الي الاستسلام غير المشروط قبل أن يقوم بمهاجمة أهداف نووية إيرانية؟
** نعم ترامب يريد من إيران الاستسلام وليس التفاوض وستتصاعد المطالب بالاستسلام بعد قصف واشنطن للمنشآت النووية الإيرانية وكذلك ارتفع سقف مطالبه من إيران بعد إضافة الصواريخ الباليستية ضمن التفاوض، وبهذا سوف تتجرد إيران من كامل قوتها في المواجهة..
سقوط النظام الإيراني سيفجر حالة طويلة من الفوضى في المنطقة
* هل هناك رغبة أمريكية استراتيجية في إسقاط نظام الملالي الإيراني ام أنه يعكس وجود مساع لإضعاف النظام وتحجيم نفوذه؟
**الولايات المتحدة الأمريكية، تريد إسقاط النظام لكن ليس الآن، لأنها تريده في هذه الفترة ضعيفا، وهي تملي عليه المطالب ومتى ما انتهت مطالب أمريكا سوف تقوم بدعم ألمعارضة في إسقاط النظام، وهذا على غرار ما جرى في العراق؛ بعدما نفذ كل ما تريد منه أمريكا انقلبت عليه وأسقطته.
أوراق القوة الإيرانية تراجعت بعد تحييد حزب الله وسقوط نظام الأسد
* تبني النظام الإيراني نهجا متشددا إزاء التهديدات الأمريكية فهل لدي النظام الإيراني أوراق مازال يملكها تجاوز هذا المأزق أم أنه سيضطر لتقديم تنازلات؟
** ليس لدى إيران أوراق قوية حتى تتشدد مع أمريكا، خاصة بعد فقدت أذرعها في الخارج وترك إسرائيل تدمر حزب الله والحوثي وإسقاط بشار.
ومن ثم فليس لدار إيران أوراق قوة الآن، سوى الدخول في حرب استنزاف يستثمر الوقت من خلالها.
إسرائيل ستفرض التطبيع علي العالم العربي حال إجهازها علي النظام الإيراني
* لوحظ نوع من التحفظ الشديد القوي المعارضة الإيرانية عن تبني موقف قوي إزاء الحرب ورفضت استغلال مازق النظام فهل تفسر لنا هذا التحفظ؟
** رغم وجود معارضة للنظام الإيراني إلا أن الشعب أثبت تماسكه واعتزازه بوطنه، وحتى المعارضة لا تريد أن تكون شريكا مع اسرائيل في اسقاط النظام، لأنها سوف تفقد حاضنتها الشعبية باعتبارها منحازة مع العدو ضد الدولة..
* قالت مصادر في البيت الأبيض إن ترامب يفضل الوصول لتسوية مع إيران فهل هذا يعكس نوعا من الجدية أم أن التصريحات جزء من الخداع الاستراتيجي؟
** نعم ترامب يريد التسوية السياسية بدل الدخول في الحرب، لكن هذه التسوية تتمثل استسلام إيران لأمريكا والمعروف عن الرئيس ترامب أنه لا يرغب بالدخول في حروب مع أي طرف لكنه يريد تحقيق جميع أهدافه من خلال الضغط فقط.
* حال نجاح محاولات إسقاط النظام كيف تري انعكاسات سقوط النظام على هيمنة تل أبيب علي شئون المنطقة والعمل علي تصفية القضية الفلسطينية؟
** في حال اسقاط النظام الإيراني سيكون لسقوطه تداعيات كبيره على المنطقة وقد يجوز تدخل بعض الدول في فوضى أما إيران فبالتأكيد ستسودها الفوضى فيها لفترة طويلة.
انفراد الكيان بشئون المنطقة أبرز تداعيات أضعاف إيران وإخراجها من المعادلة
أما إسرائيل سوف تنفرد في المنطقة وتفرض شروط مذلة على الجميع بما فيهم حلفائها من العرب
ولن يكون التطبيع اختياريا في حال انتصار إسرائيل، بل سيكون تطبيعا مذلا بمعنى التبعية وستكون إسرائيل ما بعد 12 يونيو / حزيران مختلفة تماما عن إسرائيل ما قبل 12 يونيو / حزيران.