واشنطن/دبي/القدس – رويترز | تحليل موسع وتحرير خاص
في تطور لافت ومقلق، نقلت مصادر دبلوماسية متعددة أن مسؤولين إسرائيليين أبلغوا إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أنهم لا ينوون الانتظار أسبوعين إضافيين، وهي المهلة التي حددتها واشنطن للدبلوماسية مع إيران قبل اتخاذ موقف أكثر صرامة.
التسريب الذي كشفت عنه رويترز، وجاء عبر مصدرين مطلعين على سير المحادثات، يشير إلى أن إسرائيل تفكر في التحرك العسكري المنفرد حتى قبل نهاية مهلة ترامب، إذا لم تُقدّم إيران تنازلات واضحة بشأن تفكيك أجزاء من برنامجها النووي، وهو ما ترفضه طهران حتى الآن.
السياق الساخن:
تستمر الهجمات الجوية المتبادلة بين إيران وإسرائيل للأسبوع الثاني.
تُجرى مفاوضات متعثرة في جنيف بين إيران والدول الأوروبية لمحاولة إعادة إحياء المسار الدبلوماسي.
واشنطن لا تزال منقسمة داخليًا حول التدخل المباشر في الصراع أو ترك إسرائيل تتصرف وحدها.
إيران ترفض المساس بالتخصيب أو قدراتها الدفاعية.
الأسئلة الكبرى المطروحة الآن:
هل ستشن إسرائيل ضربة عسكرية ضد إيران دون تنسيق مع واشنطن؟
السيناريو الأول: نعم، وتحديدًا إذا شعرت تل أبيب أن إدارة ترامب تتباطأ أو تتردد، كما فعلت سابقًا في استهداف منشآت في العراق وسوريا بدون تنسيق.
السيناريو الثاني: لا، فقد يكون التهديد أداة ضغط لدفع إيران نحو التنازل في اللحظات الأخيرة.
السيناريو الثالث: ضوء أخضر سري أعطته واشنطن لتل أبيب لتهيئة الأرضية لضربة أمريكية لاحقة.
هل ستكون واشنطن قادرة على البقاء بعيدة عن الحرب إذا بدأت إسرائيل بالفعل؟
من الناحية النظرية، نعم. لكن عمليًا، من المرجح أن تنجرّ واشنطن بسبب الهجمات الانتقامية الإيرانية على مصالحها أو قواعدها في الخليج.
البنتاغون أعلن سابقًا استعداده لحماية القوات الأمريكية في حال اندلاع مواجهة إقليمية.
ماذا ستفعل إيران إذا شنت إسرائيل هجومًا استباقيًا؟
الرد المتوقع: قصف مباشر أو عبر أذرعها في لبنان وسوريا والعراق، واستهداف القواعد الأمريكية في قطر أو البحرين.
رد غير مباشر: استخدام الهجمات السيبرانية لتخريب بنية تحتية حيوية في إسرائيل أو الغرب.
رد نووي؟: رغم امتلاكها يورانيوم مخصب، فإن الدلائل الاستخباراتية تشير إلى أن إيران لم تتخذ قرارًا نهائيًا بإنتاج سلاح نووي بعد.
السيناريوهات المطروحة أمام إدارة ترامب:
السيناريو العسكري: دعم تل أبيب بغارات محدودة أو بقوة نارية جوية إذا تصاعدت المعركة.
السيناريو السياسي: التهديد بمزيد من العقوبات في مجلس الأمن بالتوازي مع الضغط على حلفاء إيران.
السيناريو الدبلوماسي: محاولة استئناف محادثات مباشرة مع إيران، عبر وسطاء مثل عمان أو تركيا.
السؤال الذى يحتاج لاجابة سريعة الآن
المرحلة الحالية خطرة جدًا. فالتحركات الإسرائيلية تشير إلى رغبة في حسم المواجهة قبل أن تغيّر إيران واقع امتلاك السلاح النووي المحتمل، بينما إدارة ترامب تُمارس لعبة التوازن بين التهديد والدبلوماسية.
ويبقى السؤال الحرج: هل تكون تل أبيب هي من يُشعل الحرب النووية الأولى في الشرق الأوسط؟
أم تُنجح الدبلوماسية في اللحظة الأخيرة في تجنب سيناريو كارثي لن يسلم منه أحد؟