تتصاعد التقديرات العسكرية والسياسية حول احتمال تنفيذ ضربات استباقية ضد ثلاثة مفاعلات نووية إيرانية رئيسية: نطنز، أراك، وفوردو، في ظل تصاعد التوتر بين إيران والقوى الغربية، وتحديدًا إسرائيل والولايات المتحدة.
وتقوم هذه المقاربة على مبدأ “السلام بالقوة”، أي فرض الاستقرار عبر الضرب العسكري المحدود قبل تحوّل التهديد إلى واقع يصعب احتواؤه.
ويأتي هذا التوجه في أعقاب تقارير متزايدة من الوكالة الدولية للطاقة الذرية، أفادت بأن إيران ترفع مستويات تخصيب اليورانيوم إلى ما يقارب النسبة اللازمة لصناعة سلاح نووي، وسط تعثر المحادثات النووية وتجميدها منذ أشهر.
بحسب صحيفة نيويورك تايمز، فإن الولايات المتحدة وضعت خططًا عسكرية طارئة لضرب مواقع نووية إيرانية، وهو ما أكدته مصادر بالبنتاغون خلال إحاطات مغلقة، فيما اعتبره مراقبون “تصعيدًا محسوبًا” للضغط على طهران.
من جانبه، قال وزير الدفاع الإسرائيلي السابق بيني غانتس: “لن تنتظر إسرائيل ضوءًا أخضر من أحد لضمان أمنها القومي، والخطر النووي الإيراني على رأس الأولويات”.
موقع أكسيوس الأمريكي كشف أن مفاعل فوردو المحصن تحت الأرض يُعتبر التهديد الأكبر، بسبب صعوبة استهدافه بالوسائل التقليدية، مما يزيد من تعقيد الحسابات العسكرية.
في المقابل، هددت إيران برد شامل وموسع، حيث قال المتحدث باسم الخارجية الإيرانية ناصر كنعاني إن “أي اعتداء على المنشآت النووية الإيرانية سيقابل برد ساحق يتجاوز حدود المعتدي المباشر”. كما توعد قائد الحرس الثوري اللواء حسين سلامي بأن “الرد لن يكون في مكان واحد، بل عبر الجبهات كافة من اليمن حتى لبنان”.
وفيما يرى بعض المحللين أن الضربات قد تؤخر المشروع النووي الإيراني لسنوات، يحذر آخرون من أن النتائج قد تكون عكسية، وتؤدي إلى حرب إقليمية واسعة النطاق، تُخرج الملف النووي من السيطرة الدولية، وتدفع إيران نحو قرارات أكثر حدة.
وفي ظل غياب انفراجة دبلوماسية واقعية، يبدو أن منطق “السلام بالقوة” عاد بقوة إلى الواجهة، ولكن هذه المرة في واحدة من أخطر بقاع العالم اشتعالًا.