غزة تباد تحت وطأة بطش إسرائيل الإرهابية على مرأى ومسمع من العرب، هي تباد وتنكسر أمام أعين العرب، ولا نرى منهم أي رجولة وبسالة وإدانة، لا يتجرأ العرب على إدانة جرائم إسرائيل بل هم يصفقون لها ويؤيدونها فيما ترتكبها، هي مؤامرة خطيرة مدبرة مبيدة تحيط بغزة وشعبها وتتسع شوياً شوياً ستعم الجزيرة العربية -لا سمح الله- كلها، لماذا ماتت الرجولة والبطولة والبسالة والعروبة في أحشاء أفئدة العرب؟ أيعقل أن يستسلم العرب كلهم لإسرائيل؟ ويل للعرب من شرٍّ قد اقترب.
القوى العالمية كلها حشدت جنودها وقواها ومعداتها العسكرية الفتاكة للقضاء على غزة والعرب لا يتجرؤون على الدفاع عن غزة وإدانة تلك الوحشية البربرية التي هي مؤشرة إلى عمق عداوة اليهود للإسلام والمسلمين.
ولا يتريب أي إنسان واعي في أنّ القدح المعلى في أزمات غزة وفلسطين لقادة العرب الجبناء، الذين يساومون على دماء وأشلاء شعب غزة وكرامتها وحرماتها، إسرائيل الإرهابية تقصف غزة وتدمرها وتكتسحها يومياً والعرب مكفوفو الأيدي، لا يتجرؤون على دعم غزة وإدانة جرائم اليهود الغاصبين، أميركا تزود إسرائيل بالمعدات العسكرية الفتاكة المبيدة وتعدها الخط الأحمر بالنسبة لها، بل بكل وقاحة وشناعة ودناءة تحميها وتدعمها دعماً لوجستياً، والعرب، لا يتحرك فيهم ساكن.
هذه الحرب العشوائية الطاحنة التي شنّتها إسرائيل على غزة الكرامة حركت الضمائر الحيّة الحرّة الأبية في العالَم، التي تأبى الخنوع والخضوع والاستسلام أمام الطغاة، أما هي عجزت أن تحرّك العرب وقادتهم الخونة الأقزام، وستبقى وصمة العار والخزي والذل والهوان على جبين العرب وقادة العرب الجبناء، والأجيال القادمة ستلعن العرب وقادتهم، ستنكسر هيمنهم وشوكتهم، والآن عرف القاصي والداني بأنّ العرب هم سبب إبادة شعب غزة وفلسطين، هم جرّوا كل الويل لغزة وأهلها، ساوموا عليها وسلّموا إلى اليهود على طبق من ذهب.
الآن جميع المسلمين يعلمون أن القادة العرب ليس لديهم فقط الجرأة للدفاع عن غزة، بل إنهم في الخفاء متعاونون مع إسرائيل وأمريكا. هؤلاء الملوك الجبناء يستأذنون أمريكا لتغيير حفاضاتهم.
هؤلاء الحكام الوهميون الذين عينتهم الولايات المتحدة، لا تتوقعوا أن يحرروا غزة، فهم جميعًا منفذون لمشاريع الصهيونية الأمريكية الإسرائيلية في المنطقة.
لكن ما يثير الأسف والألم هو لماذا استسلم العرب؟ لماذا خمدت غيرتهم ورجولتهم وعروبتهم تحت الرماد ولم تعد تتأجج؟ لماذا لا تشتعل تلك الشرارات الإيمانية والجهادية التي كانت في قلب السلطان صلاح الدين الأيوبي وملوك الخلافة العثمانية في قلوب العرب اليوم؟
هذا العار سيبقى عالقًا على جبين العرب جميعًا، وسيفهم العالم كله أنه لا يوجد أمة أجبن وأخس خيانةً وأشد شهوةً من هؤلاء. لقد باعوا غيرتهم ورجولتهم وشجاعتهم وإيمانهم من أجل الدنيا وجمع المال، ویل للعرب من شرّ قد اقترب، هذا الدجال السیسي هو أكبر أداة في يد الأعداء لتدمير الأمة، وهو أكبر منافق ومتعاون خلف الكواليس لمشاريعهم، وعلماء الأزهر والإمارات والسعودية والكويت هم أكبر الخائنين.
أما اعلموا، ستنتهي هذه الحرب الشعواء المسجورة الطاحنة يوماً ما، وستبقي وصمة عارها على جبين العرب وقادتهم المرتدين الخونة، الذين لا يمهم شيءٌ إلا الجاه والمال والشهوة والإباحية والشذوذ الجنسي، سحقاً لهم وتباً لهم.