وصفت وزيرة الخارجية السويدية، ماريا مالمير ستينرغارد، اليوم الإثنين، الوضع في قطاع غزة بأنه “بالغ الخطورة”، مشيرة إلى أن ما يتعرض له سكان القطاع يمثل “إبادة جماعية” ترتكبها إسرائيل، داعية إلى تحرك عاجل من المجتمع الدولي وعدم الوقوف موقف المتفرج.
وجاءت تصريحات الوزيرة السويدية قبيل اجتماع وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي في العاصمة البلجيكية بروكسل، والذي يعقد لمراجعة اتفاقية الشراكة الموقعة بين الاتحاد الأوروبي وإسرائيل.
وقالت ستينرغارد إن السويد تُعد ثاني أكبر دولة مانحة للمساعدات الإنسانية للفلسطينيين في غزة، معربة عن خيبة أملها الكبيرة من فشل بلادها في إيصال تلك المساعدات، نتيجة الحصار المفروض من قبل إسرائيل.
وأضافت: “الناس يعانون، ولا يمكننا أن نظل مجرد متفرجين”، مؤكدة ضرورة اتخاذ موقف حاسم من الانتهاكات الإسرائيلية بحق المدنيين.
ويأتي هذا الموقف في ظل دعوات متزايدة لتعليق اتفاقية الشراكة بين الاتحاد الأوروبي وإسرائيل، والتي دخلت حيز التنفيذ عام 2000، وتشكل الإطار القانوني للتعاون السياسي والاقتصادي بين الجانبين. وتنص المادة الثانية من الاتفاقية على أن الشراكة مشروطة بـ”الاحترام الكامل لحقوق الإنسان والقانون الدولي”، وهو ما ترى عدة دول أوروبية أن إسرائيل لم تلتزم به في حربها على غزة.
ومنذ السابع من أكتوبر 2023، يواصل الجيش الإسرائيلي عدوانه العنيف على قطاع غزة، بدعم أميركي وأوروبي، في واحدة من أكثر العمليات دموية في التاريخ المعاصر، حيث استشهد أكثر من 55,998 فلسطينيًا، معظمهم من النساء والأطفال، فيما تجاوز عدد الجرحى 131,559، ولا تزال آلاف الجثامين تحت الأنقاض وفي الطرقات، وسط عجز فرق الإسعاف والإنقاذ عن الوصول إليهم بسبب الحصار والهجمات المتواصلة.
إن تصريحات وزيرة خارجية السويد تمثل امتدادًا لموقف إنساني متجذر في السياسة الخارجية السويدية تجاه الشعب الفلسطيني، لكنها أيضًا تُعد نداءً صريحًا للاتحاد الأوروبي لمراجعة سياساته تجاه إسرائيل في ظل الانتهاكات الجسيمة التي يشهدها قطاع غزة يوميًا..
من ناحية أخرى
لطالما عُرفت السويد بمواقفها الإنسانية والداعمة للقضية الفلسطينية في مختلف المحافل الدولية، لتكون واحدة من أبرز الدول الأوروبية التي تتخذ موقفًا متوازنًا ومبدئيًا في الصراع الفلسطيني الإسرائيلي. تعود العلاقات بين السويد وفلسطين إلى عقود مضت، وبلغت ذروتها في أكتوبر 2014، عندما أصبحت السويد أول دولة في أوروبا الغربية تعترف رسميًا بدولة فلسطين، في خطوة وُصفت آنذاك بالتاريخية وفتحت المجال أمام تحركات أوروبية مماثلة لاحقًا.
تُعد السويد من الدول المانحة الرئيسية للمساعدات الإنسانية والتنموية للفلسطينيين، وتركز دعمها على مجالات الصحة والتعليم والتنمية المجتمعية، كما لعبت دورًا نشطًا في جهود دعم وكالة “الأونروا” وتقديم المساعدات الإغاثية في أوقات الحروب والأزمات.
وعلى الرغم من أن الحكومات المتعاقبة في السويد تراوحت في درجات دعمها السياسي المباشر لفلسطين، إلا أن الموقف الإنساني ظل حاضرًا بقوة، خاصة مع تصاعد الجرائم الإسرائيلية في قطاع غزة خلال السنوات الأخيرة.