إن تعري المشروع الإيراني السياسي جاء في سياق سنن الله في التدافع الذي يحفظ الله به دينه، كما أن تمييز الخبيث من الطيب هي سنة إلهية وقاعدة قرآنية.
فلا تظنوا أن ملالي إيران سعداء باتفاقهم مع الأمريكان وإسقاطهم علانية لقيمة فلسطين ودماء أهلها المضحين، بل هم في حسرة عظيمة، ويخشون أن يخسروا التيس الذي امتطوا ظهره في فلسطين، فقد منحهم -دون وعي- العصا السحرية في فتنة الموحدين ونشر ضلالهم ومد نفوذهم اللعين في بلاد العرب وبين شعوب المسلمين.
ليست إيران ولا أمريكا ولا المنفذ الجرثومي الحقير المسمى إسرائيل هم من دبروا الأمور!!
إنه الله الخالق المدبر الجبار العظيم الذي لا تخفى عليه خافية ولا يقبل أن ينازعه في ملكه وكبريائه أحد سبحانه.. هو من لا يقبل أن يحرر بيته -حيث عرج بنبيه الى السماء وأتم رسالة التوحيد- من خلال أعدائه الذين توافقوا والتقوا على قتل الموحدين في العراق واليمن والشام.
فكيف يظن مخبول أن الله يمكن أن يحرر أقصاه على أيدي من يكفرون به وينازعونه سلطانه، ويقذفون بعرض أم المؤمنين ويستبيحون أعراض وديار الآمنين؟
وقد يتوهم متوهم ويقول: إن الله ينصر دينه بالفاجر، فنرد عليه ونقول: نعم هذا ما سمعناه موصولا عن نبينا الأمين محمد صلى الله عليه وسلم، ولكنه لم يقل إن الله ينصر دينه بالكافر المعادي للأمة والدين وحارق بيوت الله ومدنس مصحفه ولاعن الصحابة وأم المؤمنين، فالفرق كبير بين مسلم فجوره على نفسه وقوته للمسلمين، وبين عدو وكافر يملك مشروعا يروم اجتثاث الدين وأهله.
وبكلمة يمكن القول إن الله لو نصر دينه وأعز عباده وحرر بيته بأيدي أعدائه وقتلة أوليائه -حاشاه- لانتفت ملة إبراهيم ونسفت رسالة النبيين، وبات هذا فتنة للمؤمنين وصرف لهم عن معاني ودلالات التوحيد!
فيا إخواني وأهلي في فلسطين لا تحسبوه شرا لكم بل هو خير عميم سيعم بلاد العرب والمسلمين، حتى لو كنا نحن في المرحلة الحالية ضحية تيه قيادات المسلمين والمجاهدين الذين لوثتهم الأنظمة العربية ومسخهم ملالي إيران المجرمين!
قد يهلك معظمنا في فلسطين نتيجة تيه الموجهين والمقررين، ولكن الله سيحفظ دينه ولن يسمح لأعدائه أن يطمسوا رسالة النبيين، وإلا لما كانت قد ختمت النبوة بمحمد الأمين الذي ضحى بجميع ما يملك لأجل أن يصلنا نقيا وليس ملوثا هذا الدين، والذي جعله الله رحمة للعالمين.
مضر أبو الهيجاء جنين-فلسطين 25/6/2025