1- توصل الطرفين ولو بوساطة قطرية وجهود روسية لقرار وقف إطلاق النار -إن تم- هو بكل تأكيد نتيجة مباحثات وحوارات استمرت لفترة وبشكل سري وهذا يؤكد الأخبار التي كانت تتناقل بين الحين والآخر عن اتصالات كان يحرص الجانب الإيراني بالذات على نفيها ليبدو وكأنه ضد أي حوار فيما لم يرد على امتهان كرامته وانتهاك سيادته.
2- رضا أمريكا بل وحرصها على وقف إطلاق النار رغم أن بمقدورها ارتكاب المزيد من الإيلام بحق إيران يؤكد ما كنا نحرص على ترديده دائما واختلفنا فيه مع الكثير من المحللين والمراقبين من أن الخط الاستراتيجي الفعلي وربما غير المعلن أن أمريكا لم تزل تريد إيران للعب أدورا وظيفية مهمة في المنطقة ولهذا حاول ترامب أن يجمع أو بشكل أدق أن يوازن بين هذا الخط الاستراتيجي الحقيقي ورغبته في تأديب إيران كونها جرأت على التمرد على رئيس أكبر قوة في العالم فأرضى نفسه وحقق سياسة بلاده.
3- لا يمكننا أن نقول إن إسرائيل حققت نجاحات كاملة حتى لو تسببت في أضرار كارثية لإيران وحققت سيطرة كاملة على أجواء إيران إذ يكفي أن قدرات إسرائيل الدفاعية قد انكشفت إلى حد كبير وسقطت أسطورة «إسرائيل المحصنة» وهو ما كانت تتفاداه أمريكا وإسرائيل..
4- رغم ما لحق بإيران إلا أنها لم تكن خاسرة تماما فقد حرصت هي الأخرى على أن لا تكون مجرد مفعول به فتذهب لأية مفاوضات تحت خط النار لتنفذ الشروط والإملاءات فحسب فنجحت في تقوية موقفها التفاوضي.
5- تكشفت النزعة البرجماتية للنظام الإيراني وبدا واضحا البون الشاسع بين مقولاته وشعاراته من ناحية وبين واقعه خاصة في التعاطي مع التهديدات الأمريكية وما ضربة قاعدة العديد إلا نموذجا تطبيقيا لذلك.
6- لا يمكن القطع بصحة ما أكدته الإدارة الأمريكية بشأن تدمير المقدرات النووية الإيرانية فلا شك أن إيران نجحت في الحفاظ ولو على كمية اليورانيوم المخصبة بنسبة 60%.
7- بكل تأكيد سيكون صعبا على أمريكا أو إسرائيل في هذه الحالة الراهنة أن تجبر أمريكا وإسرائيل إيران على إذعان بشأن برنامج الصواريخ الباليستية أو نفوذها الإقليمي.
8- حققت هذه الحرب للدول العربية مكاسب وكبدتها خسائر فأما المكاسب أنه تبين أن بمقدورها الفعل وأن ما ينقصها الإرادة السياسية وأنها تبني مشروع عربي موحد كفيل بأن يستعيد دورهم فيما أن الخسارة ربما ستكون لاحقة إذ من المحتمل أن تبقى المشاريع غير العربية هي الفاعل المهم في المنطقة إزاء عدم الحسم العربي.
9- ستعمل إيران وعرابيها والمنحازين لها والمتعاطفين معها والمستغفلين على استثمار ما سيروجون أنه نصرا وتقديمها على أنها حامي حمى الإسلام.
10- شاءت إرادة الله أن تكون مهزلة ضربة العديد كاشفة بعيدا عن فزلكة المتفزلكين وهو ما يجب أن يوظفه مناوئو المشروع الإيراني – المحتمل أن يستعيد نشاطه – في مواجهة عرابي هذا المشروع.
11- تطورات المشهد تدفع الجماهير العربية بجناحيها المتعاطفين مع إيران والمنحازين ضدها وخاصة المتعصبين من كلا الطرفين إلى الوعي بما يجري ونبذ الاستقطاب الحاد وإجراء حوار هادئ حتى يمكنهم استخلاص الدروس المستفادة.