بعتبر ملف اللاجئين السوريين ، واحدًا من أهم الملفات التي واجهت،الحكومة الجديدة بعد سفوط نظام بشار الأسد ،تعددت الأسباب و العوامل التي تؤخر عودتهم الي الوطن مرة آخري منها ، أنها ليست آمنة و العامل الاقتصادي، و التعليم، و توفر المأوى.
وكان تقييم الأمم المتحدة السلبي للأوضاع في سوريا، داعمًا لرفض غالبية اللاجئين العودة، مع تأكيدها أن البلاد “ليست آمنة” . ودعا مفوض الأمم المتحدة السامي لشؤون اللاجئين، فيليبو غراندي، إلى “التحلي بالصبر” في ملف عودة ملايين اللاجئين إلى بلدهم.
وقال غراندي في بيان ،للصحفيين: “هناك فرصة كبيرة أمام سوريا للمضي نحو السلام، وأمام شعبها للبدء في العودة إلى بلده”.
لكن مع غموض الوضع، يقيّم ملايين اللاجئين ما إذا كانت العودة آمنة، فبعضهم متلهف وبعضهم متردد”.
و استقبلت تركيا العدد الأكبر من اللاجئين السوريين، بمعدل نحو 4 ملايين لاجئ مسجلين بشكل رسمي .
ورغم مرور أكثر من نصف العام على سقوط الأسد، فإن أعداد اللاجئين السوريين العائدين من تركيا لا تزال دون التوقعات.،
وقال متحدث المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين ويليام سبيندلر، في مقابلة مع وكالة “الأناضول“، إن على المجتمع الدولي دعم عودة اللاجئين السوريين إلى بلادهم وإعادة إعمارها،
وأضاف: “نعلم أن هناك عدة آلاف من السوريين الذين عادوا وهذه الأعداد مستمرة في التزايد، لكننا لم نشهد عودة جماعية في الوقت الحالي لأن الكثير من الناس ينتظرون ليروا ما سيحدث على الأرض”.
كما أشار المسؤول الأممي إلى أهمية استتباب الأمن حتى يتمكن السوريون من العودة دون خوف، مشددًا على أهمية التأكد من أن الظروف المعيشية في البلاد مناسبة لعودة الناس والبقاء فيها.
في استطلاع آراء لاجئين سوريين في إسطنبول، بشأن خططهم للعودة إلى بلادهم ، أو تفكيرهم بالبقاء إلى مدة غير معلومة، تحدثت غالبية الآراء عن العزم على العودة بعد نهاية العام الدراسي ،والبعض خاف من عدم وضوح الرؤية للوضع الأمني والبعض تهدمت منازلهم ليس لهم مأوي ،وأيضا الظروف الاقتصادية والمعيشية.
# عدم الاستقرار الأمني
كان العامل الأمني على رأس الأولويات التي منعت عودة ملايين اللاجئين السوريين خلال الأشهر الماضية، رغم سقوط النظام ومواصلة فلول النظام البائد انتهاكات ضد لاجئين قرروا العودة إلى بلدهم.. ووثقتها منظمات حقوقية دولية .
# منازل مدمرة
حجم الخراب الذي طال عدة مدن وبلدات وقرى، وأصبحت غير صالحة للعيش تمامًا.حيث تعرضت منازل مئات آلاف اللاجئين الذين ينحدرون من المدن لدمار كبير بفعل الآلة العسكرية للأسد وحلفائه ، يؤكدون عدم وجود بيوت تؤويهم في مدنهم، واضطرارهم – في حال قرروا العودة – إلى الاستئجار والإقامة في مدن ثانية، “وهو ما يعني مواصلة مسيرة النزوح ومعاناة التهجير”، وفقًا لمجموعة من الأسر التي تقيم في اسطنبول .
تقول أم أسامة من دير الزور التي تعرضت للتدمير المُمنهج من قوات الأسد والطائرات الروسية، بين عامي 2012 و2017. وتبلغ نسبة الدمار الكلي أو الجزئي في مدينة دير الزور وحدها ما يقارب 80%، ولا توجد بها مظاهر حياة إلا في حيين فقط، من أصل 22 حيًا.
و أضافت أن الدمار يرتبط بالبنية التحتية أيضا مؤكدة البقاء مع عائلتها في إسطنبول ، الا إذا أصبحت العودة إجبارية، فلن يعود الأمر في أيدينا”.
وقالت أم أحمد قسم كبير مدمر في أحياء مدينة حمص، وأرياف حلب وإدلب ودرعا.بحسب ما ذكر لنا الأهل والجيران الذين أسرعوا الخطي للبلاد.
“وكان الرئيس التركي أكد في تصريحات سابقة أعقبت سقوط نظام الأسد، إن عملية عودة السوريين لبلادهم بدأت “أما من يرغبون في البقاء بتركيا، فهم ضيوفنا”.
# الظروف الاقتصادية
يعتبر هذا العامل من الأسباب الأكثر إلحاحًا لعرقلة عودة اللاجئين السوريين إلى بلادهم، في ظل صعوبة تأمين عمل براتب شهري يناسب الوضع الذي يعيشه غالبية اللاجئين
يقول كثير من اللاجئين السوريين في تركيا إن أوضاعهم الاقتصادية ليست في صورة جيدة أو إنهم يعيشون في بحبوحة، غير أن الغالبية منهم لديه عمل يؤمن منه احتياجاته، مع إمكانية عدم توفر ذلك في سوريا بالوقت الحالي، وفقًا لما قالته معظم الأخوات الذ ين لجأوا إلى إسطنبول التركية منذ سنوات ،يصل بعضهم الي أكثر من 10/11 سنة مع أسرهم أو فرادي ومنهم من فقد العائل والأولاد،نتيجة القهر والانتهاكات من قبل النظام البائد.
فرص العمل بعد العودة قليلة جدًا، لعدم الاستقرار الأمني ، ناهيك عن الأجور التي لا تكفي لسد الاحتياجات”، بحسب قولهم .اللاجئ العائد في الوقت الحالي أمام تحديين اثنين، وهما معيشته من جهة، ومعيشة ذويه من جهة ثانية.
ويضاف إلى كل ما سبق أن مجموعة من السوريين في تركيا حققوا خلال أكثر من عقد من الزمان، مستوى من الاندماج والاستقرار، لا سيما الذين حصلوا على الجنسية التركية ويمتلكون اليوم مشروعات تجارية أو صناعية وحصلوا على وظائف حكومية، أو لا يزالون يدرسون في الجامعات والمعاهد التركية.
ويقولون سنذهب لزيارة بلدنا الأم ثم نعود مرة آخري الي تركيا لاننا ارتبطنا بدراسة ابنائنا في المدارس والجامعات ووظائفنا في المؤسسات الحكومية.