قبل يوم واحد من المؤتمر الذي المنعقد في إسطنبول بتاريخ 27/6/2025 من أجل إبرام ميثاق علماء الأمة حول طوفان الأقصى، أوجه ندائي للسادة العلماء والدعاة الغيورين والقيادات المنتمين وأقول دون مواربة:
لا تقوموا بدور التيس المحلل لزواج المتعة الحرام القائم حتى الآن بين حركات المقاومة الفلسطينية ومشروع الأعداء الطائفيين حكام طهران!
قد نختلف وإياكم في تقدير الموقف حول عملية 7 أكتوبر ومعركة الطوفان، من حيث التوقيت والشكل وطبيعة الإعداد الشرعي وقراءة المآلات بشكل راشد ومسؤول …
هذا كله ممكن، فكل منا له نظرة واجتهاد ولديه رصيد مختلف من المعلومات.
لكننا بعد محارق الطوفان وموقف إيران خلال عامين من القتل والتجويع والتشريد وهتك الأعراض واستحياء عموم أهل غزة من قبل الوحوش الإسرائيليين، وبعد التصادم الأخير حول معارك النفوذ بين المشروع الإيراني والإسرائيلي المتنافسين في تمزيق شعوب المنطقة وابتلاع ثرواتها وارثها الحضاري، وبعدما صاغت إيران تفاهماتها مع الإدارة الأمريكية مسقطة غزة ودماءها وجوع أطفالنا وتشريد حرائرنا من حساباتها..
فإنه لا يجوز لنا أن نختلف في الموقف الواجب لإعلان الطلاق بين القضية الفلسطينية الزكية والمشروع الإيراني المعادي والخبيث، وذلك انطلاقا من المسؤولية الشرعية والأخلاقية، فنحن وإياكم من أهل الشرف والكرامة والدين.
إن صدور ميثاق علماء الأمة حول طوفان الأقصى دون تخليص القضية الفلسطينية من حلفها مع إيران إثم وجرم كبير وحرام، وهو بصمة لصالحكم أو عليكم، فإما أن تنجو بكم أو ستتلفكم وتزهق فاعليتكم وتنهي وراثتكم.
وإن ما لا يدرك كله لا يترك جله، فلا يقبلن أحد منكم أن يقوم بدور التيس المحلل، والذي يعيد عقد القران بين فلسطين المجاهدة والملالي أولاد المتعة والحرام.
وفي هذا المقام لابد من الشهادة بموقف واع متقدم ومسؤول عبر عنه الشيخ العلامة محمد الددو تجاه دور إيران في المسألة الفلسطينية، وذلك بعد أسبوع واحد على عملية 7 أكتوبر، مشيرا إلى خطأ وخلل الارتباط بها والتعويل عليها، ويا ليت بني قومي استمعوا لقوله قبل أن تحل الكارثة وتكتمل الفاجعة!
وهذه إشارة لبعض ما طرحه الشيخ الددو حفظه الله ونفع به وبجميع إخوانه.
العلامة الددو يعيد توجيه البوصلة في فلسطين
تحدث العالم الجليل والفقيه الشيخ محمد بن الحسن الددو عن المشروع الإيراني ومحور المقاومة انطلاقا من رؤية شرعية عقدية ورؤية تاريخية وفهم ومتابعة لواقع القضية الفلسطينية منذ نكبتها وحتى اليوم، لينتهي لإقرار فساد الارتباط بهذا المكون المعادي وخلل التعويل عليه .
من المهم التقاط هذه اللحظة التاريخية الفارقة والتي نزفت فيها الدماء الزكية على ارض غزة الأبية وفي القدس وعموم مدن الضفة الغربية، لتشكل منعرجا في مسار القضية الفلسطينية، يفضي لفك الارتباط بإيران ومحورها، وتحل مكانه الأمة العربية والإسلامية المنوط بها تحرير أقصاها وعموم الأرض المباركة.
فلنقف جميعا خلف المجاهدين وعن أيمانهم وعن شمائلهم ونزاحم الملالي الإيرانيين ونضيق عليهم ونفضح مخططاتهم ومشروعهم، حتى ننهي اختطاف أهم قضية من قضايا المسلمين بإذن الله.
إن الأمتين العربية والإسلامية هما اللتان ستحرران فلسطين كما في كل التاريخ والذي خلا تماما من دور للطوائف الباطنية والشيعية.
إن اخراج إيران من المعادلة الفلسطينية شرط لاسترداد دور الأمة بفاعلية.
وهو دور القيادات الواعية والربانية.
مضر أبو الهيجاء جنين-فلسطين 26_6_2025