أعلنت وزيرة الداخلية البريطانية إيفيت كوبر أنها ستحظر حركة “فلسطين أكشن” بعدما اقتحم عدد من ناشطيها أكبر قاعدة جوية بريطانية الأسبوع الماضي.
وقالت كوبر إن تخريب طائرتين في قاعدة برايز نورتن التابعة لسلاح الجو الملكي البريطاني في جنوب إنجلترا “أمر مشين”، مضيفة أن للمجموعة “سجلاً طويلاً من التخريب الإجرامي غير المقبول” على حد تعبيرها.
وأضافت الوزيرة البريطانية في البيان: “في عدة هجمات، ارتكبت الحركة أعمالاً ألحقت أضراراً جسيمة بممتلكات بهدف دعم قضيتها السياسية والتأثير على الحكومة”.
وأوضحت كوبر أنها ستقدم مشروع قرار إلى البرلمان الاثنين المقبل، وفي حال إقراره ستُحظر الحركة بموجب قانون الإرهاب البريطاني لعام 2000.
وأعلنت الحكومة البريطانية،الاثنين الماضي، حظر مجموعة “بالستاين أكشن” (العمل من أجل فلسطين) بموجب قانون مكافحة الإرهاب، لتصنّف بذلك كجماعة إرهابية.
وقالت وزيرة الداخلية البريطانية إيفيت كوبر إن المنظمة سيتم حظرها رسميًا بموجب أمر سيُعرض على البرلمان في 30 حزيران/ يونيو.
وأشارت إلى أن “بالستاين أكشن” خططت لـ”حملة إجرامية مباشرة على مستوى البلاد ضد الشركات والمؤسسات”، بما في ذلك استهداف البنية التحتية الوطنية وشركاء الدفاع الداعمين لحلف شمال الأطلسي (الناتو) وأوكرانيا.
وجاء القرار الحكومي بعد أسبوع من اختراق مجموعة “بالستاين أكشن” لقاعدة بريز نورتون التابعة لسلاح الجو الملكي في أوكسفوردشاير، حيث قام الناشطون برش الطلاء الأحمر على محركي طائرتين من طراز “إيرباص فوياجر”. وتُعد هذه القاعدة الأضخم في سلاح الجو الملكي، وتضم قوات التزود بالوقود جوًا ووحدات التنقل الجوي.
ويُجرّم قانون الإرهاب لعام 2000 الانتماء إلى أي منظمة محظورة أو دعمها أو حتى التعبير عن آراء مؤيدة لها، ويُعاقب المخالفون بالسجن لمدة تصل إلى 14 عامًا أو بغرامة مالية. كما قد يؤدي ارتداء ملابس تحمل شعارات داعمة للمجموعة إلى السجن لمدة ستة أشهر وغرامة قد تصل إلى 5000 جنيه إسترليني.
ماذا تعرف عن بالستاين أكشن أو (مجموعة العمل من أجل فلسطين)
تأسست حركة “فلسطين أكشن” عام 2020 على يد هدى عموري – وهي بريطانية لأب فلسطيني – وريتشارد برنارد – وهو ناشط يساري – وفق صحيفة “الغارديان”.
وتقول الحركة عبر موقعها الرسمي، إن “حركة فلسطين أكشن هي حركة ملتزمة بإنهاء المشاركة العالمية في نظام الإبادة الجماعية والفصل العنصري الإسرائيلي”، وتضيف: “باستخدام أساليب عدة، تستهدف الحركة الشركات الداعمة للصناعات العسكرية الإسرائيلية، وتسعى إلى منعها من قمع الفلسطينيين”.
وبحسب الحركة، فإن الهدف الرئيسي هو شركة “إلبيت سيستمز، أكبر مُصنع للأسلحة في إسرائيل”، إضافة إلى “شركات أسلحة أخرى مثل ليوناردو وتاليس وتيليدين”، كما تسعى لـ”إغلاق مصانع الأسلحة، والشركات والمؤسسات المرتبطة بها” على حد قولها.
استراتيجية حركة فلسطين أكشن
وحول استراتيجيتها، تقول الحركة إنها تتخذ “إجراءات مباشرة واستراتيجية ومستدامة ومركزة ضد أهداف رئيسية، بهدف التشويش على الركائز الأساسية للصناعات العسكرية الإسرائيلية” حسبما جاء على موقعها.
وتوضح الحركة أنها “لا تناشد السياسيين أو أي شخص آخر لإحداث التغييرات اللازمة”، مبررة ذلك بأنها “تدرك عمق التواطؤ داخل معظم المؤسسات العالمية”. وتقول: “بدلاً من توسل المتواطئين لأخذ بوصلة أخلاقية، نتوجه مباشرةً إلى المصدر، ونوقف إنتاج الأسلحة الإسرائيلية”.
ولفتت الحركة إلى أنها حققت “عدة انتصارات” من خلال “اتخاذ إجراءات مباشرة ضد أهداف محددة، أجبرت مصانع الأسلحة الإسرائيلية على الإغلاق نهائياً، والشركات على قطع علاقاتها مع شركة إلبيت، وخسرت عقوداً مربحة مع الشركة بقيمة مليارات الجنيهات الإسترلينية” على حد زعمها.
ولا يوجد معلومات محددة وعلنية حول مصادر تمويل الحركة، ولكنها تسعى لجمع تبرعات عبر موقعها من “أفراد ومجموعات داعمة للقضية الفلسطينية” كما تقول.
بريطانيا «شريك فعال» في الحرب علي غزة
ووصفت حركة «فلسطين أكشن» التي تقول إن بريطانيا «شريك فعال» في الصراع بغزة بسبب الدعم العسكري الذي تقدمه لإسرائيل، الحظر بأنه «رد فعل غير متوازن» وستطعن عليه،
واتهمت كوبر بتقديم سلسلة من «الادعاءات الكاذبة بشكل قاطع». وقالت في بيان: «الجريمة الحقيقية هنا ليست رش الطلاء الأحمر على هذه الطائرات الحربية».
وقالت حركة “فلسطين أكشن” في بيان، إنه “رغم إدانتها علناً للحكومة الإسرائيلية، تواصل بريطانيا إرسال شحنات عسكرية وتطلق طائرات تجسس فوق غزة وتزود طائرات مقاتلة أميركية/إسرائيلية بالوقود”.
وأضافت أن “بريطانيا ليست متواطئة فحسب، بل هي مشارك فعال في أعمال الإبادة في غزة وجرائم الحرب في أنحاء الشرق الأوسط”.
ومنذ بدء الحرب في قطاع غزة، علقت الحكومة البريطانية برئاسة ستارمر نحو 30 ترخيصاً من أصل 350، لتصدير أسلحة إلى إسرائيل، مشيرة إلى “خطر استخدامها في انتهاكات للقانون الدولي”.
نُظّمت مظاهرة حاشدة في ميدان ترافالغار وسط لندن رفضًا للحظر، ورفع المتظاهرون شعارات مثل “كلنا بالستاين أكشن” و”لن نسكت”، في محاولة للتأكيد على أن المجموعة لا تمثل صوتًا هامشيًا، بل تحظى بدعم شعبي واسع.