حاولت جاهدا وفشلت في مزاحمة العلماء المجتمعين للتوقيع على صياغة ميثاق طوفان الأقصى وتداعياته، وذلك بهدف وضع بند ومادة رئيسية تشير إلى حقيقة وجوهر موقف الملالي الإيرانيين من معارك غزة والأقصى وجنين وعموم المسألة الفلسطينية!
كان هدفي من كتابة عدة مقالات قبل التوقيع على المسودة -المعدة سابقا ببنود تحتاج لمراجعة حقيقية وتعديل- هو عدم تمرير الميثاق المرتبط بولادة حدث مدو وكبير، تعتبر إيران أحد أركانه وحاضرة فيه، في سياق تاريخي لتحالف القائمين على معركة الطوفان مع الملالي المحتلين لبلاد العرب وقاتلي علماء وشعوب المسلمين.
حسن نصر غزة.. اللهم فانصر أعداء الدين!
عناوين فاجعة يطلقها بعض من لبسوا ثوب العلماء، ويروجها أشهر الناشطين الإعلاميين!
وفي ظل متابعة عشرات الملايين للإعلاميين الذين يتبنون أسطورة إيران المقاومة … وفي ظل الدعم بالملايين لمجموعة علماء (حسن نصر غزة).. وفي ظل الخطاب المهترئ لكثير من القيادات الفلسطينية التي افتأتت على الأمة، ثم باتت تجلدها كل صباح ومساء وتتهمها بالخذلان، متنكرة لأحوالها ومتعامية عن واقعها ومتناسية لفضلها … وفي ظل حضور شياطين المشروع الإيراني في فضاء القضية الفلسطينية وتأكيد السياسة الأمريكية الصهيونية لأسطورة الربط بين إيران وفلسطين …
في ظل حضور كل تلك الجوانب في سياق التوقيع على ميثاق علمائي دون أي إشارة لحقيقة الدور الإيراني المدان، يمكنك أن ترى بأم عينك كيف يزور التاريخ، ثم يكتب ويدرس للأجيال القادمة!
من سيكشف الحقائق التاريخية للأجيال القادمة؟
وفي ظل الترويج القائم، والموقف العلمائي المضطرب، والابتزاز الفكري لكثير من القيادات لن تعرف الأجيال القادمة:
أن العراق المجيد قد تفكك وتمزق وأعدمت رجالاته الأشاوس لأجل عيون الأقصى وفلسطين!
أن مصر العظيمة حيدت وهمشت وأفقرت وأفسدت، واختطف رئيسها المنحاز للمسلمين والوفي للأقصى، ثم قتل في محبسه لأجل موقفه العملي من نصرة غزة والتحرك نحو فلسطين!
أن سورية وشعبها ذاقت الويلات ووضع الغرب على صدرها أبشع الخلق وأكثرهم إجراما ليذيق أهلها العذابات، ثم مزقت وشرد أهلها وقتلت قياداتها المنتمية فوق الأرض وتحتها، وكل ذلك بسبب غيرتها وانتماء شعبها للأرض المباركة فلسطين!
أن اليمن السعيد بات حزينا وجائعا، وأن السودان الكبير بات ممزقا وتائها، وأن كثيرا من الدول والشعوب العربية والمسلمة تذوق الويلات بسبب ارتباطها بالأقصى ودعمها الكبير والممتد لأجل عيون فلسطين!
لن تعرف الأجيال القادمة كل ذلك كما يجب أن تعرفه بوزنه الحقيقي وصورته الموضوعية الممتدة وتفاصيلها الموجعة …بل ستعرف بأن إيران الطائفية وملاليها الشيعة القتلة المجرمين هم من نصروا غزة ولم يتخلوا عن فلسطين، وذلك في ظل مواقف وكتابات تاريخية تفاعلت عاطفيا مع مشهد غزة الأليم فصاغت صياغة غير مستوعبة لحضور إيران في وعي الأمة بسبب القاصرين المخادعين والأفاكين!
كتابة التاريخ المزور وغياب إجماع الوقت!
لماذا لا يتصدر مجموعة من العلماء العراقيين والسورين والمصريين واليمنيين والفلسطينيين واللبنانيين المنتمين للأقصى والمنحازين لغزة ويوقعوا شهادة تاريخية وميثاقا غليظا ينصر فلسطين ويعلن براءته من إيران الطائفية وملاليها المجرمين المحتلين، ويساوي بينهم وبين الصهاينة القتلة والمجرمين، وذلك لأداء الواجب بأمانة نحو أجيال الأمة الحالية والقادمة والتي خدعت ولا تزال تنخدع بما أراده الكاهن الأمريكي من ربط القضية الفلسطينية بعقارب الساعة الإيرانية، وذلك لاستبعاد دور الأمة الصادق والفاعل والمؤثر؟
فشلت وغيري في تعديل أي بند من بنود الميثاق -رغم المناصحة الملحة والترفق بالخفاء-، ولكننا لن نفشل بعون الله ثم بمعية العلماء الواعين، بتعرية المشروع الإيراني الطائفي المتخادم مع الصليبيين، ولن نفشل بحول الله وقوته بفك العلاقة والحلف بين القضية الفلسطينية ومشروع ملالي إيران وولي الفقيه، والذين كان دورهم موازيا للصهاينة والصليبيين في تدمير الهوية الثقافية للأمة، وفي تمزيق دولها وتفتيت شعوبها.
علماء الوقت بين واجب الوقت وأمانة حفظ نقاء الرسالة وواجب نقض الأساطير.
دعوة مفتوحة أضعها بين يدي علماء الوقت الواعين والمنتمين لإعلان الطلاق وفك العلاقة الفولاذية الحرام بين قضية فلسطين والأقصى وبين المشروع الإيراني الطائفي وقياداته الشيعية الصفوية المجرمة -كشرط لاستقامة القضية الفلسطينية- دون التقليل من واجب النصرة والانتصار للقضية الفلسطينية وعقيدة المسلمين في الأقصى وواجب شد الرحال.
الله أعلى وأقوى وأكبر، والحق أحق أن يتبع، والنصر هبة الله للصادقين الثابتين على صراط مستقيم.
مضر أبو الهيجاء جنين-فلسطين 28/6/2025