بدأت فرنسا، اليوم الأحد، تطبيق حظر شامل على التدخين في الأماكن العامة المفتوحة، بما في ذلك الشواطئ والحدائق العامة ومحطات انتظار الحافلات ومحيط المدارس والمنشآت الرياضية، بهدف حماية الأطفال من أضرار التدخين السلبي. يأتي هذا القرار في إطار استراتيجية وطنية تهدف إلى تحقيق “جيل خالٍ من التبغ بحلول عام 2032″، وفقًا لما أعلنته الحكومة الفرنسية.
الحظر، الذي دخل حيز التنفيذ اليوم 29 يونيو 2025، يشمل:
الشواطئ خلال موسم السباحة.
الحدائق العامة والمتنزهات.
محطات انتظار وسائل النقل العام، مثل مواقف الحافلات.
محيط المدارس والمكتبات والمنشآت الرياضية بنطاق لا يقل عن 10 أمتار.
الملاعب والمنشآت الرياضية المفتوحة.
وفقًا لوزارة الصحة الفرنسية، يهدف الحظر إلى تقليل التعرض للتدخين السلبي، خاصة بين الأطفال، الذين هم الأكثر عرضة للأضرار الصحية الناتجة عن التبغ. ومع ذلك، لا يشمل الحظر شرفات المقاهي والمطاعم، كما أنه لا ينطبق على السجائر الإلكترونية، مما أثار نقاشًا حول مدى شمولية الإجراء.
أعلنت وزيرة الصحة والأسرة، كاترين فوتران، في مقابلة مع صحيفة ويست فرانس في 30 مايو 2025، أن “التبغ يجب أن يختفي من الأماكن التي يتواجد فيها الأطفال”، مؤكدة أن حرية التدخين تنتهي عندما تؤثر على حق الأطفال في استنشاق هواء نقي. وأضافت أن الهدف هو ضمان أن يكون الأطفال المولودون في 2025 أول جيل خالٍ من التدخين.
يندرج هذا الإجراء ضمن البرنامج الوطني لمكافحة التبغ (2023-2027)، الذي أطلقه وزير الصحة السابق أوريليان روسو في نوفمبر 2023. ويشمل البرنامج أيضًا زيادة أسعار السجائر تدريجيًا، حيث من المتوقع أن يصل سعر العلبة (20 سيجارة) إلى 12 يورو في 2025 و13 يورو بحلول 2027.
سيتم فرض غرامات تتراوح بين 135 و750 يورو على المخالفين، مع مرحلة توعية أولية قبل تطبيق العقوبات بشكل صارم. ستقوم الشرطة المحلية بمراقبة الالتزام بالقواعد، بينما سيتم إصدار أمر وزاري لاحقًا لتحديد المناطق المحظورة بدقة، خاصة حول المنشآت التعليمية والثقافية.
أظهر استطلاع صادر عن جمعية السرطان الفرنسية أن 80% من الفرنسيين يؤيدون حظر التدخين في الأماكن العامة مثل الحدائق والشواطئ. وتأتي هذه الخطوة ضمن توجه عالمي للحد من التدخين، حيث سبقت فرنسا دول أخرى مثل:
المكسيك: حظرت التدخين في بعض أحياء وسطها التاريخي عام 2022.
إيطاليا: حظرت ميلانو التدخين في الهواء الطلق منذ يناير 2025.
المملكة المتحدة: اقترحت مشروع قانون يمنع بيع السجائر لمن ولدوا بعد 2009.
ووفقًا لمنظمة الصحة العالمية، يتسبب التبغ في وفاة 8 ملايين شخص سنويًا، مع أضرار بيئية كبيرة بسبب أعقاب السجائر. في فرنسا، يُعزى التدخين إلى 75,000 وفاة سنوية، مما يجعله السبب الرئيسي للوفيات القابلة للوقاية.
مع توقع استقبال فرنسا لأكثر من 100 مليون سائح في 2025، قد يؤثر الحظر على تجربة الزوار، خاصة العائلات التي تبحث عن بيئات خالية من التدخين. ومع ذلك، أثار استثناء السجائر الإلكترونية تساؤلات حول فعالية الإجراء، حيث يرى البعض أنها قد تُستخدم كبديل للسجائر التقليدية.