في قلب أوروبا، حيث التاريخ والحداثة يتماهيان، تتفجر موجة من الكراهية والتطرف، تعصف بمبادئ الحرية والديمقراطية، مئات الآلاف من الإيطاليين يرددون شعارات معادية لإسرائيل، تاركين خلفهم رموز السلام، وواثقين أن ثورة الانتفاضة هي المخلص.. هل نحن أمام بداية النهاية؟
نمو حركة معادية للكيان
مئات الآلاف من الإيطاليين يرددون عبارات معادية لإسرائيل، حتى أصبح ارتداء قلادة داوود أو التحدث بالعبرية من المحظورات العلنية، أجواء الكراهية تتصاعد، وكرنفال العداء يحتفل على أنقاض التفاهم، وسط صمت رسمي غامض، يحول البلاد إلى ساحة معركة رمزية.
حركات شبابية مهددة
“جيوفاني فلسطينسي” تنشر دعاوى للانتفاضة، معتبرة إحياء ذكرى 7 أكتوبر، يوما للبطولة، بداية لعصر جديد من المقاومة في إيطاليا، وملايين يتابعون حركاتهم، والعدوى تتسلل إلى عقول الشباب، مع ترسيخ مفهوم العنف كوسيلة للنضال، في أجواء تتسم بالفوضى والعدوان.
صراع الأفكار والعقول
هل يدرك الإيطاليون حقيقة الانتفاضة؟ هل يعرفون أن تحركهم غير محدود، وأنه قد يؤدي إلى انفلات أمني شامل؟ فإشعال الأوضاع لا يقتصر على الشوارع، بل يمتد إلى عقول أجيال جديدة، تتعلم أن المقاومة تعني العنف، وأن السلام مجرد حلم بعيد.
ختام محفوف بالمخاطر
أما السؤال الأهم من الحكومة الايطالية: كيف سمحنا لهذا الجنون أن يستفحل؟ إيطاليا، التي لطالما كانت رمزا للحرية والسلام، على وشك الانزلاق إلى مجهول، مع تحذيرات من ثورة داخلية قد تطيح بالمبادئ، وتكتب فصلا مأساويا في تاريخ أوروبا الحديث.
ومؤخرا.. بدأ الراقص روبرتو بول والمدير العام لمسرح لا سكالا في ميلانو الإيطالية دومينيك ماير وفنانون آخرون في الفرقة عرضا مسرحيا لهم عقب رفع الستار بعرض لافتة كتب عليها: “أوقفوا إطلاق النار” في غزة.
وكانت ألبانو وملحن أوبرا “مدينة” فابيو فاتشي وقائد الأوركسترا ميشيل جامبا من بين العشرات من فناني وطاقم لا سكالا الذين وقفوا تحت اللافتة، وهذا أول رد فعل لمسرح ميلانو الشهير على الحرب في غزة.