تثير التقارير الأخيرة حول تورط شركات برمجيات هندية في تسهيل اختراق بيانات إيرانية حساسة لصالح إسرائيل تساؤلات خطيرة حول الأمن السيبراني والعلاقات الدولية. تزعم هذه التقارير أن شركات هندية قدمت مداخل خلفية (backdoors) للمعلومات لإسرائيل خلال الحرب الإيرانية-الإسرائيلية في يونيو 2025، مما ساهم في اغتيال علماء نوويين إيرانيين. يُزعم أن هذه العمليات جزء من شبكة تجسس طويلة الأمد بين وكالة الاستخبارات الهندية (RAW) وجهاز الموساد الإسرائيلي، مستغلةً الجاليات الهندية في الخليج.
اختراق بيانات إيران عبر شركات هندية
المدخل الخلفي للمعلومات: بحسب تقارير إعلامية إيرانية، استخدمت إسرائيل برمجيات طورتها شركات هندية مثل TCS وWipro لاختراق أنظمة حساسة في إيران، بما في ذلك تلك المستخدمة في المطارات ومكاتب الجوازات. يُزعم أن هذه البرمجيات احتوت على ثغرات أمنية مكنت الموساد من الوصول إلى بيانات رقمية حساسة.
استهداف العلماء النوويين: تُشير وسائل إعلام إيرانية إلى أن هذه البيانات ساهمت في اغتيال 14 عالمًا نوويًا إيرانيًا خلال الصراع الأخير، من خلال توفير معلومات دقيقة عن مواقعهم وتحركاتهم.
شبكة تجسس طويلة الأمد: يُزعم أن تعاونًا استخباراتيًا بين RAW والموساد بدأ منذ حرب كارجيل (1999) وتطور بعد هجمات بومباي (2008)، مستغلاً العمالة الهندية في الخليج كـ”نقاط وصول صامتة” إلى البنى التحتية الحساسة.
نقاط اختراق: يُزعم أن ملايين العمال الهنود في دول الخليج، مثل الإمارات وقطر والبحرين، استُخدموا كغطاء لجمع المعلومات. شركات مثل TCS وWipro وTech Mahindra، التي تدير أنظمة تقنية في بنوك ومطارات خليجية، يُزعم أنها زرعت أدوات مراقبة.
أمثلة محددة:
الإمارات: TCS تدير أنظمة شركة “دو” للاتصالات، وWipro متورطة في أنظمة بنك NBD.
البحرين: Tech Mahindra يُزعم أنها زرعت أدوات مراقبة داخلية.
قطر: قضية شركة Dahra Global، حيث أُدين ثمانية هنود بالتجسس في 2023، أثارت شكوكًا حول الشركات الهندية.
برمجيات بيغاسوس: يُزعم أن برمجيات التجسس الإسرائيلية، مثل بيغاسوس، استُخدمت عبر بوابات هندية لاختراق أنظمة إدارة الأجهزة المحمولة (MDM) في الخليج، مما سهل جمع بيانات بيومترية ومعلومات حساسة.
إيران: ألقت القبض على أكثر من 700 فرد بتهم التجسس لصالح إسرائيل، وأعدمت عدة أشخاص. كما بدأت بطرد مواطنين هنود عبر الحدود مع تركمانستان.
تركيا: اعتقلت عملاء يستخدمون برمجيات هندية مشفرة، مما يعكس تنامي الشكوك حول الأنظمة الهندية.
قطر: قضية Dahra أدت إلى تجميد تصاريح أمنية لشركات هندية ومراجعة عقودها.
دول الخليج: بدأت دول مثل الإمارات والبحرين مراجعة البيانات البيومترية وسحب عقود من شركات هندية لصالح جهات مصرية وصربية، مع تعاون استخباراتي متزايد مع إيران وباكستان.
التعاون الهندي-الإسرائيلي: بدأ التعاون الاستخباراتي بعد حرب كارجيل (1999)، حيث قدمت إسرائيل دعمًا عسكريًا للهند. تطور هذا التعاون بعد هجمات بومباي (2008) إلى تبادل تكنولوجي واستخباراتي، مع التركيز على اختراق الأنظمة التقنية في الشرق الأوسط.
الاغتيالات البارزة: يُزعم أن اختراق البيانات ساهم في اغتيال قادة مثل قاسم سليماني (2020)، محسن فخري زاده (2020)، وإسماعيل هنية، بالإضافة إلى قادة عسكريين ونوويين في 2025.
تُثير الادعاءات حول تورط شركات هندية في تسهيل اختراق بيانات إيرانية لصالح إسرائيل مخاوف جدية حول الأمن السيبراني في المنطقة. رغم وجود تقارير عن اعتقالات وتحقيقات إيرانية، فإن غياب الأدلة الملموسة يجعل هذه الادعاءات غير مؤكدة. التعاون المزعوم بين RAW والموساد، إذا ثبت، قد يعيد تشكيل العلاقات الدبلوماسية في الشرق الأوسط، خاصة مع تحرك دول الخليج لمراجعة عقودها التقنية. يُحث المجتمع الدولي على التحقيق في هذه الادعاءات بشفافية لتجنب تصعيد التوترات.