العنوان الأصلي: White House Diary
المؤلف: جيمي كارتر (الرئيس الأمريكي الـ39)
سنة النشر: 2010
الفترة التي يغطيها: من بداية توليه الرئاسة (يناير 1977) حتى نهايتها (يناير 1981)
الفكرة العامة:
الكتاب هو يوميات شخصية كتبها كارتر بشكل يومي تقريبًا أثناء وجوده في البيت الأبيض، وهي نافذة نادرة على كواليس السلطة وصناعة القرار في أوقات حرجة من التاريخ الأمريكي والعالمي. تنعكس فيه صدق المشاعر، ثقل المسؤولية، صراعات السياسة، وأحلام رجل حاول أن يحكم بأخلاقه المسيحية وإنسانيته.
أهم محاور الكتاب:
1- الإدارة اليومية للرئاسة:
يظهر الكتاب كيف كانت حياة الرئيس اليومية: الاجتماعات، القرارات، الأزمات، واللقاءات الدولية.
يناقش بتفصيل ضغط المهام، وتأثيرها النفسي والعائلي.
2- السياسة الداخلية:
يكشف كارتر عن صراعاته مع الكونغرس، خاصة بعد فقدان حزبه الأغلبية.
يتحدث عن محاولاته لإصلاح الاقتصاد، مكافحة التضخم والبطالة، وبرنامجه للطاقة.
يُظهر كيف أنه كان يسعى للقيادة الأخلاقية أكثر من الشعبية.
3- السياسة الخارجية:
يعرض أهم الأحداث التي شكلت رئاسته:
اتفاقية كامب ديفيد بين مصر وإسرائيل، ودوره الحاسم في التوسط بين السادات وبيغن.
أزمة الرهائن في إيران وتأثيرها المدمر على سمعته السياسية.
علاقته المعقدة بالاتحاد السوفيتي، خاصة بعد غزو أفغانستان.
مواقفه من حقوق الإنسان كعنصر أساسي في سياسته الخارجية.
4- النزاهة الشخصية وصراع المبادئ:
يكشف كارتر عن إحباطه من السياسة التقليدية، ومقاومته للمصالح والصفقات.
يُظهر كيف أثرت معتقداته الدينية في اختياراته.
5- النقد الذاتي والهزيمة:
يناقش بصراحة الأسباب التي أدت إلى خسارته في انتخابات 1980 أمام رونالد ريغان.
يعترف بأخطائه، لكنه يدافع عن أسلوبه الأخلاقي في القيادة.
أبرز المقولات:
“أردت أن أكون رئيسًا عظيمًا، لكنني أدركت أن العظمة لا تأتي من السلطة بل من النزاهة.”
“أحيانًا، لا يكون الخيار بين الصواب والخطأ، بل بين السيء والأسوأ.”
“السلام الدائم لا يمكن أن يُفرض، بل يُبنى بالحوار والصبر.”
لماذا هذا الكتاب مهم؟
نادر أن نجد مذكرات لرئيس أمريكي تُكتب بشكل يومي وشفاف خلال فترة الحكم.
يقدم صورة من الداخل عن التحديات السياسية والقرارات المصيرية التي تؤثر على العالم.
يعتبر وثيقة سياسية وتاريخية فريدة عن فترة مهمة في أواخر القرن العشرين.
نبذة قصيرة عن جيمي كارتر:
رئيس الولايات المتحدة من 1977 إلى 1981.
حائز على جائزة نوبل للسلام عام 2002.
بعد تركه المنصب، تفرغ للعمل الإنساني والدبلوماسية غير الرسمية.
يُعد من أكثر الرؤساء الأمريكيين التزامًا بالمبادئ الأخلاقية والعدالة الاجتماعية.
كتاب “مذكرات البيت الأبيض”.. شهادة رئيسٍ على السياسة والتاريخ
في كتابه المثير “مذكّرات البيت الأبيض”، يفتح الرئيس الأمريكي الأسبق جيمي كارتر أبواب البيت الأبيض، ليقدّم شهادة يومية نادرة على كواليس الحكم في واحدة من أدق المراحل السياسية في التاريخ الأمريكي والعالمي. الكتاب، الذي تُرجم إلى العربية بجهد سناء شوقي حرب وصدر عن “شركة المطبوعات للتوزيع والنشر”، ليس مجرد سرد ذاتي، بل سجلّ أخلاقي وسياسي لرئاسة امتدّت من عام 1977 إلى 1981.
يوثّق كارتر يومياته الرئاسية منذ اليوم الأول لتسلّمه المنصب، دون رتوش أو تزويق. نقرأ فيه عن الضغوط اليومية، وصراعات القرار، وتقلبات السياسة الأمريكية بين الداخل والخارج، لكنه يظلّ متمسكًا بمبدأه الأثير: “أن تحكم بضميرك، لا باستطلاعات الرأي”.
بين السلام والحرب: كامب ديفيد وأزمة طهران
كامب ديفيد.. أعظم اختبار أخلاقي:
يسرد كارتر تفاصيل مفاوضات اتفاقية كامب ديفيد عام 1978، حيث قاد وساطة دقيقة وشاقة بين الرئيس المصري أنور السادات ورئيس وزراء إسرائيل مناحيم بيغن، وسط أجواء مشحونة ومتوترة. وعلى مدار ثلاثة عشر يومًا من النقاشات المغلقة، نجح كارتر في انتزاع اتفاق تاريخي أنهى حالة الحرب بين مصر وإسرائيل وأرسى أسس السلام. اعتبر كارتر هذه اللحظة “أعظم ما قدّمه خلال رئاسته”، وامتدح شجاعة السادات ووصف بيغن بأنه “عنيد لكن يمكن كسبه”.
أزمة الرهائن.. جرحٌ سياسي لا يُنسى:
أما أزمة السفارة الأمريكية في طهران (1979–1981)، فقد شكّلت مأساة سياسية ورمزًا للتحدي في عهد كارتر. بعد اقتحام طلاب إيرانيين السفارة واحتجاز 52 دبلوماسيًا، وجد كارتر نفسه أمام اختبار قاسٍ. فشلت جهود التفاوض، وفشلت معها عملية عسكرية لإنقاذ الرهائن، ما عمّق أزمة الثقة داخليًا وأضعف حظوظه في إعادة انتخابه. رغم الضغوط، رفض كارتر التصعيد العسكري حفاظًا على أرواح الجنود. وكتب لاحقًا: “اخترت الكرامة وضبط النفس، ولو عاد بي الزمن، لما غيّرت قراري.”
الكتاب في جوهره:
“مذكّرات البيت الأبيض” ليس فقط توثيقًا لرئاسة، بل تأمّل إنساني في معنى القيادة والمسؤولية. ينقل كارتر صراعه بين المبادئ والواقع السياسي، ويعترف بأخطائه، دون أن يتخلى عن قناعته بأن الأخلاق يمكن أن تكون أساسًا للحكم، حتى في أروقة السلطة القاسية.
“مذكرات البيت الأبيض” شهادة نادرة كتبها رئيس من موقع الفاعل لا الراوي، ليظل مرجعًا سياسيًا وأخلاقيًا لكل من يقرأ التاريخ لا كوقائع، بل كاختيارات مصيرية تصنع الأمم.
