في 2 يوليو 1994، وقعت واحدة من أكثر الجرائم مأساوية في تاريخ كرة القدم، حين لقي اللاعب الكولومبي أندريس إسكوبار مصرعه على يد أفراد من المافيا، بعد أقل من عشرة أيام من تسجيله هدفًا عكسيًا في مرمى منتخب بلاده بكأس العالم، تسبب في إقصاء كولومبيا من البطولة.
هدف أنهى حياة لاعب
أندريس، الذي كان يبلغ من العمر 27 عامًا فقط، كان نجم خط دفاع منتخب كولومبيا ونادي أتليتكو ناسيونال. شارك في مباراة منتخب بلاده أمام الولايات المتحدة، صاحبة الأرض، ضمن دور المجموعات في مونديال 1994.
وفي الدقيقة 35، وخلال محاولته قطع كرة عرضية، سدد إسكوبار الكرة بطريق الخطأ داخل مرمى فريقه، ليمنح الفوز لأمريكا بنتيجة 2-1، ويقصي كولومبيا من البطولة رغم التوقعات العالية بوصولها لمراحل متقدمة.
ترشيحات وتوقعات لم تكتمل
كان منتخب كولومبيا مرشحًا بارزًا في تلك النسخة من المونديال، بعدما قدم مستويات مذهلة، أبرزها فوزه الساحق على الأرجنتين 5-0 في التصفيات. خسر الفريق مباراة واحدة فقط من 26 لقاء قبل البطولة، مما جعل الخروج المبكر صدمة كبرى لجماهير كرة القدم في البلاد.
القتل أمام ملهى ليلي
بعد عودة البعثة إلى كولومبيا، وفي فجر الثاني من يوليو، وقعت الجريمة. كان أندريس خارجًا من حانة في مدينة ميديلين، حين دخل في مشادة مع مجموعة من المشجعين. تصاعدت الأمور سريعًا، ليطلق عليه أحد أفراد العصابة ست رصاصات، قائلًا مع كل طلقة «هدف»، بحسب ما أفادت به تقارير صحفية.
القاتل كان يدعى هومبرتو كاسترو مونيوز، يعمل حارسًا شخصيًا وسائقًا لعصابة تُعرف بـ”غالونز”، وقد حكم عليه بالسجن 43 عامًا، لكن تم الإفراج عنه بعد 11 سنة فقط لحسن سلوكه.
خلفية اللاعب
عُرف أندريس بلقب «المهذب»، إذ كان مثالًا في الأدب والتدين والهدوء. انحدر من أسرة متوسطة، ووالده كان مصرفيًا. التحق بمدرسة كاثوليكية، وكان يذهب يوميًا للقداس قبل الدراسة.
خلافًا للكثير من اللاعبين في أمريكا اللاتينية، لم تكن نشأته في بيئة فقيرة، مما انعكس على سلوكه داخل وخارج الملعب.
علاقة الجريمة بالمراهنات
رغم عدم إثبات التهمة رسميًا، رجحت النيابة الكولومبية أن مقتل إسكوبار كان نتيجة خسائر مالية فادحة لعصابات المراهنات المرتبطة بالمافيا، خاصة مع استبعاد كولومبيا المبكر من البطولة.
مسيرته الكروية
بدأ أندريس مسيرته في 1985 مع أتليتكو ناسيونال، ثم انتقل لفترة قصيرة إلى يانغ بويز السويسري، قبل أن يعود لفريقه. خاض مع منتخب كولومبيا 50 مباراة وسجل هدفًا وحيدًا في شباك إنجلترا.
شارك في كوبا أميركا 1989، وظهر في مونديالي 1990 و1994. وكانت هناك مفاوضات متقدمة لانضمامه إلى إيه سي ميلان الإيطالي بعد كأس العالم، لكن موته المفاجئ أنهى تلك الصفقة المرتقبة.
بعد 31 عامًا، لا يزال مقتل أندريس إسكوبار أحد أبرز الأمثلة المروعة على تداخل العنف والجريمة المنظمة بعالم الرياضة، ودرسًا مؤلمًا في الثمن الذي قد يدفعه اللاعب لأجل خطأ في المستطيل الأخضر.