أعلنت وزارة الخارجية الأمريكية موافقتها على صفقة تسليح ضخمة مع إسرائيل تتضمَّن تزويدها بأكثر من 7000 مجموعة توجيه لذخائر الهجوم المباشر المشترك (JDAM) بقيمة إجمالية تبلغ 510 ملايين دولار.
وتشمل الصفقة المُعلَنة من قِبَل وكالة التعاون الأمني الدفاعي (DSCA) مجموعات موجَّهة للقنابل الثقيلة والخارقة للتحصينات، بالإضافة إلى خدمات لوجستية وهندسية ودعم فني مستمر.
الشركات الأمريكية تتسابق لدعم إسرائيل
الصفقة تُمثِّل مكاسب ضخمة لعدة شركات أمريكية كبرى، أبرزها: بوينغ (المصنع الرئيسي لحزم JDAM)… ورايثيون (توفير الإلكترونيات وأجهزة التوجيه).. وهانيويل (إنتاج وحدات الملاحة الداخلية IMU).. وجنرال ديناميكس (تصنيع هياكل قنابل MK 82).
هذه الصفقة تأتي كدُفعة مالية كبيرة لهذه الشركات، خاصةً في ظل ارتفاع الطلب العالمي على الذخائر الدقيقة، مع انتقال النزاعات من أوكرانيا إلى الشرق الأوسط.
ما هي ذخائر JDAM؟ دقة قاتلة في كل الظروف الجوية
تعتمد ذخائر JDAM على تحويل القنابل “الغبية” غير الموجهة إلى أسلحة ذكية عبر تركيب أنظمة GPS وملاحة داخلية وزعانف توجيه متحركة.
تُتيح هذه التقنية إصابة أهداف ثابتة أو محصَّنة بدِقَّة عالية، حتى وسط الطقس السيئ أو في بيئات قتالية مشوشة إلكترونيًا.
وتشمل الصفقة نوعين رئيسيين: KMU-558B/B لقنابل BLU-109 الخارقة للتحصينات .. وKMU-572 F/B لقنابل MK 82 متعددة الاستخدام.
الاستخدام العملي.. كيف توظف إسرائيل هذه الذخائر؟
تُستخدم ذخائر JDAM ضمن أسلحة سلاح الجو الإسرائيلي، خاصة على مقاتلات F-15I “رعام”، وF-16I “صوفا”، وF-35I “أدير”.
وتُعدُّ هذه الذخائر عنصرًا محوريًا في قُدرة إسرائيل على تنفيذ ضربات دقيقة ضد أهداف تحت الأرض أو منشآت نووية مشتبَه بها، كما حصل خلال العمليات ضد أهداف إيرانية في يونيو الماضي.
الدعم الفني واللوجستي .. عقود ضخمة ومكاسب للشركات الأمريكية
لا تقتصر الصفقة مع أمريكا على الذخائر فقط، بل تشمل عقودًا فرعية ضخمة تتعلق بالخدمات اللوجستية والهندسية، والتي ستستفيد منها شركات مثل لوكهيد مارتن وL3Harris وKaman، لضمان جاهزية الذخائر على مدار سنوات قادمة.
لماذا تحتاج إسرائيل إلى هذه الصفقة الآن؟
تأتي هذه الصفقة في أعقاب حملة جوية واسعة شنّتها إسرائيل ضد أهداف إيرانية؛ حيث تم استخدام آلاف الذخائر الدقيقة.
وتُشير المؤشرات إلى أن إسرائيل تسعى إلى تجديد مخزونها بسرعة تحسبًا لتطورات محتملة مع إيران أو حزب الله، في وقت يُعدّ فيه امتلاك القدرة على الضرب الدقيق أمرًا استراتيجيًا في منطقة متقلبة.
ومنذ ظهورها في أواخر التسعينيات، شهدت ذخائر JDAM تطورًا كبيرًا، مع إدخال توجيه ليزري وقدرات هجومية ضد السفن.
وتُعد JDAM اليوم معيارًا عالميًا للدقة والتكلفة، مقارنةً ببدائل روسية مثل KAB-500S-E أو الصينية مثل LS-6، والتي تواجه تحديات في الموثوقية والفعالية.
أرباح أمريكية وتفوق إسرائيلي
صفقة JDAM ليست مجرد عملية بيع ذخائر، بل تعكس شبكة معقدة من المصالح الاستراتيجية والاقتصادية.
وبينما تُعزز هذه الذخائر قدرات إسرائيل على تنفيذ ضربات دقيقة في بيئة إقليمية حساسة، فإن الشركات الأمريكية، وفي مقدمتها بوينغ ورايثيون، تُعد المستفيد الأكبر من الناحية التجارية.
ومع ذلك، فإن الاعتماد المتزايد على التكنولوجيا الأمريكية يفرض على إسرائيل التفكير في حلول محلية بديلة لضمان استمرارية عملياتها المستقبلية دون قيود سياسية أو لوجستية.