يا مسلم يا سوري يا موحد يا عبد الله …
سورة الكهف تهدم مسار التطبيع مع المحتل.
هل قرأت سورة الكهف ووعيت معانيها الجليلة؟
هل تفكرت بسر اختيار الله لاسمها وجعله مرتبطا ومشيرا لأصحاب الكهف الذين امتدحهم وخلد ذكرهم سبحانه؟
هل خطر ببالك لماذا أوصانا معلمنا ونبينا محمد صلى الله عليه وسلم بتلاوة سورة الكهف في كل يوم جمعة، وأشار لفضل ذلك وأجره الكبير -من بين 114 سورة-؟
إذا كانت الحكومة مختطفة ألستم أحرارا يا سوريين؟
لا أخاطب الحكومة السورية المختطفة سياسيا اليوم، والتي تزداد كل يوم ضعفا سياسيا على ضعف -وأدعو لها بالهدى والتقى والإحسان والتوفيق- وإنما أخاطب أهل الشام الكرام، وأخاطب فيهم أحفاد ابن الوليد خالد وأقول:
لقد جاءكم التطبيع مع بني خنزير وصهيون، لا يروم نهضة الشام وإطعام أهلها، ولن يحقق الأمن والأمان فيها، بل هو موت زؤام وجوع وعطش وخوف كبير وذبح!
فكيف لا يكون لكم موقف مفاصلة مع الباطل وكيانه ورجالاته ومقولاته كفتية الكهف الذين حفظ الله اسمهم وسيرتهم وزكاهم إلى يوم القيامة؟
إخواني الكرام في الشام المبارك، أنصحكم بقراءة سورة الكهف من جديد، والغوص في معانيها وتدبرها، ثم إشاعة تلك المعاني الربانية في أجيال اليوم، لعلها تهتدي إلى الطريق وتتخذ الموقف السليم -كأصحاب الكهف- في مواجهة محنة وامتحان التطبيع.. وهل من شك بعظمة هداية وصدق كلام الله الكريم؟
لن يفوز بموقف أصحاب الكهف إلا من فاصل الباطل وطغمته، وهل يوجد حول الشام باطل وطغمة حاكمة كإسرائيل وبني صهيون الملعونين؟
لم نعد نتحدث عن تحرير الأقصى منذ تحرير الشام، ولم نعد نشير -من بؤس واقعنا اليوم- لوجوب إنقاذ أهل غزة!! بل صار همنا ألا تضيع الشام وتجوع وتعطش وتعرى، كما ضاعت ابنتها فلسطين!
كارثة التطبيع مع المحتلين!
إن كارثة التطبيع -إن حصلت- بين حكام سورية الجديدة الحرة وبين حكام إسرائيل الكيان الغربي اللقيط، ستكفي لوحدها لتهلك الشام وأهله بأكثر من هلاكها زمن الصليبيين، لاسيما واليوم يجتمع عليها الشياطين الثلاثة، الملالي الإيرانيين والصهاينة المجرمين والكهنة الأمريكيين، وإن حصل هذا -لا سمح الله- فلن يجد أهل الشام ماء عذبا يشربونه من عين الفيجة، ولن يبق في إقليم حوران ماء بل سيسرقونه، ولن تعرف قمحا بعد اليوم الجزيرة!
انفث عن يسارك ثلاثا وقل أعوذ بالله من كيان إسرائيل.
يا أهل الشام الكرام وأحرارها الأبرار لا تصدقوا الكهنة والأشرار، فالنار قد أحيطت بالشهوات، وإن شياطين الإنس الرجيم يدعونكم اليوم لسراب الأمن والأمان والنهضة والعمران كنتيجة للتطبيع المحموم مع إسرائيل، لا تصدقوهم فهو شر مطلق سيطعن في دينكم وشرفكم ولن يبقي خيرا بينكم، وإن لم تقرأوا تجربة مصر، وأشحتم بوجوهكم عن القدس وغزة وجنين، يكفيكم أن تقفوا فوق مرتفعات الجولان وتنظروا بأم أعينكم للبلدات العربية الفلسطينية في مناطق ال48، لتروا الدماء تسيل بين قومنا وأهلنا بفعل كاهن يهودي من بني قريظة والنضير، يحرضهم على السرقة والتهديد والاختطاف والقتل، وذلك بعد أن نثر قطع السلاح بين شبابهم، فباتت سكينا تذبح الفلسطينيين كل يوم في جميع البلدات العربية، التي وعدها الإسرائيليون بالأمن والأمان والمساواة منذ ثمانية عقود!
لا يصدق ترامب إلا صاحب شهوة أو حمار!
لقد جيئ بالبغل ترامب واعتلى سدة الحكم في البيت الأبيض بعدما جيئ برجل خرف عن قصد، وذلك بقصد إنجاز قفزات فارقة سريعة وبعيدة -وهي بإذن الله ستكون هلاك لأمريكا ولو بعد حين-.
إن ترامب الرجيم الذي يعد السوريين بمستقبل كريم إن تعاموا عن سورة الكهف وتخلوا عن فتيتها الذين هم للباطل مفارقين، هو نفس ترامب الذي يشوي بصواريخه لحوم الغزيين بقصد تخويف حكام السوريين وشعبهم المجاهد والكريم.
واهم ولا يستحق أكثر من نعال على الرأس، كل من ظن أن أمريكا ستنعش سورية وتسبب قوتها ونهضتها وعمرانها وتعافي شعبها وإنسانها الكريم، لكي تلد نقيض إسرائيل وتهددها بعد أن تتمكن من عوامل القوة والرهبة!
وأقول للسيد المؤقت والرئيس:
إن ألف رصاصة في الرأس أهون من أي خطوة نحو التطبيع، فآثار التطبيع وخيمة وستهلك الحرث والنسل وتشيع الفساد بين أهل الشام الكرام كما هو ديدن اليهود في كل زمان ومكان، وقد أمرنا الله في كتابه فقال: وذروا ظاهر الإثم وباطنه إن الذين يكسبون الإثم سيجزون بما كانوا يقترفون. الأنعام:120
إياك وإياك أن تكون أدنى بموقفك السياسي من الخسيس حافظ وبشار الأسد، بل كن قامة وهامة كفتية الكهف الذين خلد الله ذكرهم إلى يوم الدين، وفاصلوا الباطل ولم يرضخوا له، واعلم أن المنية حق، فلا تختر بنفسك أن تكون منعرج الشر وقدوته، وكن واثقا أن مدبر الكون هو الله العظيم وليس ترامب الحشرة الرجيم، وثق بأن في أرض الشام خير أصلاب الصحابة، فلا تعوقهم عن استكمال الرسالة.
اللهم قد بلغت اللهم فاشهد.
مضر أبو الهيجاء جنين – فلسطين 3_7_2025