تنهزم الأُمَم إذا ساد مُثقّفونا، وإذا اُعتُبروا أنّهم النّخبة، لأنّهم أقرب صورة لصورة العلماء، ولكنّهم ليسوا بعلماء، ولا تصحّ نسبتهم للعلم وأهله.
فالمثقّفون إذا سادوا أو كان لهم رأي وقعت حينئذٍ الخيانة، لأنّ غالبهم يبتغي الشُّهرة بأيّ ثمنٍ؛ وعِلة هذا تاريخ أغلبهم الأسري وسيرتهم في مرحلة الطّفولة.
المثقّفون أغلبهم لا ينطقون في طرحهم إلا مِن عُقد نفسيّة مرّت بحياتهم، ولا يُكملون طلب العلم، ولا يستطيعون الصّبر على التّخصُّص؛ وغالبهم كالذّباب يأخذ طرف من كلّ علمٍ؛ ولتكرار وترديد ما يقولونه يظنّ الناس أنّها حقائق ومعلومات، ولكنها قشور خطرها أكبر، وضررها أعمّ إذا ما كانوا على منابر عامّة. ولهذا، فمساهمتهم لا بُدّ من إخضاعها لمعايير علميّة فما وافق كان وإلّا.