مسار المفاوضات السورية الإسرائيلية خلف الكواليس يدور حول وضع «مرتفعات الجولان» الذي تطالب إسرائيل بسيادتها المطلقة عليها، وأنها جزء لا يتجزأ منها وقد أعلن ذلك وزير خارجيتها مؤخراً.
تقر الأمم المتحدة بأن الجولان أرض محتلة من سوريا عام 1967 رغم اعتراف الولايات المتحدة بضم إسرائيل لها.
هل تتجاوز المفاوضات معضلة الجولان إلى سايكس بيكو جديدة تعيد رسم خرائط الشام وربما الهلال الخصيب بأكمله، وتعديل ما أسفرت عنه سايكس بيكو 1916 بإعادة الأراضي التي اقتطعت من سوريا إليها وكانت قد ضمت إلى لبنان؟
التقرير الذي نشره موقع I24 نيوز الإسرائيلي حاز اهتمام وسائل الإعلام، وأفردت له قناة سكاي نيوز عربية حلقة كاملة ناقشت أبعاده ومدى صحته.
بعنوان «لا يوجد شيء اسمه سلام مجاني.. سوريا تطالب بثلث الجولان ومدينة طرابلس من أجل السلام مع إسرائيل».. قال مصدر مقرب من أحمد الشرع لـi24NEWS: “إن عودة أجزاء من مرتفعات الجولان… أمر بالغ الأهمية لدعم الرأي العام المحلي لمثل هذه الخطوة”.
وفي التفاصيل أن سوريا تطالب بأن تسلم إسرائيل ما لا يقل عن ثلث مساحة هضبة الجولان التي احتلتها في حرب يونية 1967وذلك بحسب مصدر قريب من الرئيس السوري أحمد الشرع صرح به لقناة i24NEWS يوم الخميس الماضي. وقال: «لا يوجد شيء اسمه السلام المجاني».
ذكر المصدر السوري أن هناك سيناريوهين مطروحين حالياً للتسوية السياسية المقبولة بين إسرائيل وسوريا:
السيناريو 1: ستحتفظ إسرائيل بمناطق استراتيجية في مرتفعات الجولان تعادل ثلث أراضيها، وتسلم ثلثاً لسوريا، وتستأجر الثلث الآخر من سوريا لمدة 25 عاماً.
السيناريو 2: تحتفظ إسرائيل بثلثي هضبة الجولان، وتُسلم الثلث المتبقي إلى سوريا، مع إمكانية تأجيره. وفقًا لهذا السيناريو، سيتم تسليم مدينة طرابلس اللبنانية، القريبة من الحدود اللبنانية-السورية، وربما مناطق لبنانية أخرى في شمال لبنان وسهل البقاع، إلى سوريا.
وفقًا للمصدر، تسعى سوريا إلى استعادة السيادة على طرابلس، وهي واحدة من خمس مناطق اقتُطعت من سوريا لتأسيس دولة لبنانية خلال الانتداب الفرنسي.
يجب أيضًا أن تشمل التسوية تسليم طرابلس ومناطق لبنانية أخرى ذات أغلبية سنية إلى سوريا، بشرط السماح لإسرائيل بتمديد خط أنابيب لنقل المياه من الفرات إلى إسرائيل، وذلك في إطار اتفاق مائي يشمل تركيا وسوريا وإسرائيل.
قال المصدر السوري: لقد أبدى الرئيس السوري الجديد انفتاحًا غير مسبوق وفتح قنوات اتصال مباشرة مع إسرائيل للتنسيق الأمني والعسكري في جنوب سوريا.
وأضاف أن استعادة أجزاء من هضبة الجولان، بخلاف تلك التي استولت عليها إسرائيل داخل الأراضي السورية على يد القوات الإسرائيلية بعد سقوط نظام الأسد، أمر بالغ الأهمية لكي تحظى مثل هذا الخطوة بتأييد الرأي العام المحلي.
قال المصدر: «من المرجح أن يواجه الشرع مقاومة داخلية كبيرة إذا فشل في القيام بذلك.»
وخلص إلى أنه لا يمكن اعتبار رفع العقوبات الأمريكية «دفعة إسرائيلية» للسلام مع سوريا. وأضاف المصدر: «رفع العقوبات مسألة منفصلة».