ربط كثير من السوريين في تركيا عودتهم إلى بلادهم بانتهاء العام الدراسي، والحصول على وثائق رسمية كي يتمكّن أطفالهم من استكمال تعليمهم في سورية، رغم ما قد يواجههم من صعوبات في الاندماج بعد التعلّم باللغة التركية لسنوات.
وتتضح مؤشرات العودة من خلال تصريحات عشرات السوريين، وعرض بعضهم ممتلكاتهم في تركيا للبيع، ويتوقع أن تتجاوز أعداد العائدين أضعاف من عادوا بالفعل خلال الأشهر الماضية، والبالغ عددهم أكثر من 273 ألف سوري،
وتعمل السلطات التركية في ولاية غازي عنتاب في مبادرة إنسانية تهدف إلى تقديم الدعم الشامل، للسوريين الراغبين في العودة إلى وطنهم. تشمل هذه الخدمات الدعم التعليمي والنفسي، بالإضافة إلى المساعدة في النقل وصيانة المنازل بعد العودة.
وتأتي هذه الخطوة ضمن سياسة الحكومة التركية لتشجيع العودة الطوعية الآمنة للسوريين، في إطار التعاون مع الجهات الرسمية السورية والمعابر الحدودية التي تشهد ازدحامًا شديدًا منذ نهاية العام الدراسي في تركيا.
وقال رئيس الجالية السورية في ولاية غازي عنتاب مصطفى الحسين أنهم كانوا وما زالوا يقدمون مختلف الخدمات للسوريين في جميع المجالات، خاصة في الجانب القانوني، مبينا أن التعاون مع السلطات التركية ومنظمات المجتمع المدني مستمر من دون تمييز والرد علي جميع استفساراتهم منها:هل يمكنني اصطحاب الأثاث معي إلى سوريا عبر معبر الحدود؟
نعم. يُسمح بجميع المتعلقات الشخصية، بما في ذلك أثاث المنزل. لا يلزم تقديم خبر شفوي. بدلاً من ذلك، سيتم إصدار “نموذج خروج مبسط” من قبل الجمارك عند المعابر الحدودية.
هل أحتاج إلى إبلاغ الحكومة التركية قبل العودة إلى سوريا؟
إذا كنت سوريًا مُنِح الحماية المؤقتة، فهناك إجراءات خاصة يجب عليك اتباعها للعودة الطوعية إلى سوريا. يرجى الاتصال بمديرية إدارة الهجرة في مقاطعة إقامتك لتلقي معلومات حول هذه الإجراءات.
ما هي إجراءات العودة الطوعية إلى سوريا؟
هل يمكنني عبور الحدود إلى سوريا بسيارتي الخاصة؟
كل هذه الاستفسارات كانت تحتاج الي فريق عمل من خلال تأسيس مركز استشاري للرد علي مثل هذه التساؤلات
وقال الحسين بعد تحرير سوريا، واصلنا عملنا كممثلين للجالية السورية، وركزنا على التواصل مع مركز الهجرة لمساعدة السوريين في القطاعات التعليمية والثقافية والخدمية، وعقدنا لقاءات مع وزير الداخلية، قدمنا خلالها مقترحات تتعلق بإجراءات الإذن للعائدين طوعًا، وتوجيههم نحو الطرق القانونية”.
تأسيس المركز الاستشاري للعودة الطوعية
واوضح رئيس الجالية السورية في ولاية غازي عنتاب، أنهم طرحوا اقتراحا بإحداث مركز يُعنى بتقديم المساعدات اللوجستية والقانونية والمادية للسوريين الراغبين في العودة، بشكل مبسط وشامل، وتم فعلا “تأسيس المركز الاستشاري للعودة الطوعية بإدارة بلدية غازي عنتاب الكبرى، وبدعم من إدارة الهجرة، والهلال الأحمر التركي، ووقف بلبل زاده، والجالية السورية”.
وأضاف الحسين إلى أن الجالية لديها غرفة خاصة داخل المركز، يعمل بها ممثل من الجالية السورية لتقديم الاستشارات القانونية ومساعدة السوريين في استكمال أوراقهم، خاصة كبار السن، والأيتام، والأرامل، وتوضيح الإجراءات القانونية المتعلقة بالعودة، إضافة إلى المساعدة في الوصول إلى المعابر.
ودعا رئيس الجالية الشباب السوري، خصوصًا المعلمين ورجال الأعمال، للتفكير الجدي في العودة إلى سوريا والإسهام بإعادة إعمارها، قائلا إن “سوريا اليوم بحاجة إلى جميع أبنائها، ونحن نشجع على العودة بالتعاون مع المؤسسات الرسمية التركية”.
“الأنصار والمهاجرين”
أوضحت رئيسة بلدية غازي عنتاب، فاطمة شاهين، في حديث للأناضول، أن تركيا بذلت جهودًا كبيرة لحماية حق الناس في الحياة وبناء مستقبل مستقر لهم منذ اندلاع الأزمة السورية. وأشارت إلى أن غازي عنتاب احتضنت السوريين بروح “الأنصار والمهاجرين” طوال السنوات الماضية، مؤكدة أن الدعم المقدم حاليًا يركز على مساعدة من يرغب في العودة الطوعية إلى وطنه.
وأضافت: “على مدار 13 عامًا، وبروح الأنصار والمهاجرين، نواجه اليوم نشوء حاجات ملحة لأشقائنا السوريين الراغبين في العودة إلى بلادهم. وهنا يبرز دور المركز الذي أنشأناه، حيث نجيب على تساؤلات من قبيل كيف نستطيع العودة؟ ما هي الأمور الأساسية التي نحن بحاجة إليها؟ وما هو الدعم الممكن تقديمه؟”.
وأضافت: “بعد عودة السوريين إلى بلادهم، سيصبح كل واحد منهم بمثابة سفير لنا، سفير ثقافي وتجاري وقيمي. وبهذا النموذج الذي نقدمه في غازي عنتاب، نخدم العالم بأسره، ونسهم في تنمية المنطقة اقتصاديًا وتعزيز القيم الإنسانية فيها”.
المصدر: وكالات ومواقع اليكترونية