شهدت موريتانيا في السنوات الأخيرة نقلة نوعية في سياستها الدبلوماسية، في ظل قيادة الدكتور محمد سالم مرزوق لوزارة الشئون الخارجية والتعاون والموريتانيين في الخارج.
تميزت هذه المرحلة بحسب تغريدة مطولة للباحث الموريتاني الخبير في الشئون الافريقية سلطان البان علي منصة “إكس ” بحضور دولي متصاعد، وتفعيل غير مسبوق لدور موريتانيا في القضايا الإقليمية والدولية، وصولاً إلى دعوة الرئيس الموريتاني محمد ولد الشيخ الغزواني إلى لقاء الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، في حدث تاريخي غير مسبوق يؤكد المكانة الجديدة لموريتانيا على خارطة السياسة العالمية.
يأتي هذا في الوقت الي شهدت العلاقات الموريتانية المغربية أفضل فتراتها في السنوات الأخيرة، حيث لعبت اللقاءات بين الرئيس الموريتاني محمد ولد الشيخ الغزواني وجلالة الملك محمد السادس دوراً محورياً في دفع التعاون الثنائي إلى مستويات عالية، مع استمرار التشاور والتنسيق في مختلف القضايا،
و ترأست موريتانيا مجلس وزراء خارجية منظمة التعاون الإسلامي، كما تولت رئاسة منظمة استغلال نهر السنغال (OMVS) ومجموعة الخمس في الساحل (G5 Sahel)، ما عزز دورها كوسيط وقوة استقرار في المنطقة.
في مايو 2025، وفقا للبان شارك د. محمد سالم مرزوق في توقيع اتفاقية تأسيس المنظمة الدولية للوساطة، في إطار الذكرى الستين للعلاقات بين الصين وموريتانيا، ما يعكس الثقة الدولية في الدبلوماسية الموريتانية ودورها في حل النزاعات حيث لعبت موريتانيا دوراً محورياً في دعم الاستقرار في منطقة الساحل، من خلال جهود الوساطة والمشاركة الفاعلة في مبادرات السلم والأمن الإقليمي.
وحافظت موريتانيا على علاقات قوية مع الولايات المتحدة منذ الاستقلال، إلا أن السنوات الأخيرة شهدت تطوراً نوعياً في مستوى التعاون، خاصة في مجالات الأمن والتنمية ومكافحة الإرهاب ما أكسبها دعما أمريكيا وأوروبيا في مجالات التعليم، الصحة، ومكافحة الفقر، الذي عزز مكانتها كشريك موثوق في المنطقة.
في 6 يوليو 2025، تلقى الرئيس الموريتاني محمد ولد الشيخ الغزواني دعوة رسمية من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب للمشاركة في قمة مصغرة بالبيت الأبيض، جمعت خمسة رؤساء أفارقة فقط وهم : بريس أوليجي نجيما (رئيس الغابون)، عمر مختار سيسوكو إمبالو (رئيس غينيا بيساو)، جوزيف بواكاي (رئيس ليبيريا)، محمد ولد الشيخ الغزواني (رئيس موريتانيا)، بصيرو ديوماي فاي (رئيس السنغال)

وجاءت هذه القمة في إطار تعزيز التعاون الاقتصادي والأمني بين الولايات المتحدة الأمريكية وأفريقيا، هذا الحدث شكل سابقة تاريخية، إذ لم يسبق أن حظيت موريتانيا بمثل هذا الاهتمام المباشر من الإدارة الأمريكية.
اختيار رئيس الجمهورية محمد ولد الشيخ الغزواني ضمن نخبة من القادة الأفارقة يؤكد أن موريتانيا باتت نقطة محورية في الاستراتيجية الأمريكية تجاه إفريقيا، خاصة في ظل التنافس الدولي على النفوذ في الساحل.
وركزت قمّة ترامب المصغرة على فرص الاستثمار والتعاون التجاري، خصوصاً في المعادن الاستراتيجية، إلى جانب مناقشة التحديات الأمنية في منطقة الساحل، ما يعكس الدور المتنامي لموريتانيا في القضايا الحيوية للقارة. الغزواني بدوره كان أول المتحدثين في اللقاء، حيث أشاد بدعم ترامب للسلام في إفريقيا، وأكد على التزام موريتانيا بالشراكة مع الولايات المتحدة في مجالات الأمن والتنمية.
وقد أصبحت موريتانيا، بفضل سياساتها المتوازنة ودبلوماسيتها النشطة، شريكاً أساسياً في جهود مكافحة الإرهاب وتعزيز الاستقرار في الساحل لاتباعها سياسة خارجية موازنة مع القوى الكبرى (الولايات المتحدة، الصين، الاتحاد الأوروبي)، ما منحها هامشاً واسعاً للمناورة الدبلوماسية وجذب الشركاء الدوليين الذين يبدون اهتماما متزايدا بموريتانيا نتيجة امتلاكها لموارد معدنية هامة وموقعها الجغرافي الاستراتيجي في قلب الساحل الإفريقي،
من خلال هذه الإنجازات والمحطات الاقليمية والدولية ، يتضح أن موريتانيا شهدت نقلة دبلوماسية حقيقية في عهد د. محمد سالم مرزوق، ونجحت في فرض نفسها كفاعل أساسي في السياسة الإقليمية والدولية، معززة حضورها وثقلها حتى في أروقة البيت الأبيض.