في عالم تتصارع فيه المصالح كالوحوش الجائعة، تتهاوى تحالفات عمرها عقود تحت وطأة قرارات جمركية كالصواعق. آسيا، القارة الذهبية، تترنح بين مطرقة ترامب وسندان الاقتصادات المتعثرة. من طوكيو إلى هانوي، ومن سول إلى نيودلهي، تساؤل واحد يلوح في الأفق: من الرابح الحقيقي في هذه المعركة التي لا تبقي ولا تذر؟
اليابان ترفض الانكسار
رغم صفتها كحليف استراتيجي لواشنطن، وقفت طوكيو كالجدار أمام مطالب ترامب. رفضت فتح أسواقها للأرز الأمريكي، وحمت مزارعيها بشراسة، ورئيس الوزراء إيشيبا وصف التهديدات بـ”المؤسفة”، بينما تستعد اليابان لمعركة طويلة باحتياطياتها المالية الهائلة.
السيارات اليابانية في خطر
قطاع السيارات، شريان الاقتصاد الياباني، يواجه تهديداً وجودياً بفرض رسوم 25%. وسبع زيارات لوزير التجارة إلى واشنطن لم تفلح في تجنب العاصفة. وواشنطن تصف طوكيو الآن بـ”الشريك المدلل”، بينما ترفض الأخيرة الانصياع.
كوريا الجنوبية في مأزق
رغم قوتها الاقتصادية، فإن سيول ليست بمنأى عن الخطر. التعريفات تهدد صادراتها الإلكترونية والصناعية، لكن نفوذها السياسي قد يكون ورقة ضغط في المفاوضات.
فيتنام بين المطرقة والسندان
أول دولة آسيوية توقع اتفاقاً مع واشنطن، لكنها الآن تواجه رسوماً تصل إلى 40%. اقتصادها الناشئ عالق في نيران الحرب التجارية بين العملاقين الأمريكي والصيني.
الهند تلعب بورقتها
لم تتلق خطاب تعريفات بعد، لكن المفاوضات متعثرة، ورفض نيودلهي فتح أسواقها للمنتجات الزراعية الأمريكية يزيد التوتر، رغم أنها تملك أوراق ضغط قوية.
كندا تحت النار
لم تكن بمنأى عن القرارات الأمريكية، ورسوم 35% على سلعها تزيد جراح الاقتصاد الكندي، وتُظهر أن لا حصانة حتى لأقرب الجيران.
الصين تنتظر في الظل
بكين تراقب بذهول تحالفات واشنطن وهي تتصدع، وتقلبات ترامب قد تكون هدية للصين، التي تسعى لتقديم نفسها كبديل مستقر، ولكن هل تستطيع آسيا الاستغناء عن السوق الأمريكي؟
المصنعون الآسيويون يخسرون
التعريفات الجمركية تضر بالجميع: المصدرين، المستوردين، وحتى المستهلك الأمريكي. الشركات متعددة الجنسيات في الصين وأوروبا ستشعر بالصدمة، لكن الأكثر تضرراً هى دول الاقتصادات الناشئة مثل كمبوديا وفيتنام.
ترامب يخاطر بنفوذه
تمديد المهلات وإرسال الخطابات عبر الإنترنت بدل القنوات الدبلوماسية يُظهر ارتباكاً أمريكياً، وبعض المحللين يرون أن واشنطن تخسر نفوذها في آسيا، بينما تكسب الصين نقاطاً دون قتال.
المعركة لم تنته بعد
السباق التجاري سيستمر لسنوات، وربما لعقود، والاتفاقيات الجديدة ستُعيد تشكيل خريطة الاقتصاد العالمي، لكن السؤال الأكبر يبقى: هل ستبقى آسيا ساحة حرب، أم ستصبح ساحة انتصار؟