“رجال حول الرسول” لخالد محمد خالد
كتاب التراجم الذي أصبح أقرب إلى دعوة حية للقدوة والاقتداء
فكرة الكتاب:
في زمنٍ كثر فيه الحديث عن “النجومية” وأفلتت من القلوب شمس القدوة، جاء خالد محمد خالد بكتابه رجال حول الرسول ليعيد إلى الأذهان والقلوب صورًا حية لرجالٍ من معدن خاص. لم يكن هؤلاء الرجال فقط “صحابة” عاشوا في زمن النبوة، بل كانوا نماذج إنسانية سامقة، تختصر رحلة الإيمان والجهاد والنبل والتضحية.
الكتاب لا يقدّم مجرد تراجم تقليدية، بل يُحيي سِيَر هؤلاء الصحابة كأنهم يمشون بيننا، نسمع صوتهم ونرى أثرهم ونتأمل هداهم. أراد المؤلف أن يقول: هكذا يُصنع الإنسان إذا سار خلف النور الإلهي، وإذا تربّى في مدرسة محمد صلى الله عليه وسلم.
تاريخ النشر:
صدر كتاب رجال حول الرسول في طبعته الأولى سنة 1959م، وتوالت طبعاته حتى أصبح من أكثر كتب السيرة الإسلامية انتشارًا في القرن العشرين، وبقي حاضرًا في المكتبات المدرسية والعامة والبيوت والمؤسسات التربوية.
جميع الشخصيات التي عرضها الكتاب:
ضم الكتاب سِيَر 60 صحابيًا من كبار أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، منهم:
أبو بكر الصديق
عمر بن الخطاب
عثمان بن عفان
علي بن أبي طالب
عبد الله بن مسعود
عبد الله بن عمر
عبد الله بن عباس
سلمان الفارسي
عمرو بن العاص
خالد بن الوليد
أبو عبيدة بن الجراح
بلال بن رباح
مصعب بن عمير
زيد بن حارثة
أنس بن مالك
سعد بن أبي وقاص
الزبير بن العوام
طلحة بن عبيد الله
عبد الرحمن بن عوف
حذيفة بن اليمان
أبو ذر الغفاري
عمار بن ياسر
عبد الله بن رواحة
كعب بن مالك
ثابت بن قيس
المقداد بن عمرو
زيد بن ثابت
أسامة بن زيد
صهيب الرومي
الحباب بن المنذر
جعفر بن أبي طالب
النعمان بن مقرن
البراء بن مالك
عبد الله بن الزبير
عبادة بن الصامت
خزيمة بن ثابت
سعد بن معاذ
سهيل بن عمرو
عكرمة بن أبي جهل
عمير بن وهب
عبد الله بن عمرو بن العاص
عبد الله بن حذافة
أبيّ بن كعب
عتبة بن غزوان
معاذ بن جبل
معوذ ومعاذ ابنا عفراء
خبيب بن عدي
زيد بن الأرقم
عبد الله بن جحش
عمير بن أبي وقاص
عمرو بن الجموح
عمير بن الحمام
حكيم بن حزام
أمين الأمة (أبو عبيدة)
شاعر الرسول (حسان بن ثابت)
الطفيل بن عمرو
حنظلة بن أبي عامر
سلمة بن الأكوع
أوس بن ثابت
زاهر بن حرام
كل شخصية نُسجت بخيوط من المواقف والشمائل، بأسلوب يجعل القارئ لا يكتفي بالمعرفة بل يشتاق للاقتداء.
عبقرية العنوان:
عنوان الكتاب “رجال حول الرسول” يحمل من البلاغة والبساطة ما يعجز عنه الكثير من التنظير. فـ”الرجال” جمع يحمل في طياته العظمة والإنجاز، و”حول الرسول” تدل على الدائرة الأقرب، على الصفوة، على الذين تنوّرت وجوههم بنور النبوة، وتطهّرت قلوبهم بنقاء الرسالة.
هو عنوان جمع بين الجغرافيا المعنوية (حولية القرب) والتاريخ الروحي (رجال صنعهم الوحي)، فكان أشبه براية يلوّح بها الزمن لمن أراد الطريق.
أهم المقولات:
“كانوا رجالا… فلم تُثنهم الدنيا، ولم تُغْرِهم فتنة، ولم يبع أحدهم إيمانه بغنيمة أو منصب.”
“ليسوا أنبياء، ولكنهم صدقوا الأنبياء… فصاروا أنبياء الأخلاق والمواقف.”
“إن العظمة الحقيقية هي التي تضيء الطريق لغيرها.”
“هؤلاء الرجال لم يكونوا معجزات، ولكنهم صدّقوا المعجزة الكبرى، فصاروا أعلامًا على الطريق.”
الأسلوب الأدبي لخالد محمد خالد:
امتاز خالد محمد خالد بأسلوبه الأخّاذ، الذي يجمع بين البيان القرآني، والسرد القصصي، والبلاغة الوجدانية.
كتابته لا تخلو من عمق فكري وفلسفي، ممزوجة بعاطفة صادقة تجلّي الشخصية وتضيء أبعادها دون مبالغة.
أسلوبه يحفر في الروح، ويجعل من سيرة الصحابي تجربة روحية يعيشها القارئ لا مجرد قصة يقرؤها.
لماذا أصبح الكتاب مرجعًا لكل من أراد الكتابة في باب التراجم؟
لأنه خرج عن القالب الجاف للتراجم، وبدلاً من أن يسرد تواريخ الميلاد والوفاة والمعارك، أضاء ملامح الروح، وأعاد رسم المواقف بلغة اليوم، وصاغ التاريخ وكأنه حاضر.
وقدّم نموذجًا يُحتذى للكتابة الإسلامية الأدبية، فصار الأصلَ الذي تُقاس عليه محاولات كثيرة لاحقة، وصار مرجعًا تربويًا وأدبيًا في آنٍ واحد.
سر خلوده:
خلود رجال حول الرسول يكمن في صدقه، وسمو رسالته، وبلاغة روحه.
لأنه كتاب “قدوة”، لا كتاب “معلومة”.
لأنه يُشبع الظمأ إلى العظمة في زمن قلّت فيه العظام.
لأنه يستخرج من التاريخ أجمل ما فيه، ويقدّمه لنا زادًا للروح، ونورًا للعقل.
خاتمة:
رجال حول الرسول ليس مجرد كتاب… إنه مرآة لرؤية أنفسنا: أين نحن من هؤلاء؟
هو دعوة مفتوحة، لا تنتهي، للسير في أثر الكبار.
هو صوت خالد محمد خالد، ينادي من بين السطور:
“انظروا كيف يصنع الإيمان من البشر رجالًا… فكونوا من هؤلاء.”